بلدي نيوز- (سما مسعود)
بينما ينشغل الجميع بالمعركة المشتعلة على جبهات مدينة داريا والتي قتل فيها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة نحو 25 عنصراً من قوات الأسد بحسب إحصاءات ناشطين، فإن معركة تدور بين الشركاء المُفترضين، القادة العسكريون المحاصرون لدرايا بقيادة الفرقة الرابعة وعلى رأسها ماهر الأسد شقيق بشار الأسد ونائبه، وبين من يوصفون بـ "الوسطاء" أصحاب المصالح المشتركة مع الثوار والنظام في آن واحد.
حيث عرض الوسطاء على ثائري المدينة المحاصرة عدة عروض لإنهاء الوضع داخل المدينة لصالح النظام، وبحسب ما قاله د.كريم مأمون (وهو أحد المطلعين على الوضع داخل المدينة) في حديثه مع بلدي نيوز فإن الثوار "يطلبون من الوسطاء دليلاً على صدق نوايا النظام، وفي كل مرة يتبين أن الوسطاء لا حول له ولا قوة".
وأوضح د. مأمون "الوسيط يعترف دائماً بأن السياسيين عاجزون تماماً أمام القوة العسكرية للفرقة الرابعة، فالسياسيون يقولون شيئاً والعسكر يتصرفون شيئاً معاكساً، إن الفرقة الرابعة لا تريد التهدئة.. لا تريد المفاوضات مع المدينة".
ويتابع مأمون كلامه: "تتعامل الفرقة الرابعة بانتقام مع مدينة داريا، لقد قتل على تخوم المدينة مئات العناصر والقادة، وفي الأيام الثلاثة الأخيرة وثق ناشطون نحو 25 قتيلاً للنظام على جبهات المدينة".
وكانت مدينة داريا المحاصرة منذ نهاية 2012 قد تعرضت لهجمة هي الأشرس من نوعها قبل نحو 4 شهور من الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية، بغية إنهاء الوضع عسكرياً، لكن ذلك لم يحصل حتى الآن.
وتعتبر المدينة من المدن السورية ذات الأهمية الإستراتيجية والتي نالت صدى عالمياً لم يرتق لمستوى الفعل، حيث هددت الأمم المتحدة مراراً بأنها سوف تقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة متجاوزة النظام السوري خوفاً من حصول مجاعة داخل المدينة، وتتلخص هذه الإجراءات بعملية إنزال جوي للمواد الإغاثية إن لم يسمح النظام بإدخال المساعدات للمدنيين داخل المدينة، وحينها فتح النظام باباً برياً لداخل المدينة فأدخلت الأمم المتحدة (ناموسيات ومستلزمات رضع) لا غير.
ويسعى النظام لحسم الوضع في داريا سواء بالطريقة العسكرية أو السياسية، حيث طرح وعبر "وسطائه" على الثوار عدة طروح منها "رفع علم النظام وإجراء تسوية للمدنيين إضافة لتسليم السلاح وخروج المسلحين خارج المدينة نحو الجنوب السوري"، بحسب ما قال د. مأمون في حديثه لبلدي نيوز، "والعروض جميعها قوبلت برفض كامل من قبل الثوار".
