ما أسباب تحول بعض المقاتلين من خندق الثورة إلى نفق الأسد؟

بلدي نيوز - (حسام محمد)
عقب عملية التهجير القسري التي نفذتها قوات نظام الأسد بدعم عسكري روسي وإيراني في محيط العاصمة السورية دمشق، والتي أدت إلى تفريغ عدة مدن وبلدات من ثوارها وعائلاتهم نحو الشمال السوري، شهدت تلك المدن في غالبيتها تحولا يصعب فهمه مهما كانت التبريرات، حيث انتقل بعض عناصر الجيش الحر في ليلة وضحاها من خندق الثوار إلى نفق الأسد.
بعض الذين طبعوا علاقاتهم مع الأسد والميليشيات الموالية له، تخلوا عن بندقيتهم الثورية ورفعوا بندقية القاتل، وبعضهم قُتل وآخرين جرحوا أثناء معارك ضد رفاق الأمس في محيط دمشق ضمن المدن التي ما زالت صامدة بوجه الأسد حتى الساعة.
لماذا هذا التحول الكبير؟
ويرى العقيد "محمد أبو الخير" لبلدي نيوز أن تحول بعض ثوار الأمس إلى صف الأسد القاتل يحمل العديد من الأوجه والمسببات التي لا يمكن بأي حال من الأحوال قبولها، وأن من أهم تلك الأسباب هو "الفقر الشديد" الذي حل بالعائلات السورية في ريف دمشق، وانقطاع المساعدات التي كانت تقدمها الهيئات الثورية والأمم أدى لتفاقم الأوضاع المعيشية، الأمر الذي رأى فيه البعض سبباً للتوجه نحو ميليشيات الأسد ليس حباً به بل طمعاً بالمائة دولار الأمريكي التي يقدموها له.
وأضاف العقيد، "بعض الذين ذهبوا للأسد أيضاً كانوا مجندين من قبل عملية التهجير، ومع إفراغ البلدات السورية عادوا إلى المراكز التي جندتهم عقب انتهاء المهمات الأمنية التي كانوا مكلفين بها، وأشار إلى أن الخروقات الأمنية كانت كبيرة، وكل ذلك يعود للحصار الشديد الذي كان مفروضاً على البلدات الثائرة".
بدوره، أكد الناشط الميداني "أبو اليسر" بأن مئات الثوار السوريين في ريف دمشق ما زالوا يتمسكون بمبادئ وقيم الثورة وفي أعلى درجاتها، ونوه أن النظام السوري استولى على أسلحتهم ولكنهم ما إن تقترب الثورة من مدنهم مجدداً، ستعود حناجرهم للمطالبة بما خرجوا لأجله في عام 2011.
مخاوف أمنية
ويتفق العقيد أبو الخير والناشط "أبو اليسر" على أن المخاوف من التجنيد القسري هي الأكثر رواجاً بين أبناء المدن الثائرة حتى الساعة، وأن شبح الاعتقال التعسفي لا يقل خطراً عن التجنيد، فكلاهما يلتهم الشباب السوري على حد سواء.