ما سر اختيار "أبطال داريا" لمدينة إدلب؟ - It's Over 9000!

ما سر اختيار "أبطال داريا" لمدينة إدلب؟

بلدي نيوز - نور مارتيني
فيما تعج وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بخبر إفراغ مدينة داريا من سكانها، بعد سنوات خمس من الصمود الأسطوري، والانهماك في التحليلات تارة، والمهاترات تارة أخرى، يعكف الأهالي في مدينة إدلب، الذين شهدوا شهراً من أكثر الشهور دموية خلال تموز المنصرم، على إنهاء الاستعدادات لاستقبال المقاتلين المنقولين من داريا، والمحاصرين فيها منذ ثلاث سنوات.
حول أعداد المدنيين المحاصرين، الذين تشملهم عملية الإخلاء هذه يقول الناشط المدني (محمد ديرانية)، وهو من أبناء مدينة داريا: "يبلغ عدد المدنيين الذين تشملهم الصفقة حوالي 3000مدني، وتشرف كل من الأمم المتحدة والهلال الأحمر على هذه العملية"، ويؤكد (ديرانية) أن الدفعة الأولى قد خرجت الجمعة، وأن الدفعة الثانية ستغادر داريا يوم السبت.
ويضيف (ديرانية) أنّ " الدفعة الأولى التي غادرت اليوم تضمّ مقاتلين ومدنيين، وأن وجهة المقاتلين ستكون نحو إدلب بالضرورة، أما المدنيون فلديهم حرية الاختيار للذهاب حيث يريدون"، لكن لا يوجد الكثير من الخيارات أمامهم خصوصاً أن المناطق المتاحة في الغوطة الغربية هي قدسيا والكسوة فقط، والتي توجهت إليها معظم العائلات التي غادرت، حسبما أكده الناشط.
في السياق ذاته، يؤكد (ديرانية)، أن عملية التجمع تتم في بلدة الحرجلة في الغوطة، وأن الأمم المتحدة والهلال الأحمر هما الضامن الوحيد لسلامة الناس الذين يتم إجلاؤهم، والمراقبان للإجراءات على الصعيد المدني والعسكري، وأنّ المدنيين الخارجين من داريا يخضعون لعملية (تسوية وضع) لدى النظام .

عن الاستعدادات والإجراءات التي تتخذها الإدارة المدنية في مدينة إدلب، يقول (أبو يوسف)، وهو أحد أفراد هيئة الاغاثة التابعة للإدارة المدنية لجيش الفتح: "المسؤول الأول عن موضوع الوافدين من داريا هم مجلس شورى جيش الفتح بشقيه الأمني والإغاثي، حيث سيتم استقبال العوائل، وتوزيعها على كافة مناطق محافظة إدلب، بالتنسيق مع إدارات المناطق في المحافظة".
ويوضح (أبو يوسف) أنه شكلت غرفة طوارئ من قبل مديرية الإغاثة تضم كافة المنظمات العاملة على الأرض، لتجهيز المساعدات والبيوت وأماكن إقامة القادمين من داريا.
كما أضاف (أبو يوسف) أنّ جيش الإسلام الموجود في الشمال السوري بمنطقة (بابسقا)، قد أعلن عن استعداده لاستقبال أهالي داريا، وأن عدد العائلات التي سيستقبلها، يتوقع أن يصل إلى نحو 300 عائلة. .
من جهة أخرى، أعلنت معظم المنظمات العاملة في إدلب عن استعدادها لاستقبال "أبطال داريا" كما أسمتهم، بالإضافة إلى الدعوات التي انتشرت في المحافظة للأهالي لتخفيض إيجارات البيوت قدر المستطاع، والاستغناء عنها إن أمكن.
وحول السبب في توجه المقاتلين إلى إدلب، يشرح (محمد ديرانية) هذه النقطة بالقول: "في الحقيقة ليس الأهالي هم من يختار الوجهة التي سيتجهون إليها، وإنما رعاة العملية (الهلال الأحمر والأمم المتحدة) هم من يفرضون الوجهة للمقاتلين، وهم من اختار إدلب، كما اختاروها في مرات عديدة سابقاً".
مرة جديدة تستقبل إدلب الناس المهجرين من "مملكة الأسد"، وعلى الرغم من الدمار الهائل وتدمير البنى التحتية، وضرب كافة مفاصل الحياة في المحافظة، ولكن أهالي المحافظة لم يدخروا جهداً للنهوض بالمحافظة من جديد، وإعادة إعمارها بالإمكانيات البسيطة المتاحة بين أيديهم، خاصة في ظل الحصار المطبق، ويحاولون –ما أمكن- أن يوجدوا سبلاً للتغلب على هذه الظروف، بل وإيجاد مساحة من الحياة يمنحونها للوافدين من "داريا الصمود" كما أطلق عليها أهالي إدلب.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//