هل تخفي روسيا رؤوساً نووية في سوريا؟

أوبزرفر بولتيكس – (ترجمة بلدي نيوز)
إن روسيا تخطط لبناء قاعدة جوية عسكرية واسعة النطاق، ونشر وحدة دائمة للطائرات في سوريا، حيث ذكرت صحيفة "إزفستيا" يوم الأربعاء الماضي، وأكدت مصادر للصحيفة من وزارة الدفاع الروسية، بأن البنية التحتية القائمة في القاعدة الجوية الحالية الروسية في سوريا "حميميم"، سيتم توسيع نطاقها بشكل كبير، مما سيتيح نشر طائرات ثقيلة في حميميم المستقبل القريب.
وستكون حميميم محاطة بأسوار لحمايتها من نيران العدو والقصف الذي يستهدفها، بينما سيتم تجهيز قاعدتها بمعدات تقنية-راديو جديدة، بما في ذلك نظام مراقبة الحركة الجوية، للمدينة العسكرية الكاملة للقوات الروسية المتمركزة هناك.
وقال مصدر وزارة الدفاع الروسية لإزفستي، بأنه وعلى الرغم من التوسع الروسي في قاعدة حميميم والذي تم التخطيط له منذ نهاية عام 2015، فإن الاتفاق لم يكن رسميّاً حتى قبل بضعة أيام، يوم الثلاثاء الماضي، حيث وقّعت موسكو ودمشق اتفاقاً يعطي حميميم لروسيا إلى الأبد، مجّاناً وخارج اختصاص الحكومة السورية، ويعتقد الخبراء الروس بأن وجودهم العسكري في سوريا يعود بالنفع على المنطقة، على الرغم من بعض التراجع الذي لا مفر منه من الملكيات العربية المجاورة.
ووفقاً للمصدر، فإن مخططات حميميم الجديدة ستتضمن رصيف تحميل لطائرات أنتونوف أن 124 روسلان، طائرات النقل العسكرية الثقيلة.
وقال فرانز كلينتسيفيتش، عضو مجلس الدوما الروسي والنائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية للصحيفة: "عندما دخلت القوات الجوية الروسية في بداية الأمر إلى سوريا، أصبحت الروح المعنوية للقوات المسلحة السورية أقوى، كما ساعد دعمنا في استعادة قدراتها العسكرية، إن روسيا تدرك بأنه إذا لم نتخذ تلك التدابير اللازمة، فإن التهديدات الإرهابية على نطاق واسع ستكون في نهاية المطاف حقيقة واقعة، يجب علينا أن نفعل شيئا ما، ولكننا غير قادرين على إيجاد أرضية مشتركة مع الغرب بشأن الإجراءات المشتركة، لذلك فإن علينا أن نعزز العلاقات مع اللاعبين الإقليميين: سوريا وإيران والعراق".
وأردف "ستكون حميميم قاعدة للقوات المسلحة الروسية، ببنية تحتية مناسبة، حيث سيعيش جنودنا هناك في كرامة، بينما سيتم زيادة عدد القوات الجوية العسكرية في المستقبل، وفقاً للاتفاق الثنائي بين روسيا وسوريا، ولكن وحتى الآن، ومن حيث حل المشاكل القائمة في الأساس، هنالك قوات كافية ومعدات هناك".
كما أضاف كلينتسيفيتش للصحيفة بأنه "في الوقت الحالي، لن يتم نشر الأسلحة النووية والقاذفات الثقيلة هناك على أساس دائم، لأنها ستكون انتهاكاً للاتفاقيات الدولية، وهذا من شأنه أن يخلق مشاكل حادة للغاية." وتمّ التشديد لاحقاً على عبارة "على أساس دائم" من قبل وسائل الإعلام، "روسيا لن تقوم بنشر الأسلحة النووية في حميميم على أساس دائم"
نورهان الشيخ، الأستاذة في جامعة القاهرة وعضوة المجلس المصري للشؤون الخارجية (ECFA)، اعترف للصحيفة بأن المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى غير راضية عن قرار بوتين بالحفاظ على وجوده في سوريا، إذ أن لديهم رؤيتهم الخاصة لمستقبل المنطقة، والتي باتت تنتهكها روسيا، فإن فكرة وضع روسيا لرؤوس نووية في قلب المنطقة الأكثر تقلّباً على الأرض، تمثّل أخطر تهديد روسي لأمن العالم.
وفي الوقت نفسه فإن "المفاجئة" الإضافية، من الرئيس الروسي المتعلقة باحتمال نشر الأسلحة النووية الروسية في حميميم في سوريا، وإن كان ذلك على أسس "التناوب"، ليس هنالك أي شك بأنه لن يلقى أي ردٍّ حماسي من قبل أي من اللاعبين الإقليميين في المنطقة.