بلدي نيوز – (أحمد العلي)
شنت مقاتلات نظام الأسد الحربية، هجمات بالصواريخ المحملة بغاز السارين والتي أدت إلى استشهاد عشرات المدنيين (101 بحسب آخر إحصائية متوفرة) ومئات الإصابات في ناحية "عقيربات والقسطل وجروح" بريف حماة الشرقي الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة".
الضربات تمثل تصعيداً كبيراً وضربة قاصمة لاتفاق إخلاء سوريا من الأسلحة الكيميائية والتي أبرمتها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد، ومن المفترض أن يكون نظام الأسد قد تخلص من جميع الأسلحة الكيميائية بموجب الاتفاق المبرم عام 2013 الذي جاء بعد الهجوم على الغوطة حيث قتلت قوات النظام ما يقارب 1400 مدنياً بغاز السارين آنذاك.
ولكن على الرغم من ذلك الاتفاق نفذ طيران النظام ضربات كيميائية بالكلور السام في "كفرزيتا واللطامنة وتلمنس" وغيرها بأرياف إدلب وحماة وحلب، وليس أخيرا في حلب (حي الكلاسة) ليلة أمس، واليوم يعاود النظام قصف المدنيين في ناحية عقيربات بغاز السارين، ما يؤكد وجود كميات أخرى من السلاح الكيميائي لدى نظام الأسد.
وعلى هذا النحو فإن استخدامه يمثل تكثيفا رئيسيا لحملة الأسد التي تجاهلها تماما المجتمع الدولي مع تقديم العديد من التقارير بأن الأسد استخدم الكيماوي (الكلور) في مناطق سورية عدة منها في بلدة سرمين في مارس 2015 والذي أسفر عن استشهاد عائلة بأكملها بينهم ثلاثة أطفال.
وكان الدكتور محمد تيناري الذي عالج الشهداء قدم شهادة أمام مجلس الأمن الدولي عن استخدام الكلور السام.
ومنذ اتفاق إخلاء سوريا من الأسلحة الكيميائية كانت الضربات كثيفة وواسعة ولم يقم المجتمع الدولي بملاحقة نظام الأسد لوقف الهجمات الكيميائية اللاحقة، وهذا ما يؤكد بأن الاتفاقية لم يكن لها أي معنى لأنه من المفترض أن امتلاك نظام الأسد للأسلحة الكيميائية واستخدامها كان يجب أن يتوقف منذ توقيعها، ولكن الواقع يكشف حقيقة أن النظام ما زال يمتلك ويصنع هذه الأسلحة وفق تقارير دولية أكدت ذلك، لكن دون أي تحرك من المجتمع الدولي لإيقاف المجزرة المسستمرة.
