رحمون: هذا سبب هزيمتنا في إدلب - It's Over 9000!

رحمون: هذا سبب هزيمتنا في إدلب

بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
أرجع عضو مكتب المصالحة، عمر رحمون، وعرَّاب التنسيق مع قاعدة حميميم العسكرية الروسية، في تغريدة له على حسابه في "تويتر"؛ أسباب الهزيمة كما وصفها في معركة انتزاع إدلب من المعارضة، إلى غياب الدور الإيراني، وقال؛ "عدم دخول إيران بمعركة إدلب انعكس سلباً على نتائج المعركة".
مؤشرات الهزيمة
ويعطي الكلام السابق انطباعاً واضحاً إلى الاستياء من روسيا التي لم تعد قادرةً على حسم الملف عسكرياً، والتعويل من الموالين للأسد على الدور الإيراني مجدداً.
كما أنه أحد مؤشرات الهزيمة النفسية، والعجز لدى النظام الذي بات بسير بعكاكيز مأجورة، وسيقانٍ مقطوعة، ﻻ يمكنه إلا الاستناد إلى الطرفين.
وهذا بالتحديد يزيد فرضية طول المعركة، ويضع الفصائل المعارضة أمام مسؤولياتها في كسر الحدود التي يحاول الروس فرضها وتثبيتها.
يشار أيضاً أنها ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها رحمون، موسكو، والذي انتقدها على خلفية صمتها على غارات إسرائيلية ضربت البحوث العلمية في ريف دمشق، وغرد حينها؛ "خوش أصدقاء".
فرملة إيران
وتشير الوقائع الميدانية أنّ حسم ملف معركة إدلب رغم التصعيد الإعلامي من الطرفين، المعارضة والنظام، حول قوة المعارك وضراوتها إلا أنها لاتزال تراوح في مكانها، دون تحقيق مكاسب جادة تقلب الميزان العسكري وترجح غلبة أحد على الآخر.
ورغم تصاعد خريطة المعارك بين النظام وفصائل المعارضة، إلا أنّه ثمة ما يشير إلى صراعٍ خلف الواجهة، بين موسكو وطهران، رغم نفيّ، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تخليه عن حلفائه، في تصريحاتٍ له حول طهران.
وصحيحٌ أنّ القوات الموالية للأسد استطاعت تحقيق خرقٍ في بعض الجيوب مثل؛ "كفر نبوذة وقلعة المضيق والحويز"؛ إلا أنّ تلك المناطق بقيت تدور مراراً في عملية تبادل السيطرة المستمر والمعروف بمسمى "الكر والفر" عسكرياً، في وقت استطاعت فيه المعارضة كسر النظام وروسيا في محور تل ملح والسطيرة ناريا على أوتستراد السقيلبية محردة، وهو طريق إمداد روسي استراتيجي لها.
والجديد اقتصار الهجوم البري في ريف حماة الشمالي منذ مطلع شهر أيار/مايو الفائت على الميليشيات المرتبطة بروسيا تحت قيادة "سهيل الحسن" المعروف بالنمر وأتباعه، في وقتٍ غابت فيه الميليشيات الإيرانية تماماً عن المشهد؛ ما يؤكد أنّ موسكو تمكنت من فرملت الدور الإيراني.
صراع المصالح
والأكيد أنّ محطة إدلب تعتبر بالنسبة للأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في الملف السوري، نموذجاً للصراع الخشن بين الديبلوماسيات والمصالح الاستراتيجية؛ الأمر الذي جعلها ساحة تناحر إقليمية ودولية، تتشابك فيها مصالح الجميع.
وما يبرر غياب إيران عن الواجهة بدايةً أنّ موسكو لا تريد أن تقاتل من أجل مصالح إيران وحدها، وتثبيت نظام الأسد، دون الأخذ بالاعتبار مصالحها، وطبعاً مصلحة تل أبيب المعني الأول بتلجيم وإخراج طهران من المعادلة، إضافةً لإيجاد نقطة توازن حقيقية مع واشنطن.
لكنّ ذلك ﻻ يعني أنّ موسكو تريد التخلي تماماً عن ورقة إيران والتفريط بها، فثمة نقاط التقاء مشتركة بين البلدين، ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل في آسيا أيضاً.
ولأنّ موسكو تريد البقاء كقوة إقليمية كبيرة على المتوسط، فرض عليها موازنة مواقفها في ملفات المنطقة، وفق أولويات واضحة، في مقدمتها تل أبيب التي ترغب بإخراج طهران.
بينما ينحصر اهتمام طهران بشكل أساسي على كل من حلب ودير الزور ودمشق ومحيطها، وتحاول التغلغل في تلك المناطق بشكل كبير على حساب وجود النظام وروسيا، وتشير التقارير الواردة من هناك على انتشار التشيع لترسيخ القدم الإيرانية.
وبالمجمل؛ تبدو موسكو اللاعب والحاضر الأقوى في المعادلة العسكرية، التي تسعى من خلالها إلى تحقيق أو محاولة مضاعفة نفوذها في هذه المناطق، وتثبيت حدود جديدة لها.
ومع عدم قدرة أحد الأطراف "المعارضة" من جهة، والنظام من جانبٍ آخر على الحسم، بدأ السؤال؛ حول مدى قدرة روسيا منفردةً دون إيران على تحقيق الانتصار، الذي كان يفترض أن يتم سريعاً.
لماذا غابت؟
الغياب الإيراني عملياً عن ملف إدلب بدأ منذ اتفاق "سوتشي" الذي كان طرفاه الرئيسيان هما "أنقرة وموسكو".
بالمقابل؛ إيران تعاني من وطأة العقوبات الأمريكية التي أنهكت اقتصادها ومقدراتها، وسط استياء شعبي داخلي.
خاتمة
وظهر في الفترة الأخيرة تريث من قبل "نظام الأسد" في دفع مسار تشكيل اللجنة الدستورية على أمل "حسم معركة إدلب"، في وقت لوحظ عدم مشاركة إيران في المعركة وتجنب ميلشيات إيرانية غرب حلب في شن هجوم بالتوازي مع هجمات قوات النظام من شمال حماة.
وتفاوت تفسير ذلك بين عدم رغبة طهران في إغضاب أنقرة في هذا الوقت، حيث يسود توتر إيراني-غربي، وبيّن رغبة موسكو بإرسال إشارة إلى النظام بإمكانات الحل العسكري منطقة شمال غربي البلاد الخاضعة لتفاهم روسي-تركي.
يذكر أن النظام وروسيا يشنان عملية عسكرية على الشمال المحرر بدأت يوم 26 نيسان مع انتهاء محادثات آستانا الذي فشلت في التوصل لصيغة حل سياسي بجولاتها ال12 مع إصرار الروس ونظام الأسد على الحل العسكري.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//