بلدي نيوز – (خالد وليد)
نشرت صفحة "القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية الروسية" الناطقة بالعربية، والتي تعتبر صفحة شبه رسمية للقاعدة الروسية في حميميم، منشوراً هو عبارة عن رسالة وصلت إلى بريد الصفحة، والتي تحدثت عن "عملية بطولية" لأحد موالي الأسد، والذي شاهد جندياً روسيا يتعرض "للنصب والاحتيال"، من قبل أحد موالي الأسد في اللاذقية!
حيث تقول الرسالة التي عرضتها الصفحة بشكل اقتباس وسبقتها بعبارة "لا نتوقع هكذا تصرف من أصدقاء!"، أن مرسلها شاهد جندياً روسياً، اشترى حذاء بمبلغ 15 ألف ليرة سورية (قرابة 20 دولار)، حيث غيّر البائع السعر المكتوب من سبعة آلاف ليرة إلى 15 ألفاً، بمجرد معرفته بأن المشتري هو جندي روسي!
عبودية مطلقة
الرسالة التي بدأها كاتبها، بإبداء عجزه عن شكر الروس على ما يفعلونه، وأنه يقف إلى جانبهم ضد "الارهاب"، وأنه "لا يستطيع الصمت" عن حوادث الاحتكار التي يتعرض لها الجنود الروس، بسبب جهلهم بالأسعار في سوريا!
ثم روى قصته التي لم يكن فيها سوى شاهداً على "عملية نصب واحتيال"، على الجندي الروسي، الذي ضاعف البائع ثمن الحذاء الذي أراد شرائه، لكن أهم ما ذكره "الشاهد "، هو إحساسه بالفخر الشديد لمجرد وقوفه بجانب جندي روسي!
وعقب أحد الناشطين المعارضين على رسالة الموالي بالقول "يظهر من هذا الوصف مدى عبودية موالي الأسد للروس، والذين أصبحوا يشكلون فعلياً تهديداً حقيقياً لموقع الأسد ضمن سلم أولويات المؤيدين، الذين أضحوا نادراً ما يذكرونه، ليحتل بوتين موقع حامي حمى المؤيدين بطائراته التي تقصف (الإرهابيين)".
وأضاف "كما تظهر هذه الرسالة الميل الفطري لدى مؤيدي الأسد لكتابة "التقارير" وإرسالها "للجهات المختصة"، والتي أصبحت في هذه الحالة القوات الروسية، متمثلة بصفحتها في حميميم".
وتعرض الصفحة الروسية الناطقة بالعربية العديد من الرسائل التي وصلت إليها وترد عليها، حيث يبدو أن موالي الأسد يغرقون الصفحة بالرسائل والطلبات، التي فقدوا الأمل بالحصول عليها من النظام الذي يؤيدونه.
ففي حين لا يستطيع راتب الجندي في جيش الأسد، شراء أكثر من حذائين من هذا النوع، فهو لا يتجاوز 30 ألف ليرة سورية أي قرابة 60 دولاراً، يحصل الجنود الروس الذين ينتشرون في سوريا، على رواتب تزيد عن عشرة أضعاف ما يحصل عليه جندي النظام على أقل تقدير، أما المرتزقة منهم فهم يحصلون على رواتب أعلى بكثير، عدا ما يسلبونه من المناطق التي يدخلها جيش النظام.
أهداف خفية
إن إنشاء صفحة على فيسبوك للقاعدة الروسية في حميميم له الكثير من الأسباب، التي تتجاوز مفهوم الدعاية التقليدية للقوة الروسية في سوريا، بل تتجاوزها إلى رغبة الروس بالحصول على مصدر أخر للمعلومات غير الذي يقدمه النظام لهم، والتواصل مع مؤيدي النظام بشكل مباشر، بهدف الحصول على معلومات تفصيلية، عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في مناطق النظام بشكل أسلس وأكثر سرعة، ويغطي مجالات لا يتكلم عنها النظام، وبخاصة تعاطي الموالين مع الجنود الروس، والنظرة العامة تجاههم، وحتى الجرائم التي يقترفونها، ما يعني أن الروس لا يعتبرون نظام الأسد مصدراً كافياً للمعلومات، ويحاولون توسيع قاعدة مصادر المعلومات لديهم بفتح صفحة باللغة العربية، للتواصل مع المؤيدين والحصول على المعلومات منهم، الأمر الذي تجاوب معه الموالون بشكل سريع، ويبدو أن التقارير بدأت بالتدفق على "الجهات المختصة الجديدة" في قاعدة حميميم، لتظهر مدى ولاء الشبيحة لبوتين وجيشه، الذي يقصف المدنيين العزل في المناطق الثائرة.