بلدي نيوز – دمشق (محمد أنس)
ضمن اتفاق تسليم المعضمية الذي تكاد تكتمل فصوله بتهجير أهلها، دخل أحد ضباط مكتب أمن الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد يوم أمس الاثنين إلى مدينة معضمية الشام، برفقة عدد من ضباط الفرقة، ممن كانوا يقصفون المدينة ويحاصرونها منذ أربع أعوام متتالية، بعد أن كانت المدينة قد تحررت على يد أبنائها أواخر عام 2012.
ضباط النظام الذين دخلوا إلى المدينة جابوا شوارعها الرئيسية برفقة "لجنة المصالحة الداخلية" التي كانت تشرف على أمور التفاوض معه قبل تهجير الثوار وعائلاتهم، عقب حصار خانق لأربع أعوام، بحسب مصدر خاص لبلدي نيوز.
المصدر الخاص أكد أن وفد النظام خلال تجوله في المدينة أوقفه أحد شباب المدينة، قائلاً له: "دخلتم هذه إلى المدينة كبيرة جداً، ولن يكون ثمنها قليل، بل أضعاف ما تتوقعون، نحن لن ننسى أو نسامحكم على دماء أهلنا التي سفكت، وأبناءنا الذين يقبعون في سجونكم، وإهانتكم للنساء على المعبر، كل ذلك ثمنه سيكون كبير جداً والأيام ستشهد".
وأضاف المصدر، حاول المقدم (ياسر سلهب)، أحد ضباط أمن الفرقة الرابعة الاقتراب من الثائر لتهدئته فما كان منه إلا دفعه نحو الخلف، وتابع طريقه، فيما لجنة المصالحة تقف مذهولة مما حدث، دون أن تبدي أي ردة فعل حيال ذلك.
وكانت فصائل المعضمية ومن يقاتل فيها قد أخرجوا منها قبل أربعة أيام نحو الشمال السوري، في إطار حملة تهجير جديدة وتغير ديموغرافي جديد يمارسه نظام الأسد بدعم روسي وإيراني، وفي ظل تواطؤ دولي كبير ضد الثورة السورية.
يذكر أن العديد من البلدات تم تهجيرها نحو الشمال السوري، وهي "داريا، قدسيا، الهامة، معضمية الشام"، فيما يحاصر الأسد وحزب الله اللبناني كلاً من مضايا والزبداني، والغوطة الشرقية، وجنوب دمشق.
مدينة معضمية الشام كانت تعرضت للقصف بالسلاح الكيماوي في الحادي والعشرين من شهر آب من عام 2013 راح ضحيته العشرات، فيما لا يزال مئات المعتقلين من أبنائها في سجون الأسد، العشرات منهم مضى على اعتقاله قرابة ستة أعوام.