بلدي نيوز – (نور مارتيني)
تطور جديد طرأ على ملف الهدنة في سوريا، والتي أقرّت بموجب الاتفاق الأمريكي- الروسي، حيث أعربت روسيا عن تأييدها لتمديدها مدة 48 ساعة إضافية، تشمل كافة أنحاء سوريا.
وكانت التصريحات الروسية الأخيرة قد تحدّثت عن هشاشة الهدنة المبرمة، ولكنها وافقت على تمديدها. في هذا السياق، صرّح الجنرال برئاسة أركان القوات الروسية "فيكتور بوزنيخير" في لقاء صحفي اليوم، أن "وقف إطلاق النار غير مطبق بشكل تام. الفصائل المقاتلة السورية خرقت الهدنة 60 مرة في الساعات الـ 48 الماضية"، في اتهام واضح لحركة أحرار الشام، وحديث"الكرملين" عن صعوبة "لفصل بين التنظيمات الإرهابية والمعتدلة".
في الوقت ذاته، كان المبعوث الأممي إلى سوريا "ستافان دي ميستورا" قد طالب نظام الأسد بالسماح بإدخال القوافل الإغاثية إلى المناطق السورية، وذلك في مؤتمر صحفي كان قد عقده في جنيف، يوم أمس الثلاثاء، حيث قال: "إن على نظام الأسد أن يسمح بشكل مستمر بمرور الشاحنات التي تنقل المساعدات إلى المدن السورية وفقا لبنود اتفاق الهدنة "، كما طالب بـ"عدم إخضاع هذه الشاحنات للفحص بعد إبلاغ الأمم المتحدة للنظام بمحتوياتها"، مؤكداً أنه "لم يتم توزيع أي من المواد الإغاثية ، أو تحريك أي قوافل أممية حتى الآن، بسبب عدم موافقة الأسد."
غير أنّ المسؤول عن المركز الروسي للتنسيق في سوريا الجنرال "فلاديمير سافتشينكو" كان قد أعلن أنّ طريق الكاستيللو، المحور الرئيسي لنقل المساعدات الإنسانية إلى حلب حيث نشر مركز مراقبة روسي، قد استهدف بقذائف هاون، موضحاً أنّ هذا الأمر "يطرح تهديداً على انسحاب القوات السورية من هذا المحور والمقرر الخميس في الساعة 06,00 بتوقيت غرينتش".
حول مستجدات الهدنة، والتصريحات الروسية الأخيرة، يقول "أحمد غزال" الناطق الرسمي باسم حركة "بيان"، إحدى فصائل الجيش السوري الحر: "في البداية نحن في حركة بيان غير موافقين على الهدنة، من وجهة نظري سوف تفشل الهدنة التي اتفقت عليها أمريكا وروسيا "، ويوضح "غزال" وجهة نظره من خلال القول أنّ "معظم الفصائل رفضت هذه الهدنة".. لافتاً إلى أنّ "الطيران لم يتوقف عن قصف المدن والقرى، حتى إنه اليوم قام بقصف خان شيخون وخان السبل".
وفيما يتعلّق بتصريحات الكرملين حول صعوبة الفصل بين الفصائل الإرهابية والمعتدلة، يوضح الناطق الروسي باسم حركة "بيان" التابعة للجيش السوري الحر أنّ "روسيا تعتبر الشعب السوري بأكمله إرهابياً، وأكبر دليل على ذلك القصف الهمجي الذي تتعرض له المدن والقرى بمختلف أنواع الأسلحة"، مؤكّداً أنها "لا تفرّق بين فصائل جيش حر، أو فصائل إسلامية، أو حتى مدنيين".
من جهته، أكّد الناشط الإعلامي "أبو تيم الحلبي" من أبناء مدينة حلب، أنّ "النظام قد صرح اليوم أنّه سينسحب من طريق الكاستيلو، عند الساعة ٩صباحاً"، موضحاً أنّ "دخول المساعدات إلى حلب ليس له أي أهمية إذا جاء من طرف الأمم المتحدة"، وأكّد الناشط الإعلامي أن "أهالي حلب ليسوا بحاجة إلى البرغل، والرز، والزيت، والشاي، والحصص الغذائية"، لافتاً إلى أنّ "أهم ما يحتاجه أهالي حلب بشكل عام هو دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، وثانياً دخول الطحين، والمازوت، والمحروقات لتشغيل الأفران".
ويشير "الحلبي" إلى أّن "الأهم من هذه الأمور مجتمعة، هوأن يكون الطريق مفتوحاً أمام سيارات الإسعاف باتجاه معبر باب الهوى، بسبب وجود الكثير من الحالات التي تحتاج إلى الإسعاف، نظراً لكونها حالات حرجة، وتحتاج إلى طريق آمن من قصف قوات النظام وحلفائه، يؤمن خروجها".
أما عن التزام النظام بالهدنة في حلب، بيّن الحلبي أنه من الطبيعي ألا يقصف النظام بشكل مكثف، أثناء الهدنة، غير أن "طيارة الرشاش، تقوم بطلعات ليلية وتستهدف أي ضوء متحرك"، مؤكّداً أنها "قامت اليوم باستهداف حي الصاخور بقذيفة، وأصيب أحد سكّان الحي جرّاء ذلك، غير أنّ إصابته كانت خفيفة".
في سياق منفصل، قال "الحلبي" إنّ مظاهرتين خرجتا اليوم "رفضاً لدخول مساعدات من طريق الكاستيلو، عن طريق الأمم المتحدة"، لافتاً إلى أنّ "أهالي حلب لا يثقون بروسيا، لأنّها هي من تمدّ النظام بالقوة"، مؤكّداً أنّ ما هو مرسوم لحلب، لا يختلف عما حصل في داريا، وباقي المناطق: "سيدخلون 40 سيارة مساعدات، ويعاودون إغلاق الطريق، ولكنهم سيطبقون الحصار على حلب، أكثر من ذي قبل".
بالرغم من المحاولات الروسية- الأمريكية الحثيثة، لتحقيق انتصار سياسي، على حساب دماء السوريين، غير أّنّ الأخيرين مصمّمين على أن يفوّتوا عليهم هذه الفرصة، ما دامت لا تفضي إلى الخلاص الكامل، وإيجاد حلّ يشمل كل أرجاء سوريا، بعيداً عن المحاصصات الدولية والإقليمية.