بلدي نيوز – حماة (شحود جدوع)
مع نهاية الأسبوع الأول من معركة حماة، ودخولها اليوم الثامن اليوم الثلاثاء، حقق الثوار في ريف حماة إنجازات عدة على جميع الأصعدة العسكرية منها والمعنوية والسياسية.
فقد حرر الثوار مناطق واسعة في ريفي حماة الشمالي والغربي، وسيطروا على مدن وبلدات وقرى عديدة، أهمها منطقة "صوران" ثاني أكبر منطقة إدارية في محافظة حماة، بالإضافة إلى بلدات مهمة مثل "معردس وخطاب"، وقرى "المجدل والشير وسوبين وبلحسين والقصيعية وزور المسالق وزور الجديد وزور الحمرا وخربة الحجامة وأرزة"، وتلال مهمة حاكمة لعدة نقاط كـ"تلة الشليوط وتلة الشيحة".
بالإضافة لذلك تم قطع طريق محردة- حماة، والقطع الناري لطريق محردة- السقيلبية عن طريق السيطرة على حاجز "أبو عبيدة" في الجانب الآخر من تلة الشليوط، والاقتراب من مطار حماة العسكري، الذي بات على مسافة 5 كم من مرمى نيران الثوار، ومدينة حماة التي يبعد مركزها حوالي 8 كم من أقرب نقطة محررة.
وعن الإحصائية النهائية لخسائر النظام من عتاد عسكري وعناصر، فقد أحصت بلدي نيوز بشكل شبه دقيق الخسائر العسكرية، حيث بلغت 13 دبابة مدمرة، بالإضافة إلى ثلاث عربات بي إم بي (ناقلة جنود)، ومدفعي 57 ومدفعين رشاشين شيلكا، وأكثر من عشر سيارات مزودة برشاشات دوشكا، كما اغتنم الثوار ثماني دبابات وعربتي بي إم بي، ومدفع ميدان ومدفعين رشاشين عيار 37 والعديد من السيارات العسكرية.
في حين بلغت الخسائر البشرية حوالي 180 قتيلا من مختلف التشكيلات الموالية، بينهم ضابطان برتبة عميد ركن، وثلاثة ضباط برتب عقيد ركن، وضابطان برتبة نقيب، وقيادي في ميليشيا "حزب الله"، وآخر قائد لميليشيا محلية تابعة للدفاع الوطني.
وعلى الصعيد السياسي، فقد انقلبت الطاولة على نظام الأسد الذي كان يحاول الضغط على وفود المعارضة، بعد الانكسار الأخير في مدينة حلب، وإملاء الشروط التي تناسبه، وبعد معركة حماة والانهيار والتخبط الذي تلاه، عادت المعارضة السياسية إلى الطاولة بقوة لتطالب بحقوق الشعب السوري بعدما ترافق العمل السياسي مع بندقية داعمة رفضت المهادنة مع نظام لم يلتزم بأدنى شروط التهدئة للتفاوض.
وعلى الصعيد المعنوي، أعادت معارك مدينة حماة التي تابعت انتصارات الثوار في دمشق الثقة والحيوية للشارع السوري الثائر، بعد أن أصيب بالإحباط جراء خسارة مدينة حلب والاقتتال الأخير التي تبعتها في مناطق متفرقة بين كبرى فصائل الساحة السورية.
كما ترافقت المعارك الأخيرة مع ارتفاع نسبة قلة الثقة بنظام الأسد من قبل داعميه والموالين له، خصوصاً مع ورود المئات من الصناديق المحملة بالجثث إلى المدن والبلدات الموالية في الساحل السوري والمناطق الجبلية التي تحوي الأكثرية الطائفية المؤيدة.
هذه الخسارة العسكرية والبشرية سببت هستيريا للنظامين السوري والروسي، اللذين قصفا المدن والمناطق المحررة بمختلف الأسلحة والذخائر التقليدية منها والمحرمة دولياً كغاز الكلور والقنابل العنقودية والقنابل الحارقة، حيث بلغ عدد الغارات خلال الأسبوع الماضي بحسب المكتب الإحصائي لتجمع شباب اللطامنة حوالي 768 غارة جوية نصفها تقريباً نفذها طيران النظام الروسي.
ومع نهاية الأسبوع الأول من معارك تحرير مدينة حماة ودخول أسبوعها الثاني، يواصل الثوار عملهم الهجومي على معظم محاور المدينة وعدم ترك المجال لقوات النظام وميليشياته بالتقاط الأنفاس وامتصاص الهجوم والتحول من الدفاع إلى الهجوم .