بلدي نيوز – (أحمد عبد الغني)
تتمتع منطقة عفرين في أقصى الشمال الغربي من سوريا، والتابعة إداريا لريف حلب الشمالي، بسهول زراعية خصبة، زاد ذلك وفرة المياه وحلاوة المناخ فيها، إلا أن هذه السهول بدأت تتعرض لغزو عمراني كبير في الآونة الأخيرة، في ظل حكم قوات "قسد" للمنطقة، وغياب الرقابة والمحاسبة، ما ينذر بكارثة كبيرة من خلال القضاء على مناطق واسعة من سهول المنطقة وتحويلها لمناطق سكنية.
منطقة عفرين التي تتربع على منطقة جغرافية كبيرة تقدر مساحتها بـ 2033 كيلو متر مربع، تتداخل سهولها بجبال وتضاريس خلابة أعطتها مناخاً ملائماً لزراعة الخضراوات والمحاصيل الزراعية التي يعمل بها أكثر من 35 بالمئة من سكان المنطقة، وتعتبر المورد الرئيسي لدخلهم، لاسيما العنب الأسود الذي تشتهر به سهول عفرين الخصبة الدافئة، والتي تقدر مساحتها بأكثر من 900 كيلو متر مربع، تتمتع بتربة حمراء عميقة غنية بالمياه.
وتواجه هذه السهول اليوم غزواً عمرانياً كبيراً، وسط غياب الرقابة عن بناء عشرات المساكن والأبنية الضخمة من قبل أصحاب الأراضي أو المستثمرين الجدد الذين تدعمهم قوات "قسد" وتؤمن لهم المستلزمات من إسمنت وحديد مسلح وأراضي واسعة لبناء أكبر عدد ممكن من التجمعات السكنية، مستغلين حالة الفلتان الأمني وغياب رقابة الدولة أو المؤسسات المسؤولة عن رعاية الأراضي الزراعية ومنع التقدم العمراني باتجاهها.
محمد أحد المهندسين الزراعيين فضل عدم ذكر اسمه كاملا لأسباب أمنية، قال لبدي نيوز: "إن ما تتعرض له سهول عفرين من تمدد عمراني كبير تحت رقابة ورعاية من الوحدات الشعبية في المنطقة، ينذر بكارثة طبيعية كبيرة في حال استمر هذا العمران في غزو المناطق الزراعية، نظراً إلى أن هذه السهول من أغنى السهول في سوريا وتتمتع بمناخ ملائم لزراعة غالبية الخضراوات والأشجار المثمرة".
وأضاف: "السهول الزراعية في عفرين غنية جداً كونها تشكل مكاناً ملائماً للزراعة وتؤمن قوت أكثر من 30 بالمئة من السكان، وانحسار هذه البقعة الزراعية قد يؤثر سلباً على حياة هذه العائلات التي تعتمد على الزراعة بشكل أساسي لتأمين معيشتها، أيضاً حاجة السوق الكبيرة في عفرين إلى المحاصيل التي تنتجها هذه السهول قد يأتي يوم لاتكفيه ويضطر الأهالي لشراء هذه المحاصيل من مناطق أخرى، مما سيزيد في التكاليف والجودة وبالتالي تحميل المواطن أعباء جديدة".
ووسط تعنت الوحدات الشعبية والتي تسعى عبر مستثمرين كبار إلى بناء ما يمكن من التجمعات السكنية في محاولة منها لجعل عفرين مركزاً لتجمع أكبر عدد ممكن من المكون الكردي، بهدف تحصين المنطقة وزيادة مواردها البشرية، يعاني الفلاح البسيط مرارة العيش ويترقب بقلب حزين انحسار السهول الخصبة أمام حركة العمران الكبيرة التي تقوض مستقبل الزراعة في المنطقة.