التحالف الدولي يسابق روسيا على قتل المدنيين في سوريا

التلغراف – (ترجمة بلدي نيوز)
قالت صحيفة التلغراف أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية يقتل مدنيين بغاراته الجوية أكثر مما قامت به حملة القصف الروسية التي تشنها على سوريا، وذلك وفقاً لتقرير جديد.
التقرير الصادر عن مجموعة المراقبة "ايروارس" ذكر بأن طائرات التحالف قد عززت بشكل كبير هجماتها ضد تنظيم الدولة في كل من الموصل والرقة، في حين خفضت روسيا حملتها في سوريا بعد بدء سريان وقف إطلاق النار المتقطع في ديسمبر.
وعلى الرغم من أن روسيا بالمجمل قد قتلت عدداً أكبر بكثير من المدنيين من التحالف، إلا أنها تقتل حالياً عدداً أقل من المدنيين من الحلفاء، كما وجد التقرير.
ويقدر البحث أن ما بين 254 و369 مدنياً قد قتلوا على يد التحالف في العراق وسوريا في كانون الثاني، وهذا ما يقرب من ضعف عدد القتلى الذين قتلوا في كانون الأول، حيث قتل ما بين 134 إلى 187 مدنياً.
ومعظم المدنيين الذين قتلوا هم في الموصل حيث تقصف طائرات التحالف المدينة في دعم جوي لهجوم تشنه الحكومة العراقية لاستعادة ثاني أكبر مدينة في البلاد من داعش. وفي حادث وقع في 3 كانون الثاني، قتل 11 فرداً من عائلة واحدة في قصف للتحالف شرق الموصل.
وعلى النقيض من ذلك، انخفض عدد المدنيين الذين قتلوا بسبب القصف الروسي في سوريا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في كانون الأول/ديسمبر. وتشير التقارير الأولية إلى أن روسيا قتلت بين 138 و248 مدنياً في يناير الماضي.
وذكر التقرير "للمرة الاولى، يبدو أن الضربات بقيادة الولايات المتحدة تقتل المزيد من "غير المقاتلين" مقارنة بالحملة الجوية الوحشية التي تشنها روسيا". "على الرغم من أن هذا النمط قد يتم عكسه، لكن في الوقت الراهن التحالف فاق روسيا في عدد قتل المدنيين".
وحذر التقرير من أن القتال العنيف في الموصل، مع احتمال أن يزيد دونالد ترامب من قواعد الاشتباك الأمريكية، يعني أن "الوضع المتدهور بالفعل قد يزداد سوءاً".
وقد اعترف التحالف بقتل 199 مدنياً منذ بدء حملة القصف في صيف عام 2014. ويقدر إيروارس الرقم الفعلي بين 2،405 و3،517.
هذا ولا تقدم روسيا اي أرقام عن عدد المدنيين الذين قتلتهم، وبينما يصعب تتبع الضربات الروسية، يذكر التقرير أن ما بين 8،033 و 10،554 مدنياً قد قتلوا - أي أكثر بثلاثة أضعاف من العدد المقدر الذي قتله التحالف.
وكانت قيادة التحالف قد صرحت بالقول "نأسف للخسائر الغير متعمدة في أرواح المدنيين نتيجة جهودنا في هزيمة التنظيم في العراق وسوريا، ونعرب عن تعاطفنا العميق مع العائلات وغيرها من المتضررين من هذه الضربات"!
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية "لا يمكننا القضاء نهائياً على خطر وقوع خسائر بين المدنيين ولكننا نخفف من حدة هذا الخطر بعناية من خلال إجراءات استهداف صارمة".
وأضاف "إن الأدلة من التقييمات المفصلة لكل ضربة هي أننا تجنبنا أي ضحايا مدنيين حتى الآن في هذا النزاع".
وقد نفذت الولايات المتحدة ثلثي مجموع ضربات التحالف في العراق وسوريا، في حين قامت بريطانيا وفرنسا وخمس دول حلفاء أخرى بالباقي، وفقاً لما ذكره إيروارس.
وأفادت المملكة المتحدة أنها نفذت 24 ضربة في العراق وسوريا في يناير، مقارنة بـ32 ضربة لفرنسا و641 للولايات المتحدة.