ما حقيقة عودة حلبيّين من تركيا إلى مدينتهم المحتلة؟ - It's Over 9000!

ما حقيقة عودة حلبيّين من تركيا إلى مدينتهم المحتلة؟

بلدي نيوز – حلب (يزن الحلبي)
تتقطع السبل بعشرات الآلاف من المدنيين المهجرين قسرا عن شرقي حلب، تاركين خلفهم منازلهم المدمرة، وما تبقى من مصادر رزقهم في المدينة المنكوبة، في الوقت الذي يتطلع نازحون آخرون للعودة إلى حلب، رغم المخاطر المحدقة بهم من قبل نظام الأسد، في جدلية ديموغرافية غريبة.

ووفقا لأرقام رسمية فإن عدد النازحين من حلب الشرقية بلغ نحو سبعين ألف شخص بينهم عشرة آلاف يتواجدون في مخيمات باب السلامة الحدودي، مقابل ثلاثين ألفا في منطقة إكدة على الحدود السورية التركية.
وتشير الأرقام ذاتها إلى أن زهاء 12 ألف نازحا دخلوا محافظة هاتاي التركية قادمين من خربة الجوز بريف إدلب، في حين أقامت السلطات التركية مخيما جديدا في مدينة أَنة يتسع لثمانية آلاف آخرين.
وتسمح تركيا فقط بدخول الحالات الطارئة والجرحى لتلقي العلاج داخلها، بينما تؤكد أنقرة أنها مجبرة على التعامل مع آلاف اللاجئين السوريين الذين يتجهون نحو حدودها.
التجار أول العائدين إلى مناطق النظام
بدأ بعض التجار وأصحاب الأعمال بعد سيطرة قوات النظام على كامل مدينة حلب وتهجير سكان الأحياء الشرقية بالتفكير والتخطيط للعودة إلى حلب.
وأكد أحد التجار لبلدي نيوز أن أصحاب محال تجارية تلقوا دعوات من عائلاتهم في مناطق من حلب للعودة إليها طالما أن أوضاع المدينة بدأت تستقر في معظم الأحياء بعد سيطرة النظام عليها.
وتابع حديثه قائلا: "نفكر بالعودة بمجرد أن تستقر الأوضاع في المدينة قليلاً".
في حين، قال أحد التجار الحلبيين المقيمين في إسطنبول "إن العودة إلى حلب أفضل من البقاء في تركيا ودفع ضرائب وإيجارات، في وقت تعد حلب نوعاً ما أرخص من تركيا، كما أن منازلنا هناك وبالتالي لا إيجارات ولا تكاليف إضافية".
فيما يجد باقي التجار الذين ينوون العودة إلى حلب صعوبة في التأقلم مع بيئة العمل التركية، نظراً لوجود ضرائب وإيجارات لم تكن موجودة في سوريا بنفس القيمة.
المدنيون متخوفون من العودة
وتسيطر حالة الخوف على النازحين من العودة إلى مدينتهم بعد سيطرة قوات النظام عليها، وذلك خوفا من إلحاق أبنائهم قسريا بالخدمة الاحتياطية في الجيش أو اعتقال الأفرع الأمنية لأحد أبنائهم.
وقال "أبو محمد"، وهو نازح مقيم في مخيم أطمة الحدودي: "قوات النظام تقود المعتقلين من الشباب إلى الخدمة الاحتياطية الإجبارية من أجل القتال ضد الثوار على جبهات مختلفة".
وقال "أبو حسن" لبلدي نيوز، وهو لاجئ آخر في مخيم شمارخ قرب مدينة إعزاز: "أوضاعنا المالية المتردية وشوقنا إلى مدينتنا حلب يجبرنا على العودة إليها، في الوقت ذاته لا نريد اتخاذ قرار قد تندم عليه فيما بعد ".
إجراءات العودة سهلة
وتبدو إجراءات العودة من تركيا إلى مدينة حلب سهلة، بعد أن يقوم اللاجئ السوري بتسليم بطاقة الهوية "الكيملك" ليسمح له الجانب التركي بالدخول إلى الأراضي السورية من معبر باب الهوى الحدودي.
كما يعبر اللاجئون من معابر (باب السلامة وباب الهوى وتل أبيض وجرابلس) وجمعيها تسمح لحاملي بطاقة آفاد "الكيملك" بالعبور حال تسليمها لهم، وبذلك يكون اللاجئ ممنوعا من دخول الأراضي التركية مجددا.

وقد سرت في الآونة الأخيرة تقارير صحفية تتحدث عن عودة لاجئين حلبيين في تركيا إلى مدينة حلب بعد احتلالها من قبل قوات النظام والميليشيات الأجنبية الطائفية، وهذا ما تؤكد بلدي نيوز حدوثه بالفعل، ولكن بأعداد قليلة ويتصدر العائدين التجار والرماديون الذين لا ينتمون إلا لمصالحهم الذاتية.

مقالات ذات صلة

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

أردوغان: لدينا تواصل مستمر مع الإدارة الجديدة في سوريا

تجار هولنديون يبدون رغبتهم لتجديد تجارتهم في سوريا

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

مشروع خط غاز "قطر - تركيا" يعود إلى الواجهة من جديد

أزمة حادة في اليد العاملة بتركيا بعد عودة عدد كبير من العمال السوريين إلى بلدهم

//