"الكوليرا" تزيد خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين في لبنان - It's Over 9000!

"الكوليرا" تزيد خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين في لبنان


بلدي نيوز

يواجه اللاجئون السوريون في لبنان اتهاما جديدا، فبعد تحميلهم مسؤولية الأزمات الاقتصادية والسياسية وأي خلل أمني تمر به البلاد، جاء دور الأزمة الصحية المتمثلة بظهور وانتشار وباء الكوليرا، حيث تصاعد خطاب الكراهية والعنصرية ضدهم في الأسابيع الأخيرة، لاسيما على وسائل التواصل الاجتماعي.

يعيش اللبنانيون حالة من القلق منذ تسجيل أول إصابة بالكوليرا، في تشرين الأول الماضي، حيث "انطلق" الوباء من أحد مخيمات اللاجئين السوريين في عكار شمالي البلاد، قبل أن يوسع رقعة انتشاره في البلدات والمناطق اللبنانية، حتى وصل عدد الإصابات المشتبه بها والمثبتة أول أمس بحسب وزارة الصحة اللبنانية إلى 3042، في حين تم تسجيل 35 إصابة جديدة، ما رفع العدد التراكمي للمصابين إلى 490، دون تسجيل مزيد من الوفيات، حيث لا يزال العدد التراكمي 18.

خلال إعداد مركز "سكايز" للدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية، تقاريره الشهرية، رصد بحسب ما قالته الصحفية والباحثة فيه، وداد جربوع، أن "خطاب الكراهية والعنصرية، يتعزز ضد اللاجئين مع ظهور أي أزمة جديدة في لبنان، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية وصولاً إلى الصحية، وسواء كان ذلك على السوشال ميديا أو وسائل التواصل التقليدية، إذ للأسف يميل بعض الأشخاص إلى إلقاء اللوم على الفئات المهمشة كونها الحلقة الأضعف في المجتمع، وذلك بدلاً من تحميل المسؤولية للطبقة السياسية التي يقع على عاتقها حماية هذه الفئات والاعتناء بها".

بدأ خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين فيما يتعلق بوباء الكوليرا كما تقول جربوع "مع إعلان وزير الصحة عن أن أول حالة ظهرت في لبنان تعود للاجئ سوري، ومن ثم إعلانه أن هناك انتشاراً واسعاً للوباء وبأن معظم الحالات المسجلة هي لدى اللاجئين، وأن الكثافة الموجودة في المخيمات وغياب البنى التحتية فيها أثّر سلباً، حيث ساهم في ارتفاع عدد الإصابات في مناطق وجود اللاجئين".

يلقي وزير الصحة  اللبناني بطريقة غير مباشرة كما تقول الباحثة "اللوم على اللاجئين بأنهم خلف إدخال الوباء وانتشاره، بدلاً من الإضاءة على المشكلة الأساسية والتي تكمن في البنية التحتية للمياه في لبنان المتروكة من دون صيانة، والعمل على معالجتها"، مذكرة بتصاعد خطاب الكراهية تجاه المثليين مع ظهور مرض جدري القرود، "حيث تم اتهامهم بأنهم خلف انتشاره، كونهم كذلك من الفئات المهمشة في المجتمع".

أحد الذين يحمّلون اللاجئين السوريين مسؤولية نقل الكوليرا وانتشارها في لبنان، مختار بلدة ببنين، زاهر الكسار، وفي نفس الوقت يحمّل السلطة اللبنانية مسؤولية عدم مراقبة الحدود. 

وقال إن "عدداً كبيراً من اللاجئين يجتازون الحدود ذهاباً وإياباً غير آبهين بالمرحلة الخطرة التي وصل إليها الوباء في بلدهم واحتمال التقاطهم العدوى ونقلها إلى لبنان، ما يساهم في انتشار الوباء أكثر في بلدنا لاسيما في ظل الاستهتار الكبير فيما يتعلق بالصرف الصحي الخاص بالمخيمات".

ويشرح" أنه "في مخيم ببنين، على سبيل المثال، يقطن حوالي ألف لاجئ، من دون بنى تحتية لا بل ربما يكون الصرف الصحي موجهاً إلى الأراضي الزراعية، حيث أن التقصير كبير جداً فيما يتعلق بذلك من قبل الجهات المانحة والمنظمات الدولية التي تعنى باللاجئين".

ويشدد على ضرورة الفصل بين اللاجئين "الذين يقررون البقاء في لبنان من أجل الاستفادة من تقديمات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، فيزاحمون اللبنانيين في أعمالهم ويقاسمونهم لقمة عيشهم، وفوق هذا يرسلون الأموال إلى بلدهم ويحملوننا أعباء صرفهم الصحي"، وبين "الذين يحول وضعهم الأمني دون عودتهم إلى وطنهم، فهؤلاء مجبرون على البقاء في لبنان، من هنا نحن نرفض التهجم عليهم أو أي خطاب كراهية يصدر بحقهم، فكما أن أبناءنا يرمون بأنفسهم في البحر من أجل الوصول إلى دولة أوروبية تؤمن لهم حياة كريمة، فإن أقصى ما يبحث عنه هؤلاء اللاجئون هو الأمن والأمان في لبنان".

اتهام اللاجئين السوريين بنقل عدوى الكوليرا وانتشارها في لبنان، يضعه رئيس المركز اللبناني لحقوق الإنسان، وديع الأسمر، في خانة "شعبوية الخطاب السياسي التحريضي المتعمّد، والذي يدخل في إطار استغلال أي كارثة لتسجيل نقاط بين الفرقاء السياسيين اللبنانيين، وهذا الأمر ليس بجديد، فعند كل أزمة تمر بها البلاد يوجّه اصبع الاتهام إلى اللاجئين بأنهم سببها، من أزمة الكهرباء إلى الدولار إلى الدواء والخبز وغيرها".

ويرى الأسمر "زيادة خطاب الكراهية، وذلك إما خدمة للنظام السوري أو لخدمة أجندات سياسية خاصة، على رأسها تهرب من في الحكم من مسؤولية الفشل الذريع الذي أوصلوا إليه الدولة وإفلاسها مادياً ومعنوياً، في وقت يتبنى بعض المواطنين خطاب الكراهية ببغائياً أي أنهم يتبعون الموجة".

ويشدد إن "الإشكالية الأساسية تكمن بالطبقة السياسية الفاشلة والفاسدة، ومن يتحمل مسؤولية انتشار وباء الكوليرا بالدرجة الأولى هي الأحزاب السياسية، التي تعطّل معامل تكرير المياه الآثمة بسبب الخلافات حول الاستفادة المادية منها، وللخروج من الوضع الخطير الذي يمر به لبنان لا بد من إعداد دراسة لمعرفة عدد معامل تكرير المياه المعطلة والصيانة التي تحتاجها لتشغيلها".

كما تنفي رئيسة الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية، الدكتورة مادونا مطر، أن يكون للاجئين السوريين أي علاقة بانتشار الكوليرا في لبنان، شارحة أنه "إذا كان المرض وصل لبنان عبر أحد السوريين، إلا أن تداخل الصرف الصحي بشبكات توزيع المياه النظيفة هو السبب الأساسي لانتشاره، ولو لم يكن الأمر كذلك لكانت تمت السيطرة عليه، من هنا لا يمكن وضع اللوم على اللاجئين وإن انتقلت العدوى عبرهم إلى لبنان".

المصدر: الحرة

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//