حلت الذكرى السنوية الحادية عشر لمجزرة جامعة حلب ، التي ارتكبها النظام، ظهر الثلاثاء الموافق لـ 15 كانون الثاني/يناير من عام 2013. وأكَّد جميع شهود العيان الذين كانوا في المنطقة وقت الانفجارات أن طائرةً حربيةً شنت غارةً بشكلٍ مباشرٍ على طلاب الجامعة في يوم امتحانهم الأول بالقرب من كلية العمارة، كما استهدفت بشكلٍ مباشرٍ السكن الجامعي الذي يقطن فيه الآلاف من النازحين الفارين من مناطق حلب الشرقية، والتي كانت قوات النظام تشن حملةً عسكريةً عليها. وتُعتبر جامعة حلب التي تمّ إنشاؤها عام 1960 هي الجامعة الثانية في البلاد وتتكون من 27 كلية و 12 معهداً بالإضافة إلى مستشفى جامعي. ووثق تقرير "للشبكة السورية لحقوق اﻹنسان”رواية شاهد عيان كان موجوداً حين القصف، وهو طالب في جامعة حلب يُدعى “حسام الحلبي”، ولا زال على قيد الحياة، حيث قال: “عند معهد التمريض، كان هناك كثافة طلابية كبيرة حيث كان وقت تبديل بين امتحانات الطلاب، وفجأة شهدنا تحليقاً للطيران الحربي، وقامت الطائرات وبدون أي سابق إنذار بقصفنا بصاروخ، وألقوا معه بالونات حرارية، ولم تمضِ سوى لحظات حتى قصفنا بصاروخ ثانٍ”.وأضاف الشاهد أن القصف “أدى إلى تكسّر الزجاج وإغلاق أبواب سور الجامعة، وتبع ذلك إطلاق رصاص كثيف لم يُعرف مصدره، ولم نستطع الخروج إلا بعد قليل حيث كان الوضع كارثياً، وهناك عدد كبير من الجثث المتفحة، والأشلاء، وسور الجامعة قد تضرر، ولحق الضرر الكبير بواحد من مباني سكن الطلاب، واحترق عدد كبير من السيارات، وقام الطلاب والمواطنون بنقل الجرحى بسيارات التكسي والسوزكيات”.
وكانت الجامعة قد شهدت أهم وأقوى حراكٍ من بين الجامعات السورية، بالرغم من كونها منطقة خاضعة لسيطرة قوات النظام، ولم تخضع في أي وقت من الأوقات لسيطرة المعارضة.