بلدي نيوز
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء 1 آذار/مارس، أنها ستصوت إلى جانب قرار يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي قد تنعكس على مستوى العلاقات الروسية - الإسرائيلة في سوريا.
وقالت الخارجية، في بيان لها، إنها تقوم بفحص دقيق لأهمية العقوبات المفروضة على روسيا، مشيرة إلى أنها شكلت فريقا وزاريا لفحص آثار وانعكاسات العقوبات على الاقتصاد الإسرائيلي وسياساتهم.
وأوضحت الخارجية، أن ثلاث طائرات ستغادر اليوم وغداً إلى أوكرانيا من إسرائيل ومعها شحنة كبيرة من مساعدات الطوارئ، تتضمن آلاف المعاطف والبطانيات وأكياس النوم والأجهزة الطبية والخيام وأجهزة تنقية المياه".
وأكّدت على أن الحليف الرئيسي لنا هي الولايات المتحدة وستبقى، ولكن من نواح عديدة، تمتلك إسرائيل حدودا أمنية مع روسيا.. روسيا هي القوة العسكرية الأكثر أهمية في سوريا وآلية تعاوننا معهم تساعدنا في كفاحنا الحازم ضد القوات الإيرانية على حدودنا الشمالية".
اختبار صعب
وتضع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، التي بدأت الخميس، إسرائيل أمام حسابات صعبة، تبدأ من سوريا وتمر بإيران، وبينهما روسيا.
فلإسرائيل حساباتها التي تتمثل بالاستمرار بالتمتع بـ"حُرية" هجماتها الجوية على أهداف تقول إنها إيرانية في سوريا، وأيضا رغبتها بتقويض قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية.
وفي حين أن حرية هجماتها في سوريا مرتبطة بغض الطرف الروسي، فإن فُرص التوصل إلى اتفاق دولي مع إيران في فيينا يلبي مطالبها، تشوبه أسئلة في ظل انشغال العالم بأزمة أوكرانيا.
ويرى يوناثان فريمان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية، أن الآثار المترتبة لهذه الأزمة على العلاقات الإسرائيلية الروسية "متعددة".
ويقول فريمان لوكالة "الأناضول"، "أعتقد أولا، أن لدى إسرائيل مخاوف فيما يتعلق بقدرتها على العمل من الجو في سوريا".
وأضاف "كلما ابتعدت المسافة بين روسيا وإسرائيل بسبب الأوضاع، وبسبب مواقف تل أبيب الداعمة منذ وقت طويل للمواقف الأمريكية، فإنه قد يترتب على ذلك تقييد لقدرة إسرائيل على العمل في تلك المنطقة".
وأردف "لدى إسرائيل أيضا مخاوف فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية التي تربطها مع روسيا، فهي تستورد الدقيق من هناك، وأيضا بعض النفط، ولذلك فإن الآثار متعددة".
واستدرك "فريمان"، "ما زال يتعين رؤية ما إذا كانت إسرائيل ستنضم إلى العقوبات التي يُعلن عنها الغرب الآن على روسيا، فيتوجب على إسرائيل اتخاذ قرار بهذا الشأن".
وكانت نشرت السفارة الروسية في اسرائيل، بيانا، يوم السبت 26 فبراير/شباط، أكدت من خلاله استمرار التنسيق العسكري مع إسرائيل بشأن سوريا.
وجاء في البيان الذي نقلته وكالة "رويترز" عن السفارة الروسية، "مسؤولونا العسكريون يناقشون القضايا العملية المتعلقة بهذا الموضوع بشكل جوهري على أساس يومي، وقد ثبت أن هذه الآلية مفيدة وستواصل العمل".
وأضاف البيان، "إن روسيا ستتصرف عند الحاجة لمواجهة التهديدات والدفاع عن شعب إسرائيل وسيادتها"، مؤكدا أن إسرائيل أنشأت آلية تفادي التضارب مع روسيا بعد تدخلها في سوريا.
وكانت أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الجيش الإسرائيلي رفض تنفيذ هجوم على أهداف في سوريا أثناء زيارة وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو" إلى سوريا مؤخرا.
وقالت "إن الجيش الإسرائيلي رفض تنفيذ الهجوم خوفا من إحراج "شويغو"، واتخاذ روسيا موقفا من هجمات سلاح الجو ومنع حرية العمل العسكري في سوريا".