أضاحي السوريين.. عبادة وتكافل اجتماعي - It's Over 9000!

أضاحي السوريين.. عبادة وتكافل اجتماعي

بلدي نيوز – (خالد وليد)
يحل غداً الاثنين أول أيام عيد الأضحى المبارك، الذي يعتبر أحد أهم الأعياد لدى المسلمين، ويتميز هذا العيد بنحر الأضاحي التي تمثل واحدة من وسائل التقارب الاجتماعي والأسري إضافة لمكانتها الدينية .
فخلال العقود الماضية اعتاد الموسرون من السوريين على ذبح الأضاحي خلال العيد، وتوزيع لحومها على الفقراء، وكانت عمليات الذبح هذه تحدث بطريقة عشوائية فعلياً بسبب غياب الأهمية الصحية والبيئية لعمليات الذبح عن النظام الذي لم يكترث لصحة السوريين .
ومع انتشار السوريين في أصقاع الأرض بدأت تصادفهم بعض الإشكالات والتعقيدات المتعلقة بذبح الأضاحي، حيث تنظم الكثير من الدول وبخاصة الأوروبية مواضيع الذبح لدرجة أنها تصل لمراحل تصطدم فيها بمعايير وقوانين الشريعة الإسلامية.
فمثلاً في ألمانيا يمنع ذبح الأضاحي خارج المسالخ، وعند الذبح يجب تعريض الذبيحة للصعق بالكهرباء قبل ذبحها، الأمر الذي يعتبر مخالفاً للشريعة ولا يجيز ذبح الشاة بعده، ما جعل العديد من السوريين يعزفون عن ذبح الأضاحي في ألمانيا .
أما في تركيا البلد الإسلامي الذي يضم أكبر عدد من اللاجئين السوريين، فلا توجد تلك التعقيدات المتعلقة بالذبح، ولكن هناك عملية تنظيم لذبح الأضاحي لها أسباب صحية وبيئية .
حيث يجب ذبح الأضاحي في تركيا في مراكز مخصصة لذلك تجهزها البلدية، حيث يأتي الشخص الذي يود ذبح الأضحية مع أضحيته وتسلم لأشخاص مدربين ومختصين بعمليات الذبح، وبعد انتهاء العملية ككل التي تتم بمراعاة كبيرة للشريعة الإسلامية، يأخذ الشخص أضحيته ويذهب بها إلى منزله لتوزيعها على الفقراء.
أما بالنسبة للذبح خارج المناطق المخصصة لذلك في المدن خصوصاً فيعتبر مخالفة، عليها غرامة مالية تصل قرابة 200 ليرة تركية، الأمر الذي يجب أن ينتبه له السوريون، حيث خصصت البلديات أرقاماً للاتصال لتقديم شكاوى حول عمليات الذبح المخالف في الحدائق الخاصة أو في الميادين أو على نواصي الطرقات، وفي هذا السياق يوجد غرامة تصل حتى 1200 ليرة تركية، لمن يدفن مخلفات الأضاحي في الأرض، حيث يوجد فرق خاصة لجمع مخلفات الأضاحي، خصصتها البلديات (حسب ترك برس).
تكافل اجتماعي
بعض السوريين ممن واجهوا مشاكل في ذبح الأضاحي في دول أوروبا تحديداً، قفزوا فوق المشكلة بتوكيل أحد أقاربهم أو معارفهم بذبح الأضاحي في سوريا، حيث تصل الأضحية بكاملها للعائلات الفقيرة التي لا تملك دخلاً، لتكون فرصة للتكافل الاجتماعي .
(أبو محمد، لاجئ سوري في تركيا، قرر مع أقاربه عدم ذبح الأضحية هذا العام، وإرسال ثمنها إلى الداخل السوري لدعم عدد من الأسر الفقيرة، يقول أبو محمد : "اعتدت على ذبح الأضحية كل عام، لكن هذا العام لن أضحي، بل سأرسل ثمن الأضحية لعائلة في سوريا، فهم بحاجة ماسة لها، وأتمنى أن يحذو حذوي جميع الموسرين في بلدان اللجوء".
الوضع المعيشي السيئ في الداخل السوري، وانقطاع أرزاق الكثير من العائلات هو ما دفع (أبو محمد) لفعل ذلك حسب تأكيده، فهو يؤكد أن الأمر ليس تفضيلاَ للتبرع على التضحية، لكنه مجرد رغبة في مساعدة السوريين الأكثر حاجة بالمال الذي سيكون عوناً لهم على تلبية حاجاتهم.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//