بلدي نيوز
كشفت السيدة ربيعة صخر، المهتمة بشؤون الآثار والتاريخ، والمقيمة في محافظة السويداء عن بيع موقع أثري وسط السويداء، لبناء "أبراج اسمنتية" وصفتها بـ "الحمقاء"، لصالح قلة من الأفراد والمستفدين.
وقالت السيدة "ربيعة" في منشور صفحتها في فيس بوك "بعد التعديات الجسيمة وجريمة الشارع المحوري الذي قطع النسيج التاريخي لمدينة السويداء، يهدم الآن تراث إنساني عمره آلاف السنين ليشاد مكانه أبراج اسمنتية حمقاء ولصالح قلة من الأفراد والجيوب المستفيدة".
وأضافت أن "هذه التعديات أدت لتشويه عمراني بصري للمكان التاريخي الغني بالأبنية الأثرية، منها ما هو أسفل المحوري ومنها على جانبيه"، مشيرة إلى أن "مخططاتها محفوظة لدى مديرية الآثار والمتاحف في سجل المواقع الأثرية، ومعظمها يقع في الحي الجنوبي البيزنطي للمدينة بنسيجه المميز من المباني التاريخية والدينية الهامة"، لافتة إلى أنه "أسفل تلك الأوابد تقع مبانٍ تاريخية أقدم منها تعود لأزمنة تاريخية متعددة".
وتسألت في منشورها "إذا كان لابد من التغيير واستثمار هذه المباني ذات الطابع الفريد، ما استراتيجيات التخطيط العمراني ودور الجهات المعنية بالحفاظ على هذا التراث؟ ألا نستطيع أن نرسم وجها جميلا للمدينة يجمع بين التراث والحداثة بالاستفادة من الخامات الموجودة على أرض الواقع، وإعادة توظيفها من جديد، بيد الطاقات والخبرات الموجودة بإتقان وإبداع في العمل، وكيف لنا أن نصنع من مدينتنا وجهة سياحية تنعش المواقع التراثية، وتُستثمر اقتصاديا لتعود بالنفع على الجميع، بدلا من القلة المستغلة الهادمة لكل ما هو جميل؟".
وختمت منشورها بالقول "تم بيع موقع أثري مؤخراً في نفس المنطقة لأحد المستثمرين، وسيتم هدمه لبناء برج جديد، هل من طريقة لإيقاف هذا التعدي؟".
ويتعمد النظام تدمير وبيع المواقع الأثرية السورية من أجل قبض ثمنها، فمؤخرا طرد كل الحرفيين في التكية السليمانية بدمشق، بدعوى ترميم السوق لمدة عامين، دون أن تتضح معالم ذلك المشروع لصالح من، كما تكتم على أسباب اندلاع حريق في سوق ساروجة وسط دمشق، والذي أتى على العديد من المحال القديمة والتراثية، ووجهت أصابع الاتهام لأيادٍ إيرانية تورطت في الحريق، من أجل شراء تلك المساحة المحروقة في قلب دمشق.
وفي العام الماضي كشف الصحفي السوري نضال معلوف عن تفكيك وبيع منزل دمشقي، يعود لأول حاكم لدولة دمشق وهو حقي بن عبد القادر مؤيد العظم.
وأشار الصحفي إلى أن المنزل بيع ويعرض حاليا في متحف خاص بالشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني في قطر.