بلدي نيوز – (عمر يوسف)
طلب المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إعفاءه من منصبه لأسباب وصفها بالشخصية، قبيل زيارته إلى العاصمة السورية دمشق.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن دبلوماسيين في الأمم المتحدة، اليوم الخميس، أن دي ميستورا طلب إعفاءه من منصبه، قبل انتهاء الولاية الحالية للأمين العام، لكن الأخير أحال المسألة للأمين العام الجديد أنطونيو غوتيريس، ولم تحسم بعد.
وأفادت الوكالة أن دي ميستورا بات مصابا بالإحباط حيال إمكان تحقيق أي تقدم بالمسار السياسي بالمدى المنظور في سوريا، وأنه "يتعرض لضغوط مستمرة وصلت حد إعلان موقف علني من روسيا، طعناً بصدقيته كمبعوث محايد".
وجاء طلب دي ميستورا قبل زيارته دمشق، التي فشل خلالها بالحصول على أي تجاوب من نظام الأسد، حيال مقترحه المتعلق بأحياء حلب الشرقية، الذي طالب فيه بإنشاء منطقة حكم ذاتي في حلب الشرقية، لكنه قوبل بالرفض، فيما اتهمه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه "يقوض عقد محادثات بين السوريين من دون شروط مسبقة".
ويأتي قرار استقالة دي ميستورا في ظل الحشود العسكرية التي يجمعها النظام بهدف اقتحام أحياء حلب الشرقية، مع تجدد الدعوات من روسيا والنظام السوري لخروج الثوار والأهالي منها على حد سواء، فيما يعاني المدنيون من تبعات الحصار الذي تسبب بفقدان الوقود وارتفاع غير مسبوق لأسعار المواد الغذائية.
الصحفي "تمام حازم" علق على استقالة المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، بالقول: "إن المبعوث الأممي دي ميستورا أثبت فشله الذريع كطرف محايد، منذ الأيام الأولى في مهمته بسوريا، لاسيما محاولاته تجزئة الحل وحصره في مناطق معينة كمدينة حلب، واقتراح حول فكرة تجميد القتال بين الطرفين".
وأضاف "حازم"، في حديثه لبلدي نيوز: "ظهر انحياز دي ميستورا لنظام الأسد، خلال الأشهر القليلة الفائتة، لا سيما بعد مطالبته فصائل الثوار بالخروج من مدينة حلب كحل لإيقاف القتال والقصف على حلب، مضيفا أنه على استعداد أن يرافقهم في طريق خروجهم من المدينة، وهو الأمر الذي أظهر خداعه كطرف أممي مستقل".
يذكر أن دي ميستورا عُين يوم 10 تموز 2014 مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، خلفا للجزائري الأخضر الإبراهيمي الذي قدم استقالته من المنصب، وبدأ عمله باقتراح خطة تجميد القتال في مدينة حلب، تمهيدا للمفاوضات، حيث لم ينجم عن الخطة أفق للحل في سوريا.
