بلدي نيوز – غازي عنتاب (صالح العبد الله)
حذر مجموعة من المهندسين العاملين في سد الفرات سابقاً من خطر انهيار السد، إذا لم تعلن جميع الأطراف المتصارعة وقفاً لإطلاق النار من أجل دخول فرق الصيانة لإصلاحه وإلا ستحدث كارثة إنسانية كبيرة، وذلك في مؤتمر صحفي عُقد في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا، بعد ظهر اليوم الأربعاء.
ونبّه هيثم بكّور أحد المهندسين السابقين في سد الفرات إلى أن إمكانية صيانة السد واردة اليوم وغدا وإلا لن يكون هناك إمكانية للسيطرة على الوضع وخاصة بعد تعطل أنظمة الصرف عن العمل بعد قصف طيران التحالف وتسرب المياه إليها.
وأشار المهندسون الحاضرون إلى أن المياه ارتفعت في حوض مضخات الصرف إلى الحد الأعظمي، ومن ثم تسرب المياه خارج حوض مضخات الصرف وغمر صالة مضخات الصرف ومضخات التجفيف الرئيسية والمساعدة وبالتالي خروجها عن الخدمة نهائياً، ما سيؤدي إلى خروج الأمور عن السيطرة وبدء غمر كافة مناسيب المحطة بشكل تدريجي مع غرق التجهيزات الميكانيكية والكهربائية وخروجها عن الخدمة بشكل نهائي.
ولفتوا إلى أنه في حال استمرار المياه في المحطة حتى الوصول إلى المنسوب الخلفي ستكون كافة التجهيزات الرئيسية والمساعدة للعنفات ومنظومات التحكم وقواطع التغذية المحلية قد غرقت وخرجت عن الخدمة وبذلك يتحول السد إلى كتلة من الحديد والإسمنت.
وبالتالي حدوث كارثة إنسانية كبيرة تودي بحياة الملايين في سوريا والعراق على ضفتي نهر الفرات فضلاً عن الكارثة الاقتصادية في البلدين.
وأجاب البكور عن سؤال مراسل بلدي نيوز عن الإجراءات العملية الواجب اتباعها فوراً، بالقول: "أهم الإجراءات هي وقف العملية العسكرية فوراً، والسماح لفرق الصيانة وهي جاهزة في مدينة الطبقة للتدخل وإصلاح الأعطال وهي قادرة على ذلك، ومن ثم التواصل مع الدولة التركية لوقف تدفق مياه نهر الفرات مؤقتاً".
من جانبه رئيس الحكومة السورية المؤقتة الدكتور جواد أبو حطب اعتبر أن قصف السد جريمة حرب وتهجير قسري للمدنيين ويجب أن يتدخل المجتمع الدولي لإنقاذ الموقف.
وحمل والحاضرين مسؤولية انهيار السد –إن حدث – للتحالف الدولي وميليشيا "قسد"
ونظام الأسد وروسيا وأيضاً تنظيم "الدولة".
وأجاب أبو حطب عن سؤال أحد الصحفيين عن الخطوات التي قاموا بها لتفادي حدوث الكارثة بالقول: "تواصلنا مع الحكومة التركية لمنع تدفق المياه ومن أجل الضغط على الجانب الأمريكي من أجل وقف قصف التحالف والضغط على (قسد) لوقف إطلاق النار وتحييد السد عن الحرب لكي يتسنى لفرق الصيانة للتدخل".
وأضاف "تواصلنا مع الجانب الأمريكي بهذا الخصوص والموضوع الآن على طاولة وزارة الخارجية الأمريكية بعد تزويدهم بالمعلومات".
