زحف "السم الأسود" يهدد حياة سكان قرى شمال شرق سوريا - It's Over 9000!

زحف "السم الأسود" يهدد حياة سكان قرى شمال شرق سوريا


بلدي نيوز

كانت قرية خراب أبو غالب في محافظة الحسكة، تتميز بالمراعي والطبيعة الخضراء التي يقصدها الناس للاستجمام، لكن الحرب في سوريا غيرت لون الأرض، وباتت بؤرة خطيرة لسم خطير يزحف ببطء. 

وتغير حال هذه القرية الصغيرة، والمناطق المجاورة، بعد أن تحول مجرى مائي إلى نهر أسود يشق الأراضي الزراعية حاملا كميات من النفط المتسرب، والذي يشكل خطرا على صحة السكان.

يقول سكان تلك المناطق، إن منشأة نفط قريبة من المكان تسببت في هذا الدمار الذي حل بالطبيعة، ويحملون التسريب النفطي وعمليات الحرق في المنشأة مسؤولية ارتفاع عدد الوفيات بينهم، بسبب السموم التي تخترق أجواء المنطقة، وفق تقرير لصحيفة "إندبندنت".

ورصدت مراسلة الصحيفة مرور جنازتين قرب مجرى التسرب النفطي، تذكر بمصير السكان الذين يحيط بهم الخطر، فيما لا أفق لحل هذه المشكلة البيئة التي تفتك بالحياة هناك.

وتقول المراسلة، إنه قبل أربعة أيام من وصولها إلى المكان، توفي رجل مسن وامرأة في منتصف العمر بسبب صعوبات في التنفس ومشاكل في الصدر وفشل كلوي. 

ويقول المواطن أيمن للصحيفة، وهو ابن شقيق أحد المتوفين، إن القرية شهدت وفاة 10 أشخاص العام الماضي، وهو عدد كبير. كما هلكت الثروة الحيوانية وأصبحت الأراضي الزراعية قاحلة.

ويضيف الشاب للصحيفة، وهو يقف بجانب النهر السام "لا نعرف سبب موتهم بالضبط، لكننا نعلم أنه مرتبط بهذا التلوث، الذي يضعف رئاتنا ومناعتنا".

وتهاجم رائحة النفط الكريهة السكان في منازهم، حيث تحرمهم من تنفس الهواء النقي وتقلق نومهم، يقول أيمن: "لا نستطيع النوم في الليل بسبب الرائحة، نحن قلقون لأن هذا الأمر يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا".

والقرية التي يعيش فيها أيمن، قريبة من حقول الرميلان، التي تعاني من تسريبات خطيرة، حيث غمرت سيول النفط الخام الحقول والقرى عام 2020.

كما تبعد القربة حوالي 10 أميال عن منشأة نفط كر زيرو، وهي منشأة تخزين النفط الرئيسية في شمال شرقي سوريا الواقعة ضمن الأراضي التي تسيطر عليها "الإدارة الذاتية".

وفي هذه المناطق، تعمدت الطائرات الحربية استهداف منشآت النفط، مما أتلف صهاريج التخزين وخطوط الأنابيب والآلات، وتسبب الأمر في تسريب خطير يمكن رؤيته في أراضي القرى المجاورة.

وحين سيطر عناصر تنظيم داعش على تلك المنطقة، في عام 2014، استخدموا المعدات الموجودة لاستخراج النفط وتكريره بطرق غير آمنة للحصول على عوائد مالية تمول عمل التنظيم المتطرف.

وأدى الصراع في سوريا إلى تدمير إنتاج النفط في هذه المنطقة، حيث كانت تنتج قبل الحرب حوالي 400 ألف برميل يوميا، ويقدر الآن أنه انخفض إلى نحو 20 ألف برميل، وفقا لما نقلته الصحيفة عن خبراء في قطاع النفط.

ترجمة: الحرة

مقالات ذات صلة

عشرات الصهاريج المحملة بالنفط تتجه من الحسكة إلى مناطق النظام

الحسكة.. "قسد" تعلن نهاية حملتها الأمنية في الهول

خسائر لقوات "قسد" بقصف تركي على الحسكة

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي

مصادر تكشف طريقة تنقل ميليشيات شرق سوريا

"الإدارة الذاتية" تناشد التحالف الدولي وروسيا لوقف التصعيد التركي على مناطق سيطرتها