بلدي نيوز – حماة (محمد أنس)
يوماً بعد يوم تغرق المدن والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام في أزمات حقيقية تعكس مدى انحسار إمكانيات الأسد ونظامه، وتراجع قدرته الإنتاجية للمشتقات النفطية وصولاً إلى مادة الخبز فالكهرباء وغيرها، وعجز حكومة الأسد عن تأمين المحروقات ابتداءً من العاصمة دمشق وحتى معقل الأسد في الساحل.
صفحات فيسبوك موالية للأسد في الساحل وحماة ودمشق، أكدت أن نسبة 80% من محطات المحروقات في تلك المدن خالية تماماً من أي نوع من المحروقات، فيما انتقد عدد كبير من الموالين إرسال حكومة الأسد كميات كبيرة من البنزين والديزل إلى قاعدة حميميم العسكرية، المسيطر عليها من قبل الروس دون مناطقهم.
الموالون للأسد في حماة المدينة أكدوا انتظارهم أمام محطات المحروقات أكثر من 14 ساعة، من أجل تعبئة مركباتهم دون فائدة، فيما تنتعش الأسواق السوداء بكميات هائلة من المحروقات، ولكنها بأربعة أضعاف السعر.
الناشط الإعلامي براء الحموي قال إن "مدينة حماة شبه خالية من المحروقات، والنقص الشديد الحاصل في المدينة والذي يصيب المدنيين حتى الموالين منهم، سببه احتكار مجموعات محددة من ميليشيات الدفاع الوطني للمحروقات وبيعها في السوق السوداء، بأربعة أو خمسة أضعاف السعر، على مرأى من محافظ حماة "غسان خلف"، وأمام أعين مخابرات الأسد المشاركة في الأمر".
وأضاف الحموي في حديث لبلدي نيوز، في حال توفر المحروقات في إحدى محطات التوزيع، تتسلط عليها السيارات التابعة للدفاع الوطني، فيقومون بتموين سياراتهم، وكل سيارة تملأ عدة غالونات بعد اقتحام محطات المحروقات، وهم مدججون بالأسلحة، متذرعين بأنهم يقاتلون ضد "الإرهابيين".
كما أكد الحموي أن نسبة كبيرة من أهالي حماة تتهم حكومة الأسد بإرسال المشتقات النفطية إلى قاعدة حميميم العسكرية الروسية في الساحل، ولكن غالبيتهم يخشى الخوض في ذلك.
يذكر أن وزارة التجارة الداخلية في حكومة الأسد قد أقرت قبل شهرين زيادة أسعار المحروقات بنسبة 40%، أي أن سعر لتر البنزين ارتفع إلى 225 ليرة (0.47 دولار) من 160 ليرة (0.34 دولار)، أي بزيادة أكثر من 40%، وارتفع سعر لتر المازوت إلى 180 ليرة (0.38 دولار) من 135 ليرة، أي بزيادة نحو 33%. ، كما زاد سعر أسطوانة الغاز المنزلي ليصبح 2500 ليرة (5.3 دولارات) بدلا من 1800 ليرة، أي بزيادة نحو 38%.
علماً أن (دخل الموظف لا يتعدى 60 دولار).
وأعاد مراقبون للشأن السوري التدهور الحاصل في وضع المحروقات ضمن مناطق سيطرته إلى سيطرة تنظيم "الدولة" على النسبة العظمى من آبار النفط في سوريا، وتدمير الطائرات لعدد من الآبار، وكذلك التدخل الروسي لجانب الأسد، حيث استجرت موسكو ما بقي في حوزة الأسد من محروقات لتخديم منشآتها وقواعدها العسكرية.