الملف السوري في "قمة العشرين".. "حلحلة" أم "فضّ عتب"؟ - It's Over 9000!

الملف السوري في "قمة العشرين".. "حلحلة" أم "فضّ عتب"؟

بلدي نيوز – (نور مارتيني)

تنطلق بعد غد أعمال قمة مجموعة العشرين، في مدينة "هانغتشو" شرقي الصين، فالملفات السياسية الساخنة، وبينها ملف العلاقات التركية- الروسية، والملف السوري قد تكون على رأس جدول أعمال هذه القمة، خاصة مع وجود زعماء دول كل من الولايات المتحدة الأمريكية، تركيا، وروسيا في هذه القمة.
وما يميز القمة هذا العام، تزامنها مع استحقاقين مهمين، قد يرخيا بظلالهما على المشهد السياسي بشكل عام، والسوري على وجه  الخصوص، ألا وهما الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث إنه من المحتمل أن تكون هذه القمة هي فرصة "أوباما" للخروج من البيت الأبيض بموقف يحسب له، قبل فترة الجمود التي تسبق وصول سيد جديد للبيت الأبيض إلى سدة الحكم، أما الاستحقاق الثاني فهو البت باسم المرشح الذي سيخلف "بان كي مون" الأمين العام الحالي للأمم المتحدة ،في نهاية  شهر أيلول/سبتمبر الحالي.

ما يجعل العيون تتجه نحو الملف السوري، هو اللقاء المرتقب بين الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" والرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بعد حالة الفتور التي طالت العلاقات بين البلدين، نتيجة مطالبة تركيا للولايات المتحدة الأمريكية بتسليم "فتح الله غولن"، والذي تعتبره السلطات التركية المسؤول الرئيسي عن المحاولة الانقلابية الفاشلة، فيما تطالبها الأخيرة بتقديم أدلة كافية على تورطه، أما القضية الأخرى فهي فضيحة تورط الأمم المتحدة بتمويل مؤسسات تابعة لعائلة رأس النظام السوري، وصمتها حيال خطة التغيير الديموغرافي، الأمر الذي تسبب بدعم المشروع الانفصالي للأكراد في شمال شرق سوريا.

في الآن ذاته يعلن المبعوث الأممي "ستافان دي مستورا" قائلاً: "تعمل الأمم المتحدة على التحضير للإعلان عن مبادرة سياسية جديدة قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في ٢٢ سبتمبر/أيلول"، وصفها المبعوث الدولي إلى سوريا بـ"المهمة"، معتبراً أنها ستسمح للدول الأعضاء بـ"التحديق مباشرة في صلب الأزمة السورية" .

حول ما ينتظر من هذه القمة، وأهمية الملف السوري على جدول أعمالها، يرى الكاتب والصحفي "ثائر زعزوع" أنه "لا يمكننا بطبيعة الحال أن نتوقع انفراجاً أو تغييراً على الأرض، أو حتى في المواقف، إذ إن الموضوع السوري لم يعد فعلياً يشغل صناع السياسة الدولية، تحديداً منذ أن تم اعتباره أزمة. قد تتضمن بعض محاضر الاجتماعات طلبات من مثل دعم الحل السياسي، وإنهاء المعاناة وما إلى ذلك من تسويفات نظرية لن ترتقي للتطبيق عملياً على الأرض، وخاصة بعد أن باتت روسيا وحلفاؤها يشكّلون صوتاً معارضاً لأي مقترحات قد تخرج عن هذا السياق"، ويرى "زعزوع" بأن روسيا ستواصل سعيها لدعم وقف لإطلاق النار في حلب تحديداً كما أعلن وزير خارجيتها "لضمان عدم ميلان ميزان القوى لصالح الثوار وفصائل المعارضة".
من جهة أخرى، يرى الصحفي "ثائر زعزوع" أن إدارة أوباما، بطبيعة الحال "تبدو جادة في التحرر من الملفات العالقة، لكن ليس بحلّها وإنما بترحيلها للإدارة القادمة في البيت الأبيض سواء أكانت ديمقراطية أم جمهورية، لأن الموضوع السوري لا يشكل أولوية قصوى بالنسبة لها، وما يشغلها أكثر هو موضوع الإرهاب، وهذا الملف تحديداً سيكون المحور الأكثر أهمية"، مبيّنا أنه "نظراً لأن سوريا باتت تمثل بؤرة للإرهاب والفوضى فسيتم تناول مشاكلها انطلاقاً من هذه النقطة فحسب، بالإضافة طبعاً إلى قضايا اللاجئين، وهو ما يخص الأمم المتحدة التي فشلت فشلاً ذريعاً في إدارة هذا الملف الاستثنائي، وقد يغتنم الأمين العام المنصرف السيد بان كي مون الفرصة لطلب مساعدات مالية من دول القمة".
ومن وجهة نظر "الزعزوع"، "لا حلول جذرية متوقعة ولا يمكن توقع ضغوط من أي طرف فيما يخص الموضوع السوري على الإطلاق... ببساطة ما لم يتغير شيء على الأرض، ويكون قوياً ومؤثراً فإن الكلام سيظل نظرياً ولن يصبح عملياً أبداً".

في سياق منفصل، يوضح د. زكوان بعاج، العضو في مؤتمر أحرار سوريا، قائلاً: "يراقب السوريون باهتمام تصرفات المجتمع الدولي، وخاصة المنظمة الدولية والدول الدائمة العضوية وبالتحديد الولايات المتحدة الأمريكية، للأسف فإن المنظمة الدولية مخيبة للآمال، وخاصة من خلال التعامل المخزي مع ما يجري من أحداث كبيرة كالمجازر المختلفة واستخدام الأسلحة الكيميائية وأساليب كثيرة كالحياة والتجويع والتهجير القسري وغيرها"، ويؤكّد "بعاج" أنه "مع اقتراب انتهاء الفترة الانتخابية لبان كي مون واقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لا يعول السوريون على الأمريكان مطلقا، بسبب الخذلان، نتيجة التصرفات والمواقف المخزية الأمريكية والدولية التي لم تؤد إلا للمزيد من القتل والإجرام".

لم يكن الملف السوري ليشكّل فرقاً لولا ارتباطه الوثيق بالملف التركي، فالمعطيات على الأرض تؤكّد أن المحاولة الانقلابية الفاشلة لم تضعف" أردوغان" بل قوّت موقفه دولياً، كنتيجة طبيعية لموقف الشعب التركي الذي وقف في صفه ضد العسكر، ومع دخول تركيا مرحلة المواجهة المباشرة مع روسيا وأمريكا في "درع الفرات"، وتصريح الرئيس التركي اليوم حول ضرورة إقرار الدول الخمس دائمة العضوية للمنطقة العازلة، متماشية مع اعترافات الأمم المتحدة حول "خذلان داريا"، يمكن التعويل على أن ثمة ما يحاك في الأزقة المظلمة، وأن المنطقة قد تشهد فترة هدوء نسبي بعد هذه القمة.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//