لماذا تسعى بعض الدول العربية لـ"التطبيع" مع "الأسد"؟ - It's Over 9000!

لماذا تسعى بعض الدول العربية لـ"التطبيع" مع "الأسد"؟


بلدي نيوز - (مصعب الياسين)    

ضجت وسائل الإعلام العربية بتسريبات خلال الـ24 ساعة الماضية، تفيد بتوجيه دعوة من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لرأس النظام السوري بشار الأسد، من أجل زيارة مصر خلال الفترة القادمة حملها وزير خارجية الأخير في زيارته للقاهرة. 

ما يفتح تساؤلات عدة أبرزها لماذا عادت الدول العربية للتواصل مع نظام بشار الأسد بعد سنوات من العزلة المفروضة عليه، سيما أن بعض الدول العربية نادت بمحاسبة النظام السوري، على الانتهاكات التي ارتكبها خلال السنوات الـ 12 الماضية، وما مصلحة الأسد السياسية والاقتصادية من العودة العربية له؟. 

يعزو الأكاديمي السوري المعارض الدكتور يحيى العريضي في حديثه لـ"بلدي نيوز"، عودة بعض الدول العربية للتواصل مع الأسد، بسبب الجمود في الملف السوري، بعد أن أصبح هاجس القوى الموجودة على الساحة السورية إنجاز مخططاتها، وتنفيذ مصالحها، وتصفية حساباتها، إضافة لاستشعارهم أن غير العرب يستأثرون بالقضية السورية، معتقدين أنهم أولى من الغريب في معالجة أمورهم، وخدمة لروسيا المأزومة في أوكرانيا، ونكاية بأمريكا التي تهملهم. 


ضبط سلوك النظام

ويرى الدكتور "العريضي"، أن بعض الدول العربية تتحجج بالتواصل مع الأسد بهدف إخراج ايران، ولمحاولة ضبط سلوك النظام الذي يغرقها بالمخدرات، وخاصة الكبتاغون، وبالنهاية تجد هذه الدول نفسها أدوات ومنفعلة بمشاريع الآخرين، ولا تملك مشروعها العربي الوازن الذي يُحسَب له حساب.

وتتسارع وتيرة التطبيع بالتزامن مع عزم وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان زيارة دمشق، لتوجيه دعوة لرأس النظام بشار الأسد، من أجل حضور القمة العربية، التي تستضيفها الرياض في مايو/أيار، بحسب ما نقلت "وكالة رويترز" عن مصادر مجهولة لم تسمها، رغم رفض وزارة الخارجية السعودية عن الرد على هذه المزاعم. 

وتقول مصادر عربية رفيعة لرويترز إن المناقشات جارية بين السعودية ونظام الأسد منذ أكثر من عام بشأن قائمة مطالب من المملكة العربية السعودية، يجب أن يتم تلبيتها من قبل حكومة نظام الأسد، كشرط لإصلاح العلاقات، بما في ذلك التعاون الوثيق بشأن أمن الحدود وتهريب المخدرات.


تغاضٍ أمريكي

وعن الدور الأمريكي الغائب عن المنطقة، يرى "العريضي"، أن الإدارة الأمريكية، منذ بداية القضية السورية، (ديمقراطية كانت أم جمهورية) اتبعت سياسة التحكم عن بعد، والعقوبات موجودة بحيث لا ينتهي النظام، ولا ينتصر/ ولا تحسم الثورة السورية القضية نصراً أو اندحارا، وأمريكا لا تغيب عن الشرق الاوسط، ففيه اسرائيل، والنفط، والأسواق، والبحار وبوابات القارات، ولكن مفاعيل وجودها ليست جادة، لتنجز اي حسم، فهي المستفيد من استنزاف الجميع.

وتصر واشنطن على أن موقفها من نظام الأسد ثابت، مشددة على أنها لا تدعم التطبيع معه من جهة، وأنها لن تمنع أحدا من القيام بذلك مقابل الحصول على ضمانات من قبل النظام. 

تقول مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، إن نهج الولايات المتحدة تجاه سوريا لم يتغير، مضيفة "نحن لا نؤيد التطبيع ولا ننوي أن نطبع نحن مع النظام"، وذلك في ردها على سؤال بشأن موقف الولايات المتحدة من تطبيع بعض الدول العربية مع نظام الأسد. 

وتضيف "باربرا ليف"، بالقول "لو نظرتم إلى الإجراءات التي اتخذناها هذا الأسبوع، لوجدتم أنها تسلط الضوء على الإجراءات والعقوبات التي أعلناها في الـ28 من آذار الجاري، ضد ستة أفراد وكيانين مملوكين لأحد هؤلاء الأفراد المقربين من النظام وأفراد الأسرة، وما إلى ذلك".

وتردف، "سترون مجموعة أخرى من القضايا، التي تدخل في صميم سبب اعتقادنا أن هذا النظام يمثل كارثة لشعبه، وللجوار أيضاً".

وتؤكد المسؤولة الأمريكية، أن العقوبات الأخيرة قد أصدرتها الإدارة الأمريكية مع المملكة المتحدة، بسبب إنتاج وتصدير الكبتاغون في سوريا ولبنان، قائلة "هذا بلاء جديد ومخيف في جميع أرجاء المنطقة، لذا، يمكنني العودة إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، والاستشهاد بكل الأشياء التي فشل النظام في إنجازها، بالإضافة إلى الربح الذي يجنيه النظام من تجارة الكبتاغون، لنعطي دليلاً آخر على أن هذا النظام يجب أن يعامل كمارق". 

وتشير "باربرا ليف" إلى أن الإدارة الأمريكية تجري مناقشات منتظمة مع شركائها حول مسار عملهم، والتحول الجاري في السياسة، بعضهم قال "بصراحة شديدة، سراً وعلانية، إن عزلة النظام من وجهة نظرهم، لم تنجح ولذلك فهم يريدون تجربة المشاركة". 

وتابعت المسؤولة الأمريكية، قائلة "منهجنا في هذا الصدد هو أن على من يريد التطبيع مع النظام السوري أن يتأكد من حصوله على شيء مقابل هذه المشاركة، وأود أن أضع القضاء على تجارة الكبتاغون في المقدمة جنباً إلى جنب مع المشاكل الأخرى المذكورة، في قرار مجلس الأمن رقم 2254 والتي تهدف إلى توفير الإغاثة للشعب السوري بعد القمع الرهيب، الذي عانوه طيلة عقد من الزمان".

"لن يستفيد الأسد"

الدكتور "العريضي" يرى أن نظام الأسد لن يستفيد مادياً ولا سياسيا، فمادياً تجارة الكبتاغون اكثر ربحية له رغم مخاطرها، والمقاطعة والعقوبات تعرقل وتعيق ذلك، أما سياسياً فجرائم "النظام" الموثقة ليست صفحة لتُطوى، فسمعته وتاريخه الاجرامي يشوّه مَن يقترب منه، وحقوق ملايين السوريين المعادين والرافضين لهكذا منظومة، يحرمونه من أي جني سياسي حقيقي.

وكانت وزارة الخارجية المصرية أكدت يوم أمس خلال استقبال وزير خارجية النظام السوري، دعم مصر الكامل لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في سوريا في أقرب وقت، وبموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254 تحت رعاية الأمم المتحدة. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، إن المباحثات تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين مصر وسوريا، بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتبدي المعارضة السورية مخاوفها من استغلال نظام الأسد لكارثة زلزال شباط/ فبراير، والحاجة الإنسانية لتعويم نفسه على المستوى الإقليمي والدولي، من التواصل الإنساني للتواصل السياسي الذي يريده الأسد لترميم نظامه خارج منظومة العقوبات الأمريكية التي تخشاها الدول العائدة لأحضانه.

مقالات ذات صلة

وكالة أوربية: شمال غرب سوريا يشهد أعنف تصعيد منذ أربع سنوات

احتجاجات واسعة بسبب رفع مادة المازوت بريف حلب

اعتقالات بين ميليشيات إيران في دير الزور

بالمسيرات.. قوات النظام تقصف ريف إدلب

دمشق.. غارات إسرائيلية على مواقع ميليشيات إيران في السيدة زينب

مسؤول أمريكي سابق يحذر من سحب قوات بلاده من سوريا