بلدي نيوز - (خاص)
كشفت مصادر لبلدي نيوز كواليس الأيام الأخيرة للممثل السوري "رياض شحرور" الذي وافته المنية في 14 آيار/مايو عام 2014، بعد صراع مع المرض وتجاهل من نقابة الفنانين لحالته إضافة لمنعه من السفر لتلقي العلاج خارج سوريا.
في الرابع عشر من شهر أيار عام 2014 ودعت مدينة دمشق الفنان "رياض شحرور"، جنازة لم يشارك فيها فنان واحد على الإطلاق، رغم ما قدمه الراحل من أعمال مسرحية وفنية أدخلت البهجة إلى قلب كل سوري.
وقالت مصادر من نقابة الفنانين بدمشق، إن "الفنان رياض شحرور أصيب بمرضِ الزهايمر كما تعرض لعدةِ جلطات إضافة لتليفٍ في الرئتين، وكانَ وضعُهُ الصحي خطيرا جدا".
وأضافت المصادر أن عائلته توجهت إلى مشفى الأسد الجامعي من أجل علاجه، وعلى أبواب المشفى قال لهم عنصر من الأمن (روحو من هون بصطار عسكري بيسوى راسكن وراس أبوكن بدكن حرية)، لينتقل بعدها إلى مشفى المواساة.
وأشارت إلى أن معاناة العائلة بدأت مع المشافي الخاصة إلى أن وصل بهم المطاف إلى مشفى دار الشفاء، ونظراً لكون النقابة الجهة المتوجب عليها التكفل بالعلاج، تم تقديم طلب إليها وفقاً للقانون من أجل علاج الراحل، ومع تقديم فاتورة المشفى إلى النقابة، كانت الفنانة فاديا خطاب نقيبا حينها، وقالت بالحرف الواحد "أولاده أولى به"، رافضة منحه أية مستحقات.
واستطردت، "وبالكاد تمكنت العائلة من الحصول على موافقة بصرفِ مبلغ مالي، لكنهُ لا يغطي عشرة بالمئة من قيمة فواتير المشافي، ومع ذلك لم يتمْ صرف المبلغ، حيث اقتضى الأمر الحصول على توقيع الطبيب المعتمد لدى النقابة
الذي رفض التوجه إلى المشفى من أجل معاينة المريض، الذي كان بالكاد يتحرك".
وبحسب المصادر، فإن الطبيب طلب من العائلة نقلَ شحرور إلى النقابة لكي يعاينه، وبذلك توقفت مساعي العائلة من أجل تحصيل أية حقوق من نقابته، حيث حاولت العائلة نقل الفنان إلى الخارج من أجل تلقي العلاج، لكن دائرة الهجرة والجوازات رفضت منحهم الجواز، إلى أن أُجبروا على دفع رشوة، لكن الأوان كان قد فات الأوان، حيث وافته المنية، لأنه كان ممنوعاً من السفر ويحتاج إلى موافقة أمنية.
وبينت المصادر أن الخوف منع المتحدث من المشاركة حتى في مراسم دفن الراحل التي لم يحضرها أحد، حيث تم التعامل مع الراحل بهذه الطريقة كونه كان رجلا صاحب موقف، لم يحابي في تاريخ حياته مسؤولا، حتى أن المنزل الذي أهداه إياه حافظ الأسد مَنحه على الفور لفنان آخر رافضا أن يكون مواطنا مميزا.
وأكد أن شحرور تعرضَ خلال حياته لمحاولتي اغتيال بسبب انتقادات وجهها إلى حزب البعث، وذلك في ستينيات القرن الماضى، ولم يذكر الراحل بعد وفاته ولم يكرّم لتبقى ذكراه خالدة في قلوب جمهورِه الذي أحبه دون سؤال.
ورياض شحرور من تولد مدينة دمشق عام 1935، ويعتبر من أهم الممثلين القدماء،. وأسس أول فرقة مسرحية عام 1955، وكان يعرض مسرحياته في البيوت العربية القديمة. تتلمذ الكثير من الفنانين في مسرحه، وُصف بخفة الدم من خلال أدواره الكوميدية واشتهر بدور "أبو وصفي" في مسلسل "عيلة خمس نجوم".
بدأ التمثيل عام 1952، أي قبل ثلاث سنوات من تأسيس فرقته، حيث ألّف العديد من المسرحيات الهادفة والناقدة بقالب كوميدي، ومنها مسرحية "إبرة بكومة قش، والرشوة" التي عرضت ولم تصور، و"أبو خليل القباني والنيزك، وجابر عثرات الكرام"، وقد تتلمذ الكثيرون من الفنانين في مسرحه، ونذكر منهم الفنان طلحت حمدي الذي اكتشفه مبكراً.