الصفقة الأمريكية الروسية الخاسرة..الفصائل ترفض و"هيئة المفاوضات" تتجاهل! - It's Over 9000!

الصفقة الأمريكية الروسية الخاسرة..الفصائل ترفض و"هيئة المفاوضات" تتجاهل!

بلدي نيوز – (نور مارتيني)

لم يغب المشهد السوري عن أجندة فعاليات قمة الدول العشرين، التي اختتمت أعمالها في الصين اليوم الاثنين، فالقمة التي حضرها زعماء الدول الصناعية الكبرى في العالم، كانت مسرحاً لعدة تصريحات ومناورات سياسية حول مآلات الوضع في سوريا.

غير أن اللقاء بين الرئيسين الروسي والتركي كان هو الأهم من وجهة نظر كثيرين، خاصة بعد التطورات الأخيرة في ملف العلاقات التركية- الروسية، بعد تراجع تركيا عن تصريحاتها فيما يختص بإسقاط الطائرة الروسية، والدور الهام الذي لعبته المخابرات الروسية في إحباط المحاولة الإنقلابية في تركيا، ما جعل البعض يتكهّن أن هذا التقارب قد يفضي إلى حلّ وشيك في سوريا.

وكان قد تمّ في الثالث من الشهر الجاري الكشف عن مسودة أمريكية لاتفاق بين موسكو وواشنطن، على التعاون العسكري في سورية، وتنصّ على ضمان روسيا "إجبار النظام السوري على امتثاله وقف تحليق طيرانه والعمليات الهجومية في جميع أنحاء البلاد" وعدم قصف مناطق المعارضة بما فيها المناطق المتداخلة مع "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) بعد سبعة أيام من تنفيذ هدنة وإقامة منطقة منزوعة السلاح شمال حلب وطريق الكاستيلو وصولاً إلى وقف شامل للنار في البلاد. وجدد مسؤول أميركي أمس التأكيد للمعارضة على عدم قبول "سقف أدنى من ذلك".

هذه المسودة، تمّ تلخيصها في أربع صفحات، وقام المبعوث الأمريكي "مايكل راتني" بتسليم الفصائل العسكرية نسخة منها، غير أنه سرعان ما ناقض تصريح وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" الذي قال فيه: "نوشك على التوصل لاتفاق... لكن فن الديبلوماسية يتطلب وقتاً للتنفيذ. ما من سبب يدعونا أن نتوقع انهيار المحادثات".

فالمبعوث الأمريكي أبلغ الفصائل المسلحة لاحقاً أن "كيري" و"لافروف" لم يتوصلا إلى اتفاق "لأننا لن نقبل اتفاقاً إلا إذا رعى المطالب الأساسية للمعارضة" وهو ما  لم يوافق عليه الروس بعد. وأضاف أن واشنطن لن توافق على "سقف أدنى" من مسودة الاتفاق، إضافة إلى أن العمليات العسكرية في "الراموسة"وفرض القوات النظامية الحصار مجدداً على الأحياء الشرقية، ستؤثر في موقف واشنطن والمفاوضات.

حول رؤيته لمسودة الاتفاق هذه، يقول "عماد غليون" البرلماني المنشق عن نظام الأسد: "لا أعتقد أن شيئاً مهماً ورد فيما نقله المبعوث الأمريكي راتني، وخاصة إذا علمنا أن الروس والأمريكان لم يعلنوا التوصل لاتفاق نهائي بعد فيما بينهما لحل الأزمة السورية. ولا يعدو ما نقله راتني في هذه الحالة أكثر من بالون اختبار لمعرفة إمكانيات المعارضة ومدى تأثيرها الحقيقي ميدانياً، بانتظار معرفة دورها المقبل وحجمها الحقيقي في هيئة حكم انتقالية مفترضة أو عملية انتقال سياسي منتظرة من خلال عملية التفاوض بين النظام والمعارضة".

ويلفت "غليون" إلى أن "قيادة المعارضة باتت في حيرة من أمرها بعد تهميشها الواسع من قبل الأصدقاء المفترضين للثورة، وفقدانها التأثير الميداني، وبالتالي نرى أنها تتلاعب بالألفاظ عند صياغة الرد، وتنتظر ردود الأفعال الميدانية لتبني مواقفها".

كما يوضح "غليون" أن الروس ما زالوا "يملكون التفويض الأقوى من الجميع بما فيهم أمريكا والدول الإقليمية لإدارة الملف السوري"، وبالتالي لن يتم تقديم حل سياسي قبل موافقة الروس عليه، لا بل قيامهم بصياغته وفرضه على الجميع بأنفسهم، مشدّداً على أنّه في ظل التفاهم الروسي -التركي، باتت المعارضة بشقّيها السياسي والعسكري محشورة في زاوية صعبة، كون أي تحرك تركي يجب أن يتم بموافقة روسية .

في السياق ذاته، يؤكّد "غليون" أن "النظام والمعارضة سيقومان بالرهان من جديد على تحقيق مكاسب ميدانية خاصة في حلب"، وأنّه "لن يتم إطلاق عملية التفاوض قبل ترويض الطرفين، وجرّهما إلى طاولة التفاوض صاغرين من أجل التوقيع لا أكثر على ما يريده الآخرون في سورية، وهو لن يكون حلاً ناجزاً بكل الأحوال".
من جهته، يتساءل الناطق الرسمي باسم حركة "بيان"، وهي إحدى فصائل الجيش الحر، "أحمد غزال" عن أهمية هذا الاتفاق قائلاً: "عن أي حل سياسي يتكلمون؟ ولم تبقَ قوة في العالم من قوى الشر إلا واستقدموها لقتال أهل سوريا"، ويوضح "غزال" رؤيته لما يجري في سوريا، بالقول: "الحل السياسي يكون قائماً، عندما نوصف بكوننا معارضة..نحن في سوريا لسنا معارضة، إننا ثوار".
ويبيّن الناطق الرسمي باسم حركة "بيان" موقف الحركة، قائلاً: "عندما خرجنا في ثورة ضد الظلم، تدخّل المحتل الروسي والإيراني لاحتلال أرضنا، فلا ينتظروا منا أي حل سياسي، أو تنازل، أو رجوع عن الثورة التي خرجنا بها، بل فلينتظروا منا أن نكون شظايا بنحور هذا المحتل حتى تحرير سوريا كاملة منه".

في سياق متصل، يدلي د.يحيى العريضى، أحد أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات، بتصريح لـ"بلدي نيوز" معرباً عن رفض الهيئة لرسالة "راتني"، إذ يرى أنّ "رسالة راتني لا تحتوي كل الاتفاق. هناك قضايا حتما لم يتطرق إليها. أرسل رسالته المكثفة للعلم بالنقاط الأساسية."

وبيّن العريضي أنه "هناك حتى في هذه النقاط المجتزأة ما هو ليس مقبول".
ويشير عضو الهيئة العليا للمفاوضات إلى حقيقة مفادها أنه "لكل ذلك لم يرد عليها رسمياً، ولا أُخذت أو اعتُبِرَت كوثيقة".
يتعامل المجتمع الدولي مع المسألة السورية على أنها ميدان سباق لتحقيق مكاسب سياسية على حساب دماء شعبها، غير أن السوريين لم يعد لديهم ما يخسروه بعد 600 ألف شهيد، بحسب تصريح الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" في نهاية قمة مجموعة الدول العشرين.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//