روسيا تنهب آثار القلمون بمساعدة الأسد - It's Over 9000!

روسيا تنهب آثار القلمون بمساعدة الأسد

بلدي نيوز – (خالد محمد)

تجاوزت ممارسات نظام الأسد حد القتل والاعتقال بحق أبناء الشعب السوري، وتدمير بيوتهم وأرزاقهم خلال السنوات الخمس الماضية، بل وصلت مراحل متقدمة من التدمير المنظم، والذي شمل حتى تاريخ سوريا وآثارها.

يدرك النظام القيمة المادي والمعنوية للأثار والمواقع الأثرية والتاريخية في كل المناطق السورية ويرغب بالاستيلاء عليها، إضافة لرغبته في تجريد السوريين من تراث أجدادهم وإرثهم الحضاري، في محاولة منه لطمس هويتهم وانتمائهم.

تمثلت تلك السياسة التي اتبعها النظام، بعمليات التنقيب والنهب للمواقع والآثار السورية، التي نفذها ضباط النظام وقادته الأمنيون والعسكريون وأفراد عائلة الأسد وعائلة مخلوف ومعلا وغيرهم، من العائلات المتنفذة التابعة للنظام، ومن ثم بيعها خارج سوريا.

 في حين، لعبت الكثير من القوى الكبرى التي تقف اليوم إلى جانب النظام، دوراً كبير في سرقة هذا التراث لأسباب متعددة، وذلك عبر عدد من الوكلاء والعملاء الذين يعملون لصالحها داخل أروقة الأسد وأجهزته الأمنية، والتي عملت خلالهم على اختيار القطع الأثرية التي تساهم في عمليات "كتابة" التاريخ التي يسعون لها بما يوافق مشاريعهم وادعاءاتهم.

نهب وسرقة

تعتبر منطقة القلمون واحدة من بين عشرات المناطق، التي شهدت مواقعها الأثرية عمليات تنقيب واسعة قبل الخبراء الروس الذين تم شحنهم مع معداتهم إلى المنطقة، بغرض نقلها إلى روسيا ثم بيعها بمبالغ خيالية.

فأكد الناشط الإعلامي (أبو الجود القلموني)، المتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة لمدينة يبرود، أن أعمال التنقيب عن المعالم الأثرية في مدينة يبرود، بدأت أولاً منذ دخول قوات النظام وحزب الله إليها، حيث سارعا للقيام بأعمال تنقيب عشوائية في مواقع "جبال اسكفتا، والقبع، وقرينة، وعقوزا" الأثرية.

وقال(القلموني) في تصريح خاص لبلدي نيوز :"أكبر حملات التنقيب التي تعرضت لها مدينة يبرود، تمت عبر خبراء آثار روس، ولمدة ثلاثة أشهر متواصلة، حيث باشروا الحفر تحت حراسة أمنية من قبل قوات النظام في مناطق لا يسمح الاقتراب منها".

وأضاف "الخبراء الروس قاموا بعدة زيارات إلى الكنسية القديمة، وجبل مارمارون الأثري، الذي شهد أولى أعمال التنقيب التي أفضت إلى الكشف عن كنيس يهودي قديم(معبد مارمارون)، هو الأضخم من نوعه على مستوى العالم، ويعود تأسيسه إلى فترة ما قبل الميلاد".

وأكد (القلموني) أن جميع المكتشفات الأثرية من التماثيل والكنوز داخل الكنيس نقلت مباشرة إلى روسيا، بالتعاون والتنسيق مع بعض الشخصيات المقربة من النظام وعلى رأسهم أبو سليم دعبول، وجورج الحسواني (حسب قوله).

مصدر رزق

الوضع الاقتصادي المزري والناجم عن ضغط النظام اقتصادياً على المدنيين بكل الطرق الممكنة، دفعت المدنيين للبحث عن مصادر رزق أخرى بعد توقف أعمال الكثير منهم، فانتشرت أعمال التنقيب في المناطق المحررة من القلمون الشرقي، بحثاً عن الآثار بطرق بدائية، أملاً بالحصول على ما يكفي من الدخل، بعد أن أرهقهم الحصار الذي تفرضه قوات النظام على المدن والبلدات المحررة.

وفي هذا السياق، أوضح أبو حسن، أحد الأشخاص الذين امتهنوا العمل بمجال البحث عن الآثار، أنه تمكن مؤخراً من العثور على تمثال حجري صغير باعه بنحو 600 دولار، ساعدته بتأمين مصاريف العائلة، حيث تباع اللقى الأثرية بأسعار مختلفة، لكنها منخفضة جداً بالنسبة لسعرها الحقيقي، فالعملة الرومانية مثلًا يبدأ سعرها من 400 دولار، ويصل في بعض الأحيان إلى 2000 دولار، أما التماثيل، والمخطوطات القديمة فهي ذات قيمة عالية، وتباع إلى تجار في لبنان عبر وسطاء، حيث تنشط هذه التجارة هناك بعد الكشف عنها بطرق دقيقة.

فيما أعرب الباحث التاريخي (الأستاذ أحمد أبو الفضل) عن حزنه العميق، جراء عمليات البيع والتهريب التي تتعرض لها آثار المنطقة على يد النظام.

وأكد على أن تهريب الآثار إلى خارج سوريا، وبيعها في مزادات عالمية، عبر وسطاء وتجار على صلة بعصابات المافيا، لتعرض في متاحف العالم أو لتصبح كمقتنيات خاصة. ما هو إلا نهب ممنهج وتشويه للحقائق، وإجرام بحق التاريخ الطويل للمنطقة.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//