رمضان في شمال غرب سوريا.. بهجة منقوصة

بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)

تغيب الكثير من الطقوس والعادات والمأكولات عن موائد السوريين في شهر رمضان المبارك الجاري، وذلك لأسباب عدّة أبرزها النزوح والتهجير القسري، وغلاء الأسعار، وشح فرص العمل، وتدني أجور العاملين إلى مستويات لا تتوافق مع الدخل اليومي.

يقول "أبو أحمد" وهو مهجر قسراً من مدينة حلب إلى ريف إدلب، لبلدي نيوز، إن "بهجة شهر رمضان وطقوسه لم تعد كسابقها من السنوات الماضية، فقد أتى علينا رمضان في هذا العام وما زلنا مهجرين عن بيوتنا التي كانت تجمع جميع أفراد العائلة على مأدبة الإفطار".

وأضاف أن الأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع جميع الأسعار إلى مستويات عالية زادت من مرارة التهجير، إضافة إلى شح فرص العمل وتدني أجور العاملين إلى مستويات منخفضة جداً لا تتوافق مع الدخل اليومي ومتطلبات الحياة.

وأوضح أن أجر العامل اليومي بلغ بين 20 و30 ليرة تركية في المناطق المحررة، بينما بلغ سعر ربطة الخبز بوزن 600 غرام 5 ليرات، وكيلو البندورة الواحد 20 ليرة، وكيلو الخيار 20 ليرة أيضاً، بينما بلغ سعر جرزة البقدونس 5 ليرات، وسعر الخسة الواحدة 5 ليرات أيضاً، وكيلو الفليفلة تجاوز 40 ليرة، في أول أسبوع من شهر رمضان. 

وختم "أبو أحمد" حديثه متحسراً على جَمعة العائلة في مثل هذه الأيام الفضيلة خلال السنوات السابقة قبل أن تجبرهم قوات النظام ومعها روسيا على ترك منازلهم من ثم احتلال ما تبقى منها دون تدمير دون أمل قريب بالعودة إليها.

بدوره، يقول "مصطفى العمر"، وهو أب لستة أبناء، اثنان منهم شهداء بقصف سابق على منزلهم الذي تدمر نتيجة غارة جوية روسية في ريف إدلب الجنوبي قبل نحو ثلاث سنوات، "لا غصة لي في رمضان سوى فقدان أبنائي، حين تبقى أماكنهم فارغة على مأدبة الافطار كل يوم".

ومنذ عام 2020، يعيش نحو 90 بالمئة من السوريين تحت خط الفقر، بحسب ما ذكرته ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا، في وقت سابق.

وتتصدر سوريا قائمة الدول الأكثر فقرا في العالم، بنسبة بلغت 82.5%، بحسب بيانات موقع "World By Map" العالمي.