بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
أدى اﻻرتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية في مناطق سيطرة النظام، إلى اندثار أو تراجع الكثير من الطقوس والتقاليد، و"التكريزة" إحداها.
تكريزة رمضان
تكريزة رمضان عادة دمشقية قديمة، يودع فيها "أهل الشام" شهر شعبان، من خلال الخروج للهواء الطلق إلى الحدائق والبساتين، وعادة "الربوة" أو "الغوطة الشرقية" هي وجهتهم.
والغاية كما يعتقد "الدمشقيون"، تتمثل بوداع شهر شعبان واستقبال رمضان المبارك.
وتبدأ التكريزة في أول النهار، وتنتهي بعد العصر عادةً.
كلفة بسيطة
يلجأ الدمشقيون عادة، خلال السنوات الماضية ونتيجة الظروف المعيشية الصعبة، إلى تحضير مأكوﻻتٍ بسيطة بكلفة قليلة، إلا أن ارتفاع اﻷسعار، حدّ من إمكانية تجهيز تلك الوجبات، بل حتى الخروج إلى المنتزهات، خاصة مع ندرة وارتفاع أسعار المحروقات.
اجتماع العائلة
في حين كانت التقاليد، تتضمن التفاف واجتماع العائلة ببعضهم، على أطراف المدن، وقرب نهر بردى، فيما يسمى بـ"السيران" وتقاسم المهام في تحضير اﻷطعمة من لحوم مشوية وتجهيز الخضار، والسمر، اختفت تلك العادات واقتصرت على شريحة من الميسورين ،وضمن الحدود الدنيا، وفق من استطلعت بلدي نيوز رأيهم.
طقوس التكريزة
من العادات التي تغلب على تلك النزهة "السيران"، ممارسة اﻷلعاب الشعبية، فالرجال يلعبون "طاولة الزهر"، وإلى الطرف اﻵخر تتربع النساء ليلعبن "البرجيس"، ويغني الشباب ومنهم من كان يعزف على آلة العود، ويبرر العم أبو عادل الستيني ذلك الطقس، لبلدي نيوز، بأنهم سينصرفون للعبادات في رمضان.
أصل الكلمة
لغويًا لم نتوقف على أصل الكلمة، إﻻ ما ذكره لبلدي نيوز بعض الكبار الدمشقيين، من أنها تعني "الوداع"، لكن يبقى أن ممارسة عاداتها تشير إلى أنها "نزهة" تسبق رمضان، الذي سينشغل فيها الدمشقيون بالطاعات.
ماذا بقي منها؟
يجمع من استطلعنا رأيهم، في دمشق العاصمة، أن الذكريات هي الشيء الوحيد الذي بقي من "التكريزة"، في حين يؤكد الشباب أنهم سمعوا بها فقط، من أحاديث الكبار، بعد فرض نظام اﻷسد حربًا أكلت اﻷخضر واليابس، وفرقت العوائل وشردتهم بين قتل وتهجير واعتقال.