بلدي نيوز - (عمر حج حسين)
قدم الممثل باسم ياخور حلقة عبر قناته في يوتيوب، حول واقع جوازات السفر السورية، في ظهور كان صادما للبعض، حيث "تفتّل" الفنان في أروقة أماكن طباعة الجوازات، بشكل عكس نفوذه، إذ استطاع الدخول إلى أماكن يحرم على الصحفيين الدخول إليها.
وصل "ياخور" مبنى الهجرة والجوازت بدمشق، متجاوزا الحشود التي كانت تملأ المكان، ليدخل إلى مكتب معاون "مدير الهجرة والجوازات" في العاصمة دمشق "إبراهيم ونوس" الذي قال إن "عدد جوازات السفر التي تُصدر يومياً في سوريا تُقدر بـ 7 آلاف جوز سفر، في مراكز الهجرة والجوازات الثلاثة في سوريا، وأن عمل الموظفين داخل المراكز قد يستمر إلى الساعة 12 ليلاً".
وأثناء تجوال "ياخور" قال مخاطبا السوريين "هناك آلاف جوازات السفر المطبوعة والجاهزة، لماذا لا يأتي أصحابها لاستلامها"، في إشارة منه إلى أن يجب الخلاص بسرعة من هؤلاء المواطنين ليسافروا ويتركوا سوريا.
وخلال اللقاء طرح "ياخور" سؤالاً على "ونوس" بخصوص عدم قدرة العديد من الأشخاص التوجه إلى مبنى الهجرة لتقديم بصمته الإلكترونية لاستلامه جواز السفر، فأجاب "أن هذه القضية سيتم معالجتها في الأيام المقبلة، عبر طرح رابط يتم من خلاله تقديم بصمة إلكترونية"، منوهاً أن "هذه القضية قد يتم إنجازها بعد قرابة شهرين".
حديث "ياخور" مع المسؤول بدا شفافا وكأن كل شيء في سوريا على ما يرام، ولا يحتاج الحصول على جواز سفر سوى التسجيل والانتظار بعض الوقت، متجاهلين في حديثهم السوق السوداء والسمسرة وجنى آلاف الدولارات من قبل موظفين وسماسرة، يعملون في بيع الجوازات لمن يدفع أكثر، حتى أصبح يعتبر الجواز السوري أغلى جواز سفر في العالم، رغم أن عدد الدول التي يتيح دخولها لا تتجاوز عدد أصابع اليد.
وفي السياق، التقى "ياخور" بالقائم بأعمال السفارة السورية في سلطنة عمان "عصام نيال"، والذي أكّد على أنه منذ مطلع أيلول/سبتمبر الماضي، انتهى عمل السفارة في "مسقط" في إرسال بيانات الراغبين بالحصول على جواز سفر إلى دمشق لطباعته وإرساله إلى السفارة، مبيناً أنه منذ أيام قليلة تم تركيب أجهزة الطباعة الخاصة بإصدار جوازات السفر الإلكترونية الجديدة، إذ أصبحت السفارة قادرة على منح الجواز، لأي متقدم دون العودة إلى طابعات دمشق.
وأكّد على أن هذه التجربة سيتم تطبيقها في جميع السفارات التابعة لسوريا في جميع دول العالم خلال الشهر الجاري تشرين الأول/أكتوبر.
وأوضح أن ميزة جواز السفر الإلكتروني الجديد هي أنه خالٍ تماماً من التواقيع أو الكتابة عليه أثناء تنقل حامله، لاحتوائه على شريحة إلكترونية تتضمن جميع معلومات حامل الجواز، مما يُسهل التنقل به، رغم ان عشرات السوريين اشتكوا من الجواز الالكتروني، الذي لم يتم الاعتراف به في عدة مطارات.
وفي حديث بدا غريبا أكد السفير أن جواز السفر يُمنح لجميع السوريين على اختلاف مواقفهم السياسية، دون أن يتحدث عن إذلال السوريين وخاصة المعارضين منهم سواء بشكل لفظي لو بتأخير أوراقهم، ولعل خير مثال لذلك سفارات النظام في الدول الأوروبية التي شهدت عمليات إذلال للسوريين في تحصيل أوراقهم، فقط لأنهم يعارضون النظام.
وفي 30 أغسطس/آب الفائت، "أصدرت إدارة الهجرة والجوازات" لدى النظام، تعميما يتعلق بآلية حصول السوريين على جواز السفر، وقالت وكالة "سانا" إن الإدارة طلبت في تعميمها الموجه إلى رؤساء فروع وأقسام الهجرة والجوازات بالمحافظات، عدم قبول طلبات الحصول على جواز سفر فوري أو مستعجل أو عادي، إلا عن طريق مركز الخدمة الإلكتروني "المنصة" حصرا.
وسبق أن اتهمت صحيفة "قاسيون" حكومة النظام، بأنها قدمت تسهيلات لمن وصفتهم بـ"الناهبين والمستغلين" الذين استفادوا من حاجات بعض المضطرين للحصول على "جواز السفر"، وقالت إن الحصول على جواز السفر السوري أصبح حلما مستحيلا يضاف إلى مستحيلات الحياة الكثيرة المفروضة على السوريين، وأشارت إلى أن أزمة الحصول على "جواز السفر" مستمرة منذ سنوات طويلة بلا حلول جدية وجادة.
وأصبح سعر جواز السفر السوري الأعلى عالميا، ويعد الأصعب على مستوى إمكانية الحصول عليه، والسبب المباشر هي الآليات والإبداعات والذرائع غير المنتهية، التي يستفيد منها بعض الناهبين.
وبلغت تكلفة الحصول على جواز السفر في مناطق النظام، مبالغ كبيرة يعجز عنها شريحة واسعة من الشباب، الذين باتوا يبحثون عن الهجرة للحصول على فرص عمل، وظروف عيش كريمة خارج البلاد.