"مجلس الأمن" يرى.. يسمع ولا يتكلم - It's Over 9000!

"مجلس الأمن" يرى.. يسمع ولا يتكلم

بلدي نيوز – (نجم الدين النجم)
اتهم تقرير صادر عن الأمم المتحدة، قوات النظام باستخدام أسلحة كيميائية سامة، بالإضافة إلى عمليات قتل انتقامية نفذها عناصر النظام داخل مدينة حلب.
وجاء هذا التقرير عقب ساعات من استخدام حليفي النظام روسيا والصين، لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، ضد قرار يقترح فرض عقوبات على شخصيات في نظام الأسد، لتورطهم في استخدام قوات النظام للأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري، ضاربتين عرض الحائط بضحايا هذا النظام المستبد الذي غيّر مفهوم الجريمة بقتله لمئات الآلاف من السوريين، وتشريده للملايين منهم في أصقاع الأرض.
وأفاد التقرير الأممي أنه "منذ نهاية تشرين الثاني من العام الماضي وحتى انتهاء عملية الإجلاء في كانون الثاني من العام الجاري، ارتكبت بعض القوات الموالية للحكومة إعدامات في عمليات انتقامية".
وأشار التقرير إلى أنه "في حالات معينة قتل جنود سوريون أفراداً من عائلات كانت مؤيدة لفصائل المعارضة"، كما قال أن طوال فترة حصار قوات النظام لأحياء حلب الشرقية "شنت طائرات النظام وروسيا غارات جوية يومية" على الأحياء المحاصرة شرق حلب.
وأكد التقرير أن القصف المتواصل، دمّر المدارس والبيوت والملاجئ، وشدد بشكل صريح على أن "الطائرات التابعة للنظام استخدمت غاز الكلور السام، والمحرم دولياً، ضد السكان المدنيين في أحياء حلب الشرقية، مما تسبب بمعاناة نفسية وجسدية للمئات من المدنيين".
وقال التقرير الأممي أنه "عبر استخدامها الذخائر الملقاة من الجو ومعرفتها أن عاملين إنسانيين يعملون في المنطقة، ارتكبت القوات السورية جرائم حرب عبر تعمدها مهاجمة عاملين في الإغاثة الإنسانية والحرمان من المساعدات ومهاجمة المدنيين".
بعد اتجاه روسيا خلال الأشهر الماضية إلى لعب دور الوسيط والضامن للحل السياسي للقضية السورية، وبعد أشهر طويلة في ميزان الصراع، قضاها الشعب السوري متأملاً لما يمكن لروسيا أن تفعله لحل مأساتهم، أعلنت روسيا مجدداً أنها لن تستغني عن نظام الأسد الذي أمعن في قتل السوريين في كل الأسلحة الموجودة في هذا العالم، بدءاً من الصواريخ المتنوعة مروراً بالبراميل المتفجرة وليس انتهاءً بالأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً.
بعد الفيتو السابع الذي سلّه مندوب روسيا الجديد في الأمم المتحدة، بات الحديث يدور حول جدوى المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية في جنيف وأستانا، ويدور هذا السؤال في فلك سؤال أهم وأكثر إلحاحاً وهو ما جدوى إصدار منظمة الأمم المتحدة لتقارير تشرح فيها مدى إجرام هذا النظام، وما الغاية من تكرار تفاصيل هذه الجرائم التي بات يعرفها القاصي والداني في هذا العالم.
حول هذا الموضوع يقول الكاتب والصحافي "أحمد مظهر السعدو" لبلدي نيوز "الأمم المتحدة ورثت المنظمة الدولية (عصبة الأمم) بعد الحرب العالمية الثانية، لتكون منبرًا ومكانًا لممارسة الحرب الباردة، التي كانت على أشدها، دون أن تصل إلى مصاف الحروب الحقيقية، والفاعلة، وحصل هذا عندما كان هناك قطبين عالميين عظميين، الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية، فكيف إذا آلت الأمور إلى قطب أحادي يستفرد في العالم أجمع، بحيث أنه حتى الدور والصوت الأوروبي لم يعد مسموعاً ولا موجوداً".
وأضاف السعدو: "اليوم وبينما تحاول روسيا الخروج من القمقم الذي وصلت إليه بعد انهيار الدولة السوفياتية، لم تجد أمامها من فسحة لإظهار القوة سوى حق الفيتو الأممي، والمصالح الممكنة والمتاحة في الوطن السوري، الذي باع (قواده) في قصر المهاجرين، كل سيادة وطنية مدَّعاة، إلى الكرملين مقابل الإبقاء على سلطة أسدية هشة، تستمر في نهب سورية، والعبث في مقدرات السوريين، والقتل الممارس يوميًا، ضد كل سوري نظيف أو شريف أو لا يقبل بحكم الأسد ومن والاه".
ويرى السعدو أن الفيتو الروسي يريح الولايات المتحدة الأمريكية بعد تقاعسها عن القيام بدور حقيقي يساعد السوريين في معضلتهم الكبير، قائلا: "لأن الأميركيين أيام أوباما كانوا راضين عن كل هذا القتل والدمار، ولم تعد لديهم أية خطوط حمراء، إلا عبر التصريحات الهميونية، فقد عرف الروس كيف يلعبون في المكان الذي لا يزعج الأميركان، بل هم راضون عنه، من تحت الطاولة، فكان الفيتو الروسي الذي يوفر عليهم الكثير، ويساهم بتغطية حالة الخذلان التي تم التعامل بها مع الشارع السوري، ومعارضته التي لاحول لها ولا قوة".
وأكد السعدو أن "القرارات الدولية المفوَّتة روسيا، أضحت غطاءً واضحًا للسياسات الأميركية والأوربية المتهالكة، والمرضي عنها إسرائيليًا، بحيث لا يمكن أن تجد إسرائيل لا الآن ولا مستقبلًا من يحمي حدودها كما حماها النظام السوري، ولم ولن تجد من يدمِّر (نيابة عنها) جل البنية التحتية لسورية كدولة مواجهة مفترضة، وتحتل إسرائيل جولانها".

بدوره، يقول الكاتب والصحافي "يوسف دعيس" أن "التقارير التي تقدمها هيئة الأمم المتحدة ما هي إلا محاولة يائسة لإثبات أن الميت ما زال حياً، أو على مبدأ الساكت عن الحق شيطان أخرس، لذلك تأتي هذه التقارير لذر الرماد في العيون، وأكبر دليل على ذلك التقارير التي تدين النظام السوري بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، أو استخدامه الكيماوي، أو قتل المعتقلين، وغيره من الجرائم".
ويرى الدعيس أن المنظومة الدولية ككل هي أهم أسباب إمعان النظام في القتل والتدمير، فمنظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن هما "من يطيل عمر النظام، ويعطيه الحقن اللازمة لكي يستمر بالحياة، ويستمر في قتل السوريين وإبادتهم أو تهجيرهم".
وانتقد الدعيس نظام الفيتو المتبع في مجلس الأمن، معتبراً أن "قرارات مجلس الأمن الدولي التي تصطدم بالفيتو الخاص بالدول ذات العضوية الدائمة، تؤكد أن منظمة الأمم المتحدة وملحقاتها، هي مؤسسة بالية يجب تطويرها باتجاه اعتماد التصويت لكافة أعضاء مجلس الأمن، واعتماد نتيجة النصف زائد واحد لمصلحة تمرير أي قرار، وبذلك تتحقق العدالة تجاه أية قضية تطرح للتداول".
كما يرى الصحفي "منار عبد الرزاق" أن التقارير الأممية التي تشرح جرائم النظام هي "بروبغاندا إعلامية أكثر من كونها تقارير إجرائية، وهي ايضاً لحفظ ماء الوجه لدى الدول الديمقراطية أمام شعوبها، وتبرير عدم جدوى أي قرار تتخذه ضد النظام في ظل هيمنة، عدة دول قوية داعمة للنظام في مجلس الامن"، بيد أنه يعتبر أن "التقارير الأممية رغم عدم قدرتها على جر المجرم إلى السجن في ظل سيطرة قوى مناصرة للنظام على مجلس الامن الدولي، ومصادرتها للقرارات الأممية، إلا أن الاستفادة منها خلال المراحل المستقبلية واردة، ومن الممكن استخدامها كبطاقة حمراء في وجه النظام ورموزه في المحاكم المحلية لعدد من الدول الأوربية، إضافة لإمكانية الاستفادة منها كوثائق إدانة لدى المحكمة الجنائية الدولية، بعد كف توقف الدعم الذي تقدمه بعض الدول لنظام الأسد".

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//