هل روسيا عاجزة كالغرب في السيطرة على الديكتاتور السوري؟ - It's Over 9000!

هل روسيا عاجزة كالغرب في السيطرة على الديكتاتور السوري؟

تلغراف –(ترجمة بلدي نيوز)

اتهمت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة روسيا "بالهمجية" في حلب، بل ذهب المبعوث البريطاني -ماثيو ريكروفت، إلى أبعد من ذلك، متهماً فلاديمير بوتين بالتعاون المشترك مع الديكتاتور السوري بشار الأسد "لتنفيذ جرائم حرب"، إنه لتعبير نادر عن الغضب الموجّه بصورة مباشرة من أحد أكبر القوى العالمية في الأمم المتحدة، ولكن هل سيحدث ذلك أي فارق؟

إذا ما كان الماضي استشهاد على أي شيء نستطيع الإجابة عن السؤال ب "لا"، إذ أن المبعوثين الروس بأنفسهم سادة في تشتيت مثل هذه الانتقادات، لا سيما حول المسؤول الحقيقي عن مقتل المدنيين، إذ يقترح السفير الروسي في الأمم المتحدة -فيتالي تشوركين، بأن أحدث جهود السلام السوري انهارت لأن الغرب قام بدعم جماعات الإسلاميين المتشددين، كما أضاف بأن أمريكا "لا تستطيع التمييز ما بين جماعات المعارضة والإرهابيين".

لقد استند التبرير الروسي لمواصلة قصفه على مدينة حلب خلال وقف إطلاق النار على الافتقار للوضوح في هذه المهلة بينها وبين الولايات المتحدة، وعلى سبيل المثال، فإن قوات الأسد بدعم من القوات الجوية الروسية، ضربت مؤخراً مخيم حندرات للّاجئين الفلسطينيين والذي يحتلّ موقعاً استراتيجياً خارج مدينة حلب، بقنابل فوسفورية محظورة، ونتيجة لذلك فقد سيطرة قوات الأسد في نهاية هذا الأسبوع لفترة وجيزة على المخيم، قبل أن يتم صدّها لمرة أخرى من قبل الثوار، و أصرّت روسيا على أن الهجوم كان يهدف إلى استعادة السيطرة على المخيم من "الإرهابيين"، بينما يقول معظم المراقبين بأن مخيم حندرات يقع بصفة عامة تحت سيطرة تحالف مقاتلي المعارضة المعروف باسم جيش الفاتح، والذي لم ينضوي رسمياً تحت اسم الجماعة الارهابية.

وهنالك عدة نقاط خلاف ما بين الولايات المتحدة وروسيا حول ما إذا كان ينبغي أن تصنف جماعات المعارضة على أنها إرهابية، وحول مساعدة روسيا لنظام الأسد في استهداف المناطق السكنية والمستشفيات، ومن هنا يأتي الغضب الغربي الحاد من موسكو بشكل خاص، إذ تبدو روسيا غير راغبة أو حتى غير قادرة على السيطرة على عميلها -الأسد، ذلك السبب الذي أصبح واضحاً في الآونة الأخيرة في رفض الأسد للتعامل بجدية مع أي محادثات للسلام، بينما أصبح واضحاً عدم وجود قوة واحدة- لا الأسد، ولا روسيا، ولا تنظيم الدولة، ولا جبهة النصرة، ولا إيران، ولا أمريكا أو بريطانيا- قادرين على حسم الحرب على الأرض لصالحهم، ولذلك فمن غير المنظور تقريباً أن يقوم أي طرف بالفوز في الوقت الحالي.

وهذا هو السبب في الخطاب المزدري لسفير المملكة المتحدة في الأمم المتحدة، إذ أن تعليقاته كانت جزء من نمط الخطاب الذي يرتبط مباشرة مع سلوك الأسد متزامناً مع الضعف الروسي، في الوقت الذي تظهر روسيا فيه بأنها غير قادرة على السيطرة على الديكتاتور السوري، وقد أعرب آش كارتر وزير الدفاع الأمريكي، عن هذا الموقف بشكل أكثر وضوحاً بعد تدمير قافلة المساعدات الإنسانية مؤخراً بالقرب من مدينة حلب، إذ قال بأن "الروس هم المسؤولون عن هذا الاعتداء سواء قاموا بتنفيذه أم لا، وذلك لأنهم يتحملون مسؤولية تصرفات الأسد من خلال ربط أنفسهم مع النظام السوري".

ومن غير المرجح أن تكون روسيا قد شعرت "بالعار" من هذه الكلمات لتقوم بالحدّ من دعمها للأسد، ومع ذلك فقد أصبح الدبلوماسيون الغربيون في الأمم المتحدة يتحدثون أخيراً بهذا النوع من اللغة التي يفهمها الروس.

وحتى الآن، فإن مواقف بوتين تشير إلى أن روسيا باتت تحل محل أمريكا باعتبارها القوة الرئيسية في الشرق الأوسط، و أن الدبلوماسيين الغربيين جعلوا الأمر الآن واضحاً بكونهم اطّلعوا على ذلك من خلال تهديداتهم وشجبهم، ينبغي عليهم الآن أن يبدؤوا بتحديد تلك الحالات المحددة حيث يثبت فيها الروس بأنهم غير قادرين على القيام بما يقولون بأنهم يستطيعونه.

إن ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، يعتقد بأنه لا يزال هناك "فرصة صغيرة" لروسيا والولايات المتحدة للتوسّط في وقف إطلاق نار آخر في الأيام المقبلة، وحتى اليوم كان هنالك تعاون بين القوتين في مجال مكافحة الإرهاب، ولكن هذا من غير المرجح أن يؤدي إلى بناء ثقة كبيرة بينهما، بالنظر إلى أن لديهم مفاهيم مختلفة للغاية عن هوية "الإرهابيين".
بينما يجب على أي تعاون جديد أن يستند على فهم أفضل: أن ليس هناك من هو قوي بما فيه الكفاية لكسب هذه الحرب، ولذلك فإن الأمر يصب في مصلحة كل من روسيا والولايات المتحدة لوضع حد لها قبل أن تتضررا من إهانة عكسية في الوقت الذي تصبح فيه دوامة الأحداث خارج نطاق السيطرة.


-سارة لين: الزميلة الباحثة في معهد الخدمات الملكية المتحدة.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//