بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
تشهد الأحياء الشرقية المحاصرة بمدينة حلب أو ما بقي منها تحت سيطرة الثوار، هجمة عسكرية غير مسبوقة من القصف الجوي والمدفعي أزهقت أرواح المئات من المدنيين العزل، ممن رفضوا الخروج من الأحياء المحررة باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام خوفاً من الاعتقال والتصفية وتشبثاً بمواقفهم، فيما تواصل قوات النظام ومن خلفها روسيا والميليشيات الطائفية عمليات التوغل ضمن الأحياء المحررة، رافضة كل الطروحات لوقف العمليات ومصرة بشكل أكبر على الحسم العسكري.
وتشهد الأحياء الشرقية بمدينة حلب حالة كارثية ومحرقة كبرى تشبه ما حصل في التاريخ من إبادات إبان دخول الجيوش المحتلة المدن المحاصرة، هذه المشاعر ومخاوف الإبادة يعيشها آلاف المدنيين بعد تقدم قوات النظام وسيطرتها على حي الشيخ سعيد وعدة أحياء أخرى، فيما بدأت الميليشيات الشيعية بعمليات التصفية الميدانية للمدنيين غالبيتهم أطفال ونساء في حي الفردوس انتقاماً من الثوار والمدنيين، ممن صمدوا حتى الرمق الأخير في الأحياء المحررة.
ومع تضييق الخناق على الأحياء المحررة، تتوارد الرسائل من داخل المدينة، تؤكد على الصمود والمتابعة حتى آخر رجل في المحرر، ورفضهم الكامل للخروج باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام وترك المدنيين يواجهون المصير المجهول على يد الميليشيات الطائفية الحاقدة على كل أهل حلب، وكل من صمد في وجه آلة القتل والتنكيل على مدى أشهر.
وفي المقابل طالب المدنيون في الأحياء المحررة فصائل الثوار للتحرك بشكل عاجل لتخفيف الضغط على من يدافع عن الأحياء المحررة بالإمكانيات المتاحة لديهم، وذلك من خلال إطلاق عمل عسكري يهدف لفك الحصار والتخفيف عن جبهات المدينة المشتعلة من عدة محاور.
أما الوضع الإنساني فيتفاقم ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم، حيث غدت مدينة حلب بدون أي مقومات للحياة ولو بأبسطها، بعد تدمير المشافي والمرافق الخدمة من مراكز للدفاع المدني ونقاط طبية، لتقف كوادر الدفاع المدني والإسعاف عاجزة عن تقديم أي عون لمن يقتل ويجرح بفعل القصف.
كما تشهد الأحياء المتبقية تحت سيطرة الثوار حركة نزوح داخلية كبيرة من حي لآخر بعد كل تقدم للنظام في الأحياء الشرقية، وسط انعدام المواد الغذائية ومستلزمات الحياة الأساسية، ورفضهم تسليم رقابهم للنظام والنزوح باتجاه مناطقه، مواجهين الموت القادم إليهم من كل الجهات.
حلب اليوم تستنصر كل من يقوى على نصرتها لتخفيف الضغط عن آلاف المدنيين المحاصرين في بقعة جغرافية صغيرة تضيق ساعة بعد ساعة، وتطالب العالم أجمع لتحمل مسؤولياته في إنهاء المحرقة التي تواجه آلاف المدنيين، مع الإصرار الروسي على تحقيق هدفه في السيطرة على كامل المدينة، ورفض أي حل لوقف المحرقة بحق الشعب الأعزل.