نتنياهو: ننسق بشكل كامل مع "حلف الممانعة"! - It's Over 9000!

نتنياهو: ننسق بشكل كامل مع "حلف الممانعة"!

بلدي نيوز – (خالد وليد)
نشرت روسيا في الساحل السوري وبعض المطارات في حمص ودمشق كماً كبيراً من الأعتدة العسكرية المتطورة، التي لم يعرفها نظام الأسد قبلاً، وكانت ضمن الممنوعات المحرمة عليه تماماً، والتي يستحيل عليه حتى مجرد التفكير بالحصول عليها، بداية بالقاذفات التكتيكية المتطورة، ومنظومات الدفاع الجوي الأفضل لدى الروس، ومنظومات الحرب الإلكترونية والاستطلاع وغيرها، مدعومة بعشرات الآلاف من العناصر الإيرانيين والأفغان والروس، والذين يكاد عددهم يفوق عدد جيش النظام .

فعلى الرغم من أنها لم تصل ليد النظام، لكن كل تلك القوى التي ظهرت فجأة في سوريا، والتي أرسلتها دول يفترض النظام أنها قوى "داعمة لمحور المقاومة والممانعة"، وتناصب إسرائيل العداء، تعتبر تغيراً استراتيجياً، وخطراً داهماً بالمفهوم العسكري والاستراتيجي والاقتصادي والتكتيكي، وكل أنواع المفاهيم والمبادئ التي تعتمد عليها الدول والأنظمة في رسم خططها واستراتيجيتها وقوتها العسكرية والسياسية والاقتصادية.

ففي منطقة مثل الشرق الأوسط، تعاني الدول مباشرة من أي تغيير يطرأ في مقدرات وتحالفات الخصوم، ويظهر هذا الأمر بشكل رد مباشر أو غير مباشر، أو على الأقل تصريحات سياسية تعلن الرفض لهذا الأمر، ويمكن القول إن المثال بين دول الخليج وإيران هو الأكثر وضوحاً، وهو الأكثر قدرة على تمثيل هذه الحالة.
فبمجرد تخفيف القيود عن تسليح إيران، وبدء وصول الأعتدة الأحدث نسبياً إليها، بدأت دول الخليج حملة تسلح محمومة، وصلت حد تسريبات عن امتلاك السعودية لقنابل نووية، وعشرات الصفقات المختلفة بين الخليج وأمريكا في مجال الأسلحة، والتي تقدر قيمتها بالمليارات.
في حين لا تمثل الأعتدة التي نشرتها روسيا في سوريا، ولا الميليشيات التي نشرتها إيران أي مشكلة حقيقية لإسرائيل، فهي لم تبد أي رد فعل سلبي تجاه هذه الميليشيات أو القوات، ولم يصدر أي فعل جدي تجاه مواجهتها أو تقليص قدرتها، أو منع استمرار تدفقها إلى المنطقة، خصوصاً أن إسرائيل لديها القدرة العسكرية والسياسية والاقتصادية، على فعل الكثير في ما يتعلق بمنع أي تحرك مشابه، وحتى إخراج أو تدمير أي ميليشيا إيرانية على الأرض.
خصوصاً أنها نفذت العديد من الضربات الموجهة للنظام وميليشيا "حزب الله"، لمنعهم من نقل أي تكنولوجيا عسكرية تتجاوز المسموح به إلى عناصر الميليشيا في لبنان، الأمر الذي يعتبر إهانة للنظام، وضربة للميليشيا التي أدركت قيمتها الحقيقية بعد حرب 2006 في لبنان، والتي تعرضت فيها للإذلال على يد الطائرات الإسرائيلية، في حين لم تتوقف عن التبجح "بالنصر العظيم"، التي تمثل بإطلاقها 4000 صاروخ سقط ثلثاها في العراء، والثلث الباقي لم يسبب أي مشكلة حقيقية لإسرائيل، في حين أطلقت الميليشيا ذاتها عشرات آلاف الصواريخ على المدن السورية، لتقتل الآلاف من المدنيين.
فقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) غير مرة، أن حكومته تنسق خطواتها مع موسكو لتجنب "أزمات مفاجئة" في سوريا، وأن علاقاتها وطيدة مع الروس.

لكن الأمور بلغت مبلغاً أكثر تطوراً مع التنسيق الروسي الإسرائيلي، الذي أعلنه نتنياهو صراحة، والذي توّجه بإعادة دبابة غنمها الجيش السوري من إسرائيل عام 1982 خلال معارك لبنان، والتي تعتبر إهانة للنظام لم يرد عليها كالعادة، وتقارباً مع إسرائيل التي اعتبرت إعادة الدبابة نصراً لها.
فقد بلغت قمة هذا التعاون بالتنسيق الروسي الإسرائيلي لتدريب الإسرائيليين على التعامل مع منظومة صواريخ (إس300)، التي نشرتها روسيا في سوريا، الأمر الذي يعني نزع أي فعالية عن هذه المنظومة في حال تسليمها للأسد، عدا عن التعاون والتنسيق الكبير والخط الساخن بين تل أبيب وحميميم، والذي ينسق حركة الطائرات الإسرائيلية في السماء السورية مع الروس، حيث تسجل بيانات كل طائرة إسرائيلية تحلق في الأجواء، منعاً لحدوث أي إشكال مع الطائرات الروسية!.
لا يمكن القول إن إسرائيل تشعر بأي خطر من الانتشار الروسي الإيراني في سوريا، بل على العكس تراه مناسباً جداً ومقبولاً جداً، خصوصاً أنه يمكن التحكم به وبحجمه ومقدراتها ومدته وهدفه، فإيران هي المحرك الأساسي لجميع الميليشيات الشيعية التي تعمل بإمرتها والتي تستطيع سحبها فورياً من سوريا بمجرد الضغط عليها بشكل كافٍ أو تهديديها تهديداً جدياً كما حصل لجيش النظام الذي انسحب من لبنان عام 2005 بسرعة البرق، بعد تهديد النظام على خلفية اغتيال رفيق الحريري.

فتصريحات نتنياهو والتي اعترف فيها أن "جميع العمليات الإسرائيلية في الأراضي السورية بما فيها الجوية تم تنسيقها مع بوتين"، تأتي بعد فترة قصيرة من نشر الروس لمنظومة دفاع جوي جديدة في مطار حميميم، والتي تبجح بقدراتها النظام ومؤيدوه، ولتثبت أن كذبة "محور الممانعة" (الذي تدعمه روسيا) على وشك النهاية، ليصبح اللعب في سوريا على المكشوف بين اللاعبين الكبار.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//