بلدي نيوز ـ (خاص)
أنهى اليوتيوبر السوري "يمان نجار" المقيم في هولندا، أحد أبرز مقالبه التي يبثها على الهواء عبر تطبيق "تيك توك" مع المدعو "عبد الرحمن سبسبي" الملقب بـ"أبو جمال"، وأخبره أن ما قام به مقلب، لتنهال عليه الشتائم من قبل السائق "أبو جمال".
وصل "أبو جمال" هاربا من سوريا إلى تركيا، عقب اتصالات سابقة أجراها "نجار" معه، منتحلا شخصية "فاعل خير"، محذرا إياه من البقاء في سوريا، نظراً لأن اللواء "لؤي العلي" الذي يعمل "أبو جمال" تحت إمرته، تم القبض عليه بتهمة الاختلاس.
"أبو جمال" كشف لـ"نجار" في اتصاله الأخير أنه وصل إلى تركيا عن طريق التهريب بعد أن دفع مبلغا قيمته 3800 دولار، كما فضح اسم عشيقة اللواء "لؤي معلا" وهي "رنا إبراهيم"، المقيمة حاليا في سويسرا، والتي ساهم "أبو جمال" في تحويل المليارات إليها كنوع من المساعدة للواء المذكور.
بداية القصة
بدأت القصة بإرسال أحد المتابعين عبر "انستغرام" رسالة لـ"نجار"، مرفقا إياها برقم هاتف سائق تاكسي يدعى "أبو جمال" يقوم بكتابة التقارير، وقد تسبب بسحب طالب جامعي إلى الجيش، بعد أن كان يؤجل ذلك كونه يعمل ويعيل عائلته، عقب كتابة تقرير به.
تواصل "نجار" مع "أبو جمال" بشخصية الملازم أول "أبو صقر"، في الساعة الواحدة ليلا، مطالبا إياه بالقدوم إلى الفرع، وعلى الفور أكد "أبو جمال" استعداده للقدوم هناك، كونه يتعامل مع اللواء "لؤي معلا" في ذات الفرع، لافتا إلى أنه يحتاج إلى نصف ساعة كي يصل.
بعد عشر دقائق على الاتصال، قام "نجار" بالاتصال بـ"أبو جمال" منتحلا شخصية "فاعل خير" يعمل داخل الفرع، وأخبره أنه تم إلقاء القبض على اللواء "لؤي معلا" بتهمة اختلاس أموال الدولة، وأن اسم السائق ورد في المحضر وسوف يتم البحث عنه، الأمر الذي دب الرعب في قلب "أبو جمال" الذي أكد لـ "فاعل الخير"، أنه قام في الآونة الأخيرة بمساعدة اللواء في تهريب 16 مليون ليرة إلى أحد الدول الأوروبية، ونتيجة الخوف طلب السائق من "نجار" أن ينصحه، ليرد عليه: عليك الخروج من منطقة المشهد في حلب، لأن هناك دورية متوجهة لاعتقالك، وينتهي الاتصال حينها.
عاود "نجار" الاتصال بالسائق "أبو جمال" بشخصية الملازم أول "أبو صقر" ليسأله عن سبب تأخره في القدوم إلى الفرع، فبات يتذرع بأن سيارته معطلة والوقت متأخر، ويحتاج بعض الوقت كي يصل إلى الفرع، وأنه حاليا متواجد في المشهد فأخبره الضابط "أبو صقر" أنه بانتظاره.
"أبو جمال" يستعد للسفر
ومن ثم عاد "نجار" للتواصل مع "أبو جمال" بشخصية "فاعل الخير" ليؤكد له أنه يريد مصلحته، ويجب عليه الخروج من المشهد كونه مهدد بالاعتقال، ليفاجئه السائق بالقول إنه أصبح في الحمدانية لدى أحد أقاربه، ولن يسمح لأحد بالقبض عليه، وبدأ بالاستسفار عن أشخاص ليقوموا بتهريبه إلى تركيا قائلا: والله المعلومات الي عندي بتخرب بيوت والله لأخرب بيتن بس أطلع برا البلد، أنا إذا مسكوني بحياتي ما بطلع من المعتقل، أنا بعد ما خدمت الوطن يصير فيي هيك، ولدى استسفار "فاعل الخير" عن المعلومات التي يملكها، لم يرضى "أبو جمال" الإدلاء بها، لكنه اختصرها بالقول إنها معلومات خطيرة أكبر من اللواء "لؤي معلا" بحد ذاته.
ومن جديد، عاد "نجار" ليتصل بأبو جمال بشخصيه الملازم أول "أبو صقر" مهددا إياه قائلا: أنت تهرب لقد راقبنا خطك، وعرفنا أنك الآن في الحمدانية، أنت تلعب معنا، ليقوم "أبو جمال" بإغلاق الخط وعدم الإجابة مجددا.
انتهى المقلب باتصال "نجار" مجددا بشخصية "فاعل الخير" مؤكدا للسائق أنه همه مساعدته، وبدأ الحديث عن إمكانية تهريبه خارج سوريا، ليؤكد السائق الذي كشف عن اسمه الكامل "عبد الرحمن سبسبي" أنه تواصل مع معارفه، وأرسلوا له مهربين لإخراجه من سوريا، وأنهم في طريقهم إليه.
"خدمة الوطن"
خلال الاتصال أكد "أبو جمال" أنه يحب الوطن ويخدمه، وأنه لا يكتب تقارير بأحد، حتى أن الشاب الذي تسبب بسحبه إلى خدمة العلم، لم يكتب به تقريرا، بل كان "يخدم الوطن" بتصرفه، وخلال الحديث مع "فاعل الخير" أعرب "أبو جمال" عن استغرابه من تمكن الأمن مراقبة خطه الهاتفي قائلا: مستحيل كيف عرفوا أنا وين، أنا الخط الي معي محدا بيقدر يراقبو.
قرر "نجار" في النهاية ترك الشخص يغادر خارج سوريا ولم يعاود الاتصال به، لكن "أبو جمال" طلب في آخر اتصال مع "فاعل الخير" أن يحصل على رقمه ليتواصل معه عندما يغادر خارج سوريا، فأخبره "نجار" أنه سيرسل له "رقما أوروبيا" كونه يستخدمه في سوريا ولا أحد يستطيع مراقبته.
بات "أبو جمال" في الوضع الحالي غير قادر على العودة إلى سوريا، كونه سرب كل المعلومات المتعلقة باللواء "معلا"، لكنه كان مصرا على أنه يملك معلومات "تخرب الدنيا"، ولا يهمه أحد، وأنه من مكان تواجده الحالي يستطيع أن يفضح الشبكة المرتبطة به، في إشارة قد تكون إلى أوراق ومستندات هامة تتعلق بقضايا فساد لدى جهات رفيعة المستوى، نقلها معه إلى تركيا.