بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
حذر أصحاب المهن اليديوية في دمشق من اندثارها، على خلفية توجيه وزارة السياحة، التابعة للنظام، إنذارات بإخلاء المحال والورش خلال مدة أقصاها شهرين، بذريعة ترميم "التكية السليمانية".
واعتبر أصحاب المهن وشيوخ الكار، أنه رغم كل التصريحات التي يطلقها المعنيون حول حماية المهن التقليدية العريقة من الاندثار، لكن الواقع يشي بغير ذلك.
وتشير تصريحات عضو مجلس إدارة غرفة سياحة دمشق ورئيس شعبة المهن التراثية في غرفة سياحة دمشق، عرفات أوضه باشي، إلى أن الوزارة لم توجد المكان البديل، بدلالة حديثه عن توجيه كتاب رسمي للسياحة لتأمين مكان بديل خلال أعمال الترميم لاستمرارهم بالعمل وعودتهم إلى السوق بعد انتهاء الأعمال.
ويشكل سوق المهن التقليدية "التكية السليمانية" والمحال والورش الصناعية الموجودة فيه، مصدر الدخل الوحيد لما يقارب 250 عائلة من أسر الحرفيين العاملين فيه وليس لهم أي مصدر دخل آخر سوى ما يكسبونه من عملهم في السوق، بحسب "أوضه باشي".
بدوره، اعتبر معاون وزير السياحة المهندس نضال ماشفج، أن الإخلاء يستند إلى القانون، وقال "إن المادة 12 من العقود تضمنت أحقية وزارة السياحة بإخلاء المحال المستثمرة من قبل أصحاب المهن لأغراض المصلحة العامة قبل انتهاء مدة العقد، ومن دون أن يحق لأصحاب المحال المطالبة بأي عطل أو ضرر أو غبن أو ما شابه ذلك".
وأضافت المادة ذاتها التي ساق نصها معاون وزير السياحة "وعليهم الإخلاء الفوري وضمن المدة التي تحددها وزارة السياحة بموجب كتاب خطي على أن يتحمل الطرف الثاني النفقات الناتجة عن إخلاء المحال بالطرق الإدارية عند امتناع أصحاب المحال عن تسليم المحال شاغرة وتجبى كل الالتزامات المترتبة عليهم بموجب هذه العقود وفق أصول جباية الأموال العامة".
وفي سياق تبريره، قال "ماشفج": "بهدف استكمال عملية ترميم التكية في المرحلة الثانية وإعادة تأهيلها للحفاظ على المبنى الأثري من الهبوطات والتصدعات الإنشائية في الموقع والتي تتطلب تدخلاً سريعاً ومباشراً، الأمر الذي يستدعي أن تتحمل الوزارة هذه المسؤولية من خلال المساعدة بإنهاء عقود استثمار المحلات في سوق المهن اليدوية حفاظاً وصوناً لهذا المعلم الأثري السوري".
وأضاف "بناء على أحكام عقود الاستثمار المبرمة مع أصحاب المحال المستثمرة فقد نصت المادة 6 أنه يعدّ العقد الممدد حكماً سنة بعد أخرى متوقفاً إذا لم يبلغ أحد الطرفين الطرف الآخر قبل شهر من نهاية العام أو نهاية مدة العقد رغبته في التجديد".
يشار إلى أن "التكية السليمانية" وسط العاصمة السورية دمشق، تعتبر معلما أثريا، وصرحا تاريخيا، عمل فيه أصحاب المهن التقليدية اليدوية (التراثية) منذ ما يزيد عن 5 عقود، وشهد جدلا كبيرا منذ سنوات حول ملف "إخلائه وترميمه" بين مستثمريه من المهنيين ووزارة السياحة.
ولفتنا في تقرير سابق تحت عنوان "التكية السليمانية في دمشق تواجه مصيرا مجهولا"، في منتصف شهر آب /أغسطس 2019 إلى استياء النشطاء المهتمين باﻵثار المعمارية اﻹسلامية، ودعوا لحملة بعنوان "معًا لحماية التكية السليمانية" على خلفية الحديث عن إفراغها من العاملين فيها، بحجة استثمارها، آنذاك.