بلدي نيوز - (فراس عز الدين)
تعاني سوريا من نقص في كوادر الطب النفسي، حيث يوجد فقط 70 طبيبا اختصاص أمراض نفسية يعملون ضمن العيادات والمشافي بشكل فعلي، وفقا لرئيس رابطة الرابطة السورية للأمراض النفسية، الدكتور مازن خليل، فيما تصل أجور زيارة طبيب نفسي (كشفية) حتى 50 ألف ليرة سوريا.
وتخطى عدد حالات الانتحار المسجلة في سوريا منذ بداية العام حتى نهاية حزيران الماضي الـ 93 حالة منها 69 ذكور و24 أناث، وفق تصريح مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور زاهر حجو، في تصريح لموقع "أثر" الموالي.
وبحسب "حجو"، تتصدر حلب القائمة بـ25 حالة انتحار بينما ريف دمشق 19 حالة، وطرطوس 12 حالة، في حين تبقى الكثير من حالات الوفاة غير مسجلة كـ"انتحار" بسبب خوف عائلة المنتحر من المجتمع، أو يكون الانتحار من خلال تناول كمية كبيرة من الأدوية فتسجل حالة وفاة.
وقالت الدكتورة رندا رزق الله، وهي معالجة ومحللة نفسية، "في سوريا اليوم يتراجع العلاج الدعم النفسي نتيجة هجرة الأطباء والمعالجين وندرة الأدوية الفعالة وغلائها الفاحش مما يجعل المريض النفسي يعاني أشد حالات الألم دون أي مساعدة أو علاج".
وبررت الدكتورة رندا أسباب ارتفاع حاﻻت الانتحار، بالقول "دمرت الحرب وما أتى بعدها من فساد البنية الاقتصادية التي كانت تؤمن أساسيات الحياة المناسبة للإنسان من غذاء ومتطلبات معيشية ملحة، نتج عن غيابها صعوبة في العيش وإحساس بالتفاهة واللا جدوى وانعدام القيمة الإنسانية للحياة، بالإضافة إلى فقدان الإحساس بالقيمة في العمل نتيجة الفساد المستشري في معظم الوظائف العامة والخاصة، فالشباب السوري اليوم من خريجي الجامعات يمكثون سنوات طوال ريثما يجدوا فرصة عمل، وعندما يجدون هذه الفرصة لا يكفي راتب الوظيفة أجرة مواصلاتهم".
وسُجلت في دمشق أول أمس حالة انتحار جديدة لشاب في العقد الرابع من عمره بمنطقة الحمراء، وأعقبها يوم أمس تسجيل حالة انتحار أخرى وهي لرئيس بلدية جبلة "لؤي محمود كامل يوسف" عن طريق طلق ناري أطلقه على نفسه داخل مكتبه، والتي تبين لاحقا أنه لم ينتحر بل تم قتله في مكتبه.