بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)
شن صحفيون وإعلاميون وسياسيون سوريون وعرب، حملة أخلاقية فضلاً عن المهنية، على صحيفة "الشروق" التونسية، التي تُعتبر المنصة الأبرز والأكثر وقاحة على الساحة العربية بأسرها في تسويق وتبرير وتبني جرائم نظام الأسد في سوريا.
الصحيفة المحسوبة على "اليسار العلماني" في تونس، تبنت منذ اللحظة الأولى موقفا مناهضا للثورة السورية، مختارة الوقوف في صف "الممانعة والمقاومة"، لتكون من أولى الوسائل التي تفبرك وتتنبأ بـ"إرهاب إسلامي" يستهدف "صمود نظام الأسد وقوى المقاومة"، إلا أن الصحيفة اليسارية تسوّق في الوقت نفسه لإجرام "حزب الله" وزعيمه، بوصفه "مقاومة"، في تخبط يخلط العلماني بالديني في وصفة سياسية غرائبية!.
ومع "احترام" حرية التعبير والموقف، ظلت الصحيفة تمارس التضليل وإشاعة الأكاذيب، بقلم غسان بن جدو المسموم وجوقته، إلا أنها اليوم، تجاوزت كل معقول في عالم الصحافة، لتتبنى "الإرهاب" الإعلامي وتسقط أخلاقياً في مستنقع الأسد الأحمر.
فأبرزت الصحيفة على صدر صفحتها الأولى مجزرة خان شيخون التي قضى فيها 100 مدني معظمهم أطفال، بغازات الأسد السامة يوم أمس الثلاثاء، لتكتب: "الجيش السوري يصفي عشرات الإرهابيين في مصنع كيمياوي"!
ولا يعبر العنوان عن سقطة مهنية بقدر ما يعبر عن سقطة أخلاقية وموقف سياسي هو أعدى من موقف بشار وإعلامه وشبيحته وجلاديه، وكأنها تنافس في "السقوط" محاولة تجاوز "سما" و"الميادين" و"العالم" وبقية محترفي الدعوة لإبادة الشعب السوري الثائر.
إرهابيون بزي ساسة!
جوقة الداعين إلى تعويم الأسد في تونس، لا تقتصر على "الشروق" وبغاتها، بل تشمل إرهابيين أنيقين غير نمطيين، بلا لحى ولا جلابيب كالمعتاد، هم من بقايا التيارات القومية واليسارية البائدة، يضعون على حيطان مكاتبهم صور جيفارا وجمال عبد الناصر وبشار الأسد وحسن نصر الله!.. ويدعمون جرائم الأسد بكل السبل السياسية المتاحة، وأهمها الضغط على الحكومة التونسية لإعادة العلاقات السياسية مع نظام بشار الأسد، لإعادة تعويمه تدريجيا في الوسط العربي من بوابة تونس "أم الربيع العربي"!.
وفي هذا الصدد، التقى نواب تونسيون منذ يومين الرئيس "السبسي" طالبين منه إعادة كامل العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد، بعد أن زار هؤلاء النواب دمشق في آذار الماضي وباركوا جرائم النظام وحضّوه على مزيد من القتل.
يذكر أن تونس أعادت علاقاتها جزئيا مع نظام الأسد عبر افتتاح ممثلية لها بدمشق في العام 2015، بعدما قطعها الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي عام 2012.