بلدي نيوز – ريف دمشق (جواد الزبداني)
يستمر الحصار وما يرافقه من معاناة في بلدة مضايا المحاصرة والتي تحوي 40000 نسمة، حيث تتبدل أسباب الموت والمعاناة من القصف والقنص إلى الجوع والمرض، وأخيرا وليس آخرا: العطش وموت المزروعات عطشا في البلدة.
يروي لنا محمد ابن بلدة مضايا ذي التسعة أعوام معاناته اليومية، وكيف يذهب عدة مرات إلى عين المياه التي تبعد عن منزله مسافة بعيدة، عدة مرات ليقوم بجلب المياه لإخوته الصغار، يقول محمد: "أذهب يوميا منذ الساعة 8 صباحا إلى عين الكوثر لأجلب المياه لمنزلنا، وفي كل مرة أنقل خمسة أوعية مياه سعة الواحد 20 لتراً بعربتي، والتي هي بالأساس عربة لأخي الصغير أصبحت استعملها لنقل المياه".
ويعاني السكان من انعدام مادة المحروقات التي كانوا يستخدموها لتعبئة المياه لمنازلهم للطهو وغيره، حيث أن سعر ليتر الديزل أو البنزين إن وجد، يتراوح بين 17000 و19000 ل.س أي ما يعادل 50$ لليتر الواحد، وبسبب هذا الغلاء يقوم الأهالي بنسبة 90% بتعبئة المياه لمنازلهم بالنقل من عيون المياه المتوفرة في البلدة نتيجة لطبيعتها الجبلية، حيث يتوفر أكثر من 6 عيون للمياه في مضايا وبقين، لكن ميليشيات "حزب الله" تحاول السيطرة على مصادر المياه في بلدة بقين والبالغ عددها 2، حيث يحاولون التقدم والسيطرة عليهما كونهما تقعان على خط اشتباك بأطراف بقين، كما سرد لنا السيد حسن المالح مدير المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في البلدة قائلا: "حاولت ميليشيات حزب الله اللبناني السيطرة عدة مرات على عيون المياه في بلدة بقين، وتمكن الأهالي من التصدي لهم رغم كثرة محاولاتهم وتعدد الطرق وتنوع الأسلحة المستخدمة، فيبدو لنا الآن أن خطة الحزب قتل مضايا عطشا بعدما حاول قتلها جوعا".
يذكر أن بلدة مضايا تقع في ريف دمشق الشمالي الغربي بمنطقة القلمون الغربي، وهي ذات طبيعة جبلية وكانت تعتبر مصيفاً للسياح بسبب جمال منطقتها، وكانت عيون المياه فيها أحد الأسباب، وتزود مضايا العاصمة دمشق بالمياه عن طريق معمل بقين، حيث تعبأ المياه وترسل لدمشق، وما زال المعمل مستمرا بالعمل وإنتاج المياه بسبب كونه نقطة عسكرية رئيسية لميليشيات "حزب الله" اللبناني الذي يحاصر المنطقة.
