بلدي نيوز - إسطنبول (غيث الأحمد)
تتسارع وتيرة التحركات التركية لتبدأ فجر اليوم الأربعاء العملية العسكرية التي كانت تخطط لها منذ عدة أيام لطرد تنظيم "الدولة" من مدينة جرابلس المتاخمة للحدود معها، وذلك بدخول قوات وآليات تركية مرافقة لقوات فصائل المعارضة السورية المسلحة، وبدعم من الطيران التركي وطيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وهذه المرة الأولى التي يحلق فيها الطيران التركي في الأجواء السورية منذ حادثة إسقاط تركيا للطائرة الروسية، كما أنها المشاركة الأولى للقوات البرية التركية في أي عمل عسكري داخل الأراضي السورية، ويأتي ذلك ترجمة للتفاهمات التي أبرمتها أنقرة مع موسكو وطهران.
وتأتي هذه الخطوة في اليوم ذاته من وصول نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أنقرة، ولفت بعض السياسيين إلى أن عملية "درع الفرات" رسالة واضحة من أنقرة إلى واشنطن، ومن شأن هذه العملية أن تبدد آمال ميليشيا الـ "PYD" التي تتلقى دعماً أمريكياً في توسيع مناطق سيطرتها لتصبح على كامل الشريط الحدودي مع تركيا، وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الاثنين إن منطقة الحدود مع سوريا يجب "تطهيرها تماما" من مقاتلي تنظيم داعش وإن أنقرة ستواصل دعم العمليات في المعركة ضد المتشددين.
وأوضح عضو المجلس الوطني السوري المعارض عبد الرحمن الحاج في تصريح خاص لبلدي نيوز أن سلوك الولايات المتحدة الأمريكية في تجاهل المصالح التركية وتهديد لأمنها القومي، ساهم في إقدام أنقرة على هذه الخطوة، لافتاً إلى أن تركيا قامت بعدة خطوات تمهيدية لهذه العملية، وذلك خشية من ارتدادها على الداخل التركي واستغلالها بما يهدد عدم القدرة على السيطرة عليها فيما بعد.
ولفت الحاج إلى أن بدء العمليات العسكرية صباح قدوم بايدن إلى تركيا، له دلالة ورسالة واضحة إنها "لم تعد تتحمل أكثر من ذلك، وإنها ستحمي أمنها القومي بيدها خصوصاً وأن الوعود الأمريكية بشأن منبج لم يتم الوفاء بها".
وأشار إلى أن "العمليات العسكرية ستركز في البداية ضد تنظيم الدولة، وهذا لن تعارضه واشنطن، بسبب أن تركيا جزء من التحالف الدولي ضد التنظيم المتشدد، والأراضي والمطارات التركية أساسية في العمليات الجوية ضده"، متوقعاً أن يكون الهدف التركي هو السيطرة على أراضي المنطقة الآمنة التي رسمتها من قبل، ومنع ميليشيا الـ "PYD" من السيطرة على كامل الشريط الحدودي، منوّهاً إلى أن ذلك سيقود القوات التركية إلى مواجهة عسكرية مع الـ "PYD" وطردهم من منبج.
وأضاف المعارض السوري إن "هذه العملية قد تكون تمت بالتوافق مع روسيا بالدرجة الأولى وبالرغم من أن من مصلحة إيران عدم قيام كيان كردي في سوريا إلا أن إيران لا أعتقد أنها تقبل بدخول تركي إلى الأراضي السورية لأن هذا سيغير من المعادلة".
ورحب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالدعم الذي تقدمه تركيا والتحالف للعملية العسكرية في جرابلس، وقال في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي اليوم الأربعاء أن "التواجد العسكري للتحالف مؤقت ومحدود لأهداف المساندة اللوجستية والدعم، وأن مقاتلي الجيش الحر هم من يتولون العمليات القتالية الميدانية".
ولفت إلى أن المعارضة السورية المسلحة بدأت بمشاركة عدد من الفصائل المقاتلة في حلب، هجوماً على مدينة جرابلس لتحريرها من تنظيم الدولة الإرهابي، ولإبعاد خطر الإرهاب وتنظيمات حليفة للنظام عن تلك المنطقة، وذلك في إشارة مبطنة إلى ميليشيا الـ "PYD".