بلدي نيوز – (عمر يوسف)
في ظل الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها النظام السوري، ومن ورائه روسيا، على مدينة حلب، بدأت أطراف دولية تسعى بشكل أو بآخر إلى حراك سياسي محموم، لوقف التصعيد الكبير الذي أودى بحياة المئات من أهالي المدينة المحاصرة.
ولعل الجهود الأبرز كانت اليوم لفرنسا، في طرح مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي، بفرض وفق لإطلاق النار في مدينة حلب يلزم جميع الأطراف المتحاربة.
وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرلوت، أكد اليوم الأربعاء، أن أي دولة ستعارض هذا القرار ستعد متواطئة في ارتكاب جرائم حرب، مضيفا أن "هذا القرار سيضع الجميع أمام مسؤولياتهم".
واتهم الوزير الفرنسي، في كلمة له أمام البرلمان، سوريا (النظام السوري) المدعومة من إيران وروسيا بشن حرب شاملة على الشعب السوري، وهو الأمر الذي قالت باريس إنها لن تقف ساكنة أمامه.
على صعيد آخر، هدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال مكالمة هاتفية مع لافروف اليوم الأربعاء، بإنهاء تعاون بلاده مع روسيا بشأن سوريا، ما لم تتخذ موسكو "خطوات فورية" لإنهاء العدوان على حلب، وذلك بحسب بيان لوزارة الخارجية الأميركية.
وأضاف البيان أن كيري أخبر لافروف أن الولايات المتحدة وشركاءها يحملون روسيا مسؤولية التصعيد العنيف في حلب بما في ذلك استعمال القنابل الحارقة والمخترقة للملاجئ في المناطق الحضرية التي تعرض المدنيين لخطر جسيم.
وقال كيري خلال الاتصال، إن الولايات المتحدة تجري تحضيرات لوقف الانخراط الثنائي بين البلدين في سوريا الذي يشمل إقامة "مركز تنفيذ مشترك" حتى توقف روسيا فورا الاعتداء في حلب وعودة وقف الأعمال القتالية.
كما تمثل السعي السياسي بالولايات المتحدة، العدو التقليدي لروسيا، عبر تصريحات إعلامية شديدة اللهجة، جاءت على شكل تحذيرات لروسيا من مغبة الخوض عميقا في الحرب بسوريا.
أبرز تلك التصريحات كانت يوم أمس على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست، حيث أشار بالقول إلى إن روسيا سوف تُضطر إلى مواجهة عواقب بسبب مواصلتها دعم نظام الأسد، مضيفا أن روسيا تُغرق نفسها في صراع طائفي في سوريا سيكلفها الكثير من الموارد في وقت يمر فيه اقتصادها بصعوبات جمة.
وأكد أرنست، أن النظام السوري وحلفاءه الروس يشنون حملة منظمة لمهاجمة الأهداف المدنية، عن طريق ضرب المدنيين بهدف إخضاعهم.
فيما تواصلت التصريحات المنددة بما يحدث في حلب، على لسان أمين الأمم المتحدة، بان كي مون، دون أن تثمر حتى اللحظة في إيقاف نزيف الدماء في حلب، حيث اعتبر كي مون، أن ما يجري في حلب حرب على القطاع الطبي في المدينة، وقال إن من يستعملون الأسلحة الفتاكة في حلب يعرفون أنهم يرتكبون جرائم حرب.
وفي وسط التجاذبات السياسية الأممية، لا يزال أكثر من 300 ألف مدني يتعرضون لما يمكن وصفه بحرب الإبادة الجماعية، من الطائرات الروسية، والأخرى التابعة للنظام، في ظل حصار خانق، عجزت الدول الكبرى خلاله عن إدخال أدنى المساعدات إلى المدنيين الجوعى في المدينة المنكوبة، والأخطر في العالم.