من بنى رجل روسيا القوي (بوتين)؟ - It's Over 9000!

من بنى رجل روسيا القوي (بوتين)؟

فوكس نيوز- ترجمة بلدي نيوز

وضعت أوكرانيا قواتها في حالة تأهب قصوى، بينما يظنّ البعض بأن روسيا قد تستعدّ لغزو جارتها الغربية، ما الذي ستقوم الولايات المتحدة بفعله؟ إن كان التاريخ هو دليل على أي شيء: فإن الولايات المتحدة لن تقوم بفعل أي شيء.

ففي الوقت الذي تقترح فيه وسائل الإعلام بشكل متشائم أن دونالد ترامب متعاون بشكل وثيق مع فلاديمير بوتين، فإن الرئيس أوباما في الحقيقة هو من سمح للرجل الروسي "بوتين" بأن يصبح قوياً، وليصبح قوة وسيطة في الشرق الأوسط، وبفضل أوباما أصبح بوتين يتمتع بشعبية 82 % في بلاده، وذلك وسط انهيار الدخل ونقص المواد الغذائية على نطاق واسع، وكما كتبت صحيفة نيويورك تايمز اليوم، إن اشتعال نيران روسيا من التوترات في أوكرانيا "يسمح لروسيا بمواصلة فرض نفسها كقوة عالمية، على الرغم من أن اقتصادها أصبح أصغر من اقتصاد أستراليا".

وعلى الرغم من انضمام أوباما للاتحاد الأوروبي في فرض العقوبات وتحذير فلاديمير بوتين من العزلة الوشيكة بعد استيلائه على شبه جزيرة القرم، فقد واصل الزعيم الروسي ازدرائه للولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، على سبيل المثال، على الرغم من تحذيرات الولايات المتحدة "شديدة اللهجة"، فقد بدأت موسكو بتسليم نظام الدفاع الجوي S-300 إلى إيران - وهو النظام الذي يمكن في المستقبل أن يستخدم في حماية مواقعها النووية.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يحرج فيها بوتين أوباما، بدءاً بإيواء عامل وكالة الأمن القومي السابق والناشط لويكيليكس إدوارد سنودن، والذي قام بتدبير تسريبات البريد الإلكتروني الذي كشف الفساد في الخارطة الملاحية الرقمية، فعنصر الكي جي بي السابق" بوتين" قد قام مراراً باستفزاز الرئيس الأمريكي، مع العلم بأن لديه اليد العليا، فلقد احتاج الرئيس أوباما لمساعدة بوتين على جبهتين حاسمتين بالنسبة لشعبيته وإرثه: مكافحة تنظيم الدولة، والسماح للاتفاق النووي الإيراني بالمضيّ قدماً.

ومع ذلك، فقد تم تجاهل هذا الأمر بشكل كلي من قبل وسائل الإعلام عبر ارتباطات ترامب المفترضة بالـ "بلطجي" الروسي، إن خط هذه القصة المنافي للعقل، ظهرت بعد أن قال ترامب في "روسيا، إذا ما كنت تستمعين إلي الآن، فآمل أن تكوني قادرة على العثور على 30,000 رسالة بريد إلكتروني ضائعة"، مشيراً إلى تلك المراسلات التي حذفتها هيلاري كلينتون من ملقّمها الشخصي، تلك الرسائل التي لا يجب أن تحذفها، والتي كذبت بشأنها.

إن السرد عُنِيَ به التعبير عن إعجاب ترامب بقدرة فلاديمير بوتين القيادية، ولأنه قام بتحجيم الأنشطة التجارية في روسيا، إن ترامب قد يتنازل بطريقة ما أو بأخرى عن السلطة لعنصر الكي جي بي السابق إذا ما أصبح رئيساً، ولكن التهمة الآن هزلية تقريباً، بالنظر لمدى ما فعله أوباما تماماً بهذا الصدد.

فلقد عانى أوباما من زلة في عام 2012 عندما مرّر رسالة إلى الرئيس الروسي خلال ذلك الوقت ديمتري ميدفيديف، مؤكداً له حول مسألة الدفاع الصاروخي، عندما كتب له "بعد انتخابي سيكون لدي مرونة أكثر." بينما أجاب ميدفيديف حينها، "أنا أتفهم ذلك، كما أنني سأقوم بنقل هذه المعلومات إلى فلاديمير".

بتلك الكلمات أشار أوباما إلى أنه في مرحلة ما بعد الانتخابات سيقوم بالتخلي عن خطط نظام الدفاع الصاروخي في أوروبا، والتي كان من المفترض لها أن تقوم بمهمة الدفاع ضد الأسلحة النووية الإيرانية، في الواقع، قام أوباما بفعل ذلك تماماً، كما ألغى في وقت مبكر خطط تركيب 10 صواريخ اعتراضية في بولندا وشبكة رادار في جمهورية التشيك، في حين أن البرنامج البديل والذي كان من المفترض له أن يكون أكثر كفاءة وتفوقاً من الناحية الاستراتيجية، والذي كان من المتوقع أن يتم تركيبه بحلول عام 2018، تمّ تأجيله "إلى أجل غير مسمى"، بسبب الاعتراضات الروسية.

وفي عام 2013 كانت تصريحات أوباما حول تحذير الأسد في سوريا من استخدامه لغاز السارين ضد شعبه، حينما رسم خطّه الأحمر مؤكداً على الالتزام به وعدم تجاوزه، وعندما قام الديكتاتور السوري بتجاوزه، تردد أوباما، وبدلاً من مهاجمة سوريا، قام الرئيس الأمريكي بتحويل تلك الفوضى الى بوتين ليحلها، لقد كان ذلك قراراً استراتيجياً، والذي أصبح أكثر تكلفة في عام 2014 عندما قام ذلك القرار بتعزيز تحالفه المكتشف حديثاً مع أوباما، بعدما غزا بوتين أوكرانيا واستولى على شبه جزيرة القرم.
وبعد غزو روسيا لشبه جزيرة القرم، وعد أوباما بأنه "إذا ما واصلت روسيا مسارها الحالي، فإن عزلتها ستتعمّق، كما ستزيد العقوبات المفروضة عليها، والتي سيكون لها تداعيات كبيرة على الاقتصاد الروسي." ! والحقيقة؟ بأن وزير الخارجية الأميركية جون كيري التقى مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ما لا يقل عن 20 مرة في الأشهر الاثني عشر التالية، كما زار موسكو لمرتين للقاء فلاديمير بوتين، فقط للتأكد من أنه لم يكن حينها وحيداً جداً.

إن أوباما لا يستطيع أن يتحمل عزل بوتين، لأنه سيخسر معركته في مكافحة تنظيم الدولة بينما بدأت شعبيته بالهبوط، لقد كان أوباما قد سمح بشن هجوم ضد تلك المنظمة الإرهابية، لكن القوات الجوية عادت بعد قصفها إلى الديار ب 75 % من الذخيرة على متن طائراتهم، بينما ازدهر تنظيم الدولة ونمى، ناشراً مقاتليه في جميع أنحاء العالم، لذلك سمح أوباما في النهاية لبوتين بتولي زمام المعركة.

وفي مارس، ذكرت صحيفة الغارديان بأن الضربات الجوية الروسية قتلت أكثر من 2000 مدني سوري، بينهم أطفال، في الأشهر الستة السابقة، في حين قامت هجمات موسكو ليس فقط باستهداف تنظيم الدولة، ولكن قامت أيضاً بضرب المعارضين المدرّبين والمدعومين من قبل الولايات المتحدة، والمتحالفين معها ضد الأسد، و بدأت المناطق التي تسيطر عليها قوات تنظيم الدولة بالتقلص والانكماش، وارتفعت شعبية أوباما.

ولكن ما الذي بإمكانه أن يحدّ من عدوان بوتين؟ يتمثل النهج الرئيسي بالمحاولة الشاملة لكسر اعتماد أوروبا على الغاز الطبيعي الروسي، إن الولايات المتحدة تغرق في الغاز الطبيعي، في حين أن بإمكانها أن تصبح مصدّرة رئيسية للغاز الطبيعي المسال إلى حلفائها الأوروبيين، وفكّ الخناق الذي تملكه روسيا على الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك فإن هذا من شأنه تعزيز حظوظ منتجي الطاقة الأمريكيين، تلك النتيجة البغيضة لإدارة أوباما.

إن بوتين يحلّق عالياً الآن، متغلباً على الانكماش الاقتصادي مع ازدراء دولي واسع النطاق، لقد قام بالتلاعب بالرئيس أوباما لمنحه مقعداً مهماً على طاولة اللعب، لذلك فهو ليس بحاجة لترامب الآن.

- ليز بيك: الكاتبة المساهمة في فوكس نيوز، وكاتبة العمود المالي لصحيفة فيسكال تايمز.

مقالات ذات صلة

باجتماع ثنائي جرى في أنقرة.. واشنطن تبلغ تركيا معارضتها لتطبيعها مع النظام

أمريكا تتفقد قواعدها العسكرية في سوريا والأردن

الموقف الأمريكي من التقارب التركي مع النظام في سوريا

ادعاءات النظام بخصوص الكبتاغون

مبعوثو الدول إلى سوريا: لا تطبيع مع الأسد ولا عودة للاجئين

" الإدارة الذاتية" تأجيل الانتخابات والدور الأمريكي