"أوباما" الرئيس الأمريكي المثير للشفقة - It's Over 9000!

"أوباما" الرئيس الأمريكي المثير للشفقة

وورد برس – (ترجمة بلدي نيوز)
هنالك شيء مأساوي جداً ومثير للشفقة حول الرئيس باراك أوباما، وخصوصاً منذ أن قال "سآخذ الأمر بمثابة إهانة شخصية لإرثي إذا ما لم تقوموا بالتصويت لهيلاري كلينتون"، لقد كنا نعلم بأنه كان على وشك أن يصبح ممثلاً مأساوياً في واقع قاس من أعمال الديمقراطية.
في هاملت للكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير... يموت الجميع، وهكذا تبدو إدارة أوباما المتفككة وإرثه إلى حد كبير اليوم، فليس هنالك من نهايات سعيدة فيها.
اليوم، تبدو مستشارة الأمن القومي لإدارة أوباما "سوزان رايس" بأنها تستجدي وتتوسل روسيا لوقف قصف حلب، وقد مرت فترة طويلة من الوقت منذ رأينا ذلك النوع من "التذلل" العلنيّ لمسؤول أمريكي.
ولكن الحقيقة هي هذه: أن الرئيس أوباما قد "جُرجِرَ" نحو الموت والدمار في الشرق الأوسط من خلال عدم قدرته على جلب قوات الولايات المتحدة أو قوات حلفائنا للتصرف بطريقة فعالة هناك.
وبالمقارنة مع ائتلاف عام 1991 والذي قادته الولايات المتحدة لهزيمة صدام حسين في الكويت، ذلك الغزو المقاد من قبل "عقيدة باول المؤمنة بقوة النار"، فإن أسلوب الرئيس أوباما في "الحرب" يشبه لعب الأطفال الخجولة، لعبة مجزأة دون أي بنية استراتيجية، كارثة قاتلة لسمعة أمريكا ومصداقيتها ولأي من التعساء بما فيه الكفاية ليكونوا هدفاً في ساحة المعركة الحقيقية.
وعادة ما يعود الأمر للمؤرخين لتقرير هذه الأمور، ولكن في الوقت الأخير الذي يكافح فيه الرئيس أوباما لإنقاذ إرثه، سنكون أول مؤرخين لوزن سياسته: فقد تسبب الرئيس أوباما بالوضع الذي نراه الآن في سوريا عندما فشل في فرض "خطه الأحمر" في سوريا، وعندما أحجم الرئيس أوباما عن ذلك، جاء فلاديمير بوتين كبديل منتهز للفرصة في عجلة كبيرة وبطريقة كبيرة، إذ ظن أنه وبقيام روسيا بدعم بشار الأسد في سوريا سيقوم بالطريقة الروسية بإذلال "زعيم العالم الحر"، بجيشه وشعبه.
لقد قام بوتين حتى باستخدام قاعدة إيرانية لوضع قاذفات سلاح الجو الروسي لفترة وجيزة في إيران، ليظهر للعالم بأن مفاوضات الاتفاق النووي الدولية المطوّلة مع إيران، لم تكن حقاً لصالح الولايات المتحدة وحلفائها بعد كل شيء.
لقد قال الرئيس أوباما بأن بوتين سينتهي به الأمر في نهاية المطاف في مستنقع، ولكن في الواقع فإن إرث الرئيس أوباما هو الذي يغرق الآن في المستنقع، مستنقع من الموت والدمار الذي سمح به، الموت والدمار الذي كان يستطيع التخفيف منهما عن طريق الاستخدام الأفضل للأدوات التي كانت في متناول يديه.
ومنذ تولي روسيا لزمام الأمور (أو استسلام الرئيس أوباما وتنحيه) في سوريا، فكّروا في الأطفال الذين قتلوا، وشوهوا، فكروا بالمدنيين الذين فقدوا وقتلوا، فكروا في أكبر هجرة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، إن تدفق مئات الآلاف من الناس قام بزعزعة استقرار أوروبا، وكسر الاتحاد الأوروبي، والضغط على حلف شمال الأطلسي، زاد من سرور بوتين إلى حد كبير، إن مغادرة بريطانيا الوشيكة عن الاتحاد الأوروبي (Brexit)، على الأقل بشكل جزئي، أصبحت محسومة ما إن قامت أوروبا بالاشتراك في أزمة المهاجرين واللاجئين والتي لا تزال مستمرة حتى هذا اليوم.
كما أن أكثر من 340 شخصاً قد اختفوا في البحر الأبيض المتوسط في الأسبوع الماضي، وهذه هي الطريقة اللطيفة للقول بأن البحر قد ابتلعهم في حين كان يمكنهم البقاء آمنين في أوطانهم.
ومن خلال السماح لتنظيم الدولة الإرهابي بمواصلة تحدي قوة عالمية عظمى، انتهى الأمر بإيجاد بوكو حرام، والمزيد من حركة الشباب الإرهابية، وعدم الاستقرار في معظم أنحاء أفريقيا، حيث قرر الكثير من المدنيين التوجه هرباً من ذلك الجحيم إلى أوروبا.
لقد باتت أوروبا تضج بصعود "متطرفي اليمين المتطرف" مثل AFD في ألمانيا والجبهة الوطنية "مارين لوبان" في فرنسا، في حين كانت الشرارة التي أشعلت كل هذا الأمر قد أُضرمت شراراتها منذ البداية من الشرق الأوسط.
وإذا كان المؤرخون سيتمكنون من إيجاد أي وسيلة لتفسير سبب فقدان الآلاف من الأرواح البريئة دون أي سبب، فهو حين قرر الرئيس أوباما إهداء سوريا لبوتين، فسنعلم حينها ماهية إرثه، في حين أن أنجيلا ميركل النبيلة لن تكفّر عن أي جزء من تلك للفوضى التي خلّفها وأنشأها أوباما.
ويأمل الرئيس أوباما الآن أن يدافع عنه المؤرخون بالإشادة العظمى به للاتفاق النووي مع إيران وغيرها من "الأعمال الصالحة"، ولكن في الواقع فإن هذا الاحتمال بات معدوماً، و نصيحتنا إلى كل من سوزان رايس وباراك أوباما هي هذه: ارحلوا بسلام، فقد بدأ الحكم على إرثكم منذ 8 من نوفمبر/تشرين الثاني.
لقد باتت الأمور كلها تتجه نحو منحدر عميق، وأي قدر من الزيادة أو النقصان لا يمكن له أن يغير من الأمور الآن.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//