التصعيد الروسي في إدلب.. عملية "ابتزاز" تسبق لقاء "بوتين - أردوغان" وتكشف جوهر الخلاف بينهما - It's Over 9000!

التصعيد الروسي في إدلب.. عملية "ابتزاز" تسبق لقاء "بوتين - أردوغان" وتكشف جوهر الخلاف بينهما


بلدي نيوز - (تركي مصطفى)  

يمثل التصعيد العسكري لروسيا وبمساندة قوات الأسد وميليشيات إيران في محافظة إدلب والمناطق المحررة المحيطة بها الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة، منعطفا خطيرا بين موسكو وأنقرة، قبيل لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي نهاية هذا الشهر لبحث الأوضاع في منطقة خفض التصعيد.  

وما يجري هذه الأيام من تصعيد غير مسبوق منذ اتفاق الخامس من مارس/آذار 2020، يخلق أجواء تنذر بعمل عسكري واسع النطاق، بما يمثل من مخاطر قد لا تتحمل موسكو تداعياته، كما أن تبعات أية مغامرة من هذا النوع ستفتح الحرب على مصراعيها وهذا ما يدركه الروس.  

وبالرغم من أن اتفاق مارس/آذار في موسكو ينص على أن يكون البلدين ضامنان للحفاظ على منطقة خفض التصعيد، ووقف إطلاق النار وأي عمليات عسكرية، إلا أن روسيا ضربت بهذه الاتفاقيات عرض الحائط، ولم تتوقف عن التصعيد العسكري في محافظة إدلب في خطوة واضحة لنقض اتفاق إدلب يجسده القصف الجوي الروسي لعدة مناطق بجبل الزاوية، ولمنطقة "كبينة" في ريف اللاذقية الشرقي. وكذلك طال القصف الجوي منطقة غصن الزيتون، التي غاب عنها الطيران منذ العام 2017م، فضلا عن القصف المدفعي والصاروخي لميليشيات الأسد وإيران والذي شمل كافة منطقة جبل الزاوية وبالأخص بلدات وقرى جبل الزاوية، وتلا ذلك استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة من سلاح ومليشيات تتبع لروسيا.  

وبالمقابل، استقدم الجيش التركي تعزيزات عسكرية، وذكر مصدر عسكري لـ"بلدي نيوز"، أن عدة أرتال عسكرية تركية ودخلت إلى محافظة إدلب، وضمت عددا كبيرا من الدبابات والآليات العسكرية وشاحنات محملة بكتل إسمنتية ومعدات لوجستية. كما شملت دبابات وعربات مدرعة ومدافع ميدانية ثقيلة ومنظومات مضادة للطائرات متوسطة وبعيدة المدى تمركزت في النقاط الرئيسية المحيطة بمدينة إدلب فضلا عن قيام الفصائل المقاتلة التابعة للمعارضة المسلحة باستنفار جميع مقاتليها وحصنت مواقعها في جبهات القتال للدفاع عن آخر معاقلها. 

يأتي التصعيد العسكري لوصد الأبواب أمام أيّ مسعىً حقيقي للسلام وفق القرارات الدولية، والخروج عن القرارات التي التزم بها بوتين مع الرئيس التركي في "موسكو" في إشارة واضحة إلى الابتزاز السياسي الذي يجيده الروس، وفق استراتيجية الهيمنة المطلقة على سوريا بصرف النظر عن تشدقهم بمحاربة "الإرهاب".  

وتتجلى عملية القصف العنيف التي تتعرض له إدلب في سياقات متعددة، كما تظهره عمليات القصف المكثف على المناطق المحررة، على أن ما تقوم به روسيا هو خدعة، وكل ما تبديه من تراجعات ظاهرية قبل بلوغ هدف من أهدافها المرحلية لا يتعدى أن يكون تراجعا في التكتيك ضمن إطار الاستراتيجية العامة التي رسمتها لنفسها في سوريا. وهذا ما بيّنته التقارير المراقبة لعمليات العدوان الذي تتعرض له المناطق المحررة، حيث أن مصدر النيران هو من الطيران الروسي والميليشيات التابعة لها والمتمركزة في سراقب وكفرنبل ومعرة النعمان. 

ويعني التصعيد الإعلامي في تصريحات موسكو إخفاق "تركيا وروسيا" في تحقيق تقدم إضافي في اتفاق موسكو، وهذا ما يفسر لجوء روسيا للتصعيد العنيف في إدلب، في محاولة لتأليب السكان المحليين على تركيا ووضعها في مأزق كونها أحد طرفي اتفاق موسكو. 

وأخيرا، يثير التصعيد الروسي تساؤلات مختلفة حول مستقبل إدلب، إذ تبذل أنقرة جهودا مضاعفة لاحتواء عمليات التصعيد العسكري وفقا لتفاهمات اتفاق "موسكو" الذي بموجبه تتحمل أنقرة مسؤولية ضبط الأمن في إدلب، لذلك أعلنت رفضها شنّ روسيا حملة عسكرية واسعة على إدلب، مشددة على أن اتفاق "موسكو" مع روسيا لحماية المدنيين، كما أعلنت مرارا منعها قوات نظام الأسد من مهاجمة منطقة تضم نحو أربعة ملايين مدني؛ ما سيتسبّب في خلق أزمات كبرى لهم، كما أن تجنيب المنطقة أي حرب مهم جدا لتقديم الحل الإنساني والسياسي، بالإضافة إلى أن تداعياتها ستؤثر سلبا على روسيا في ظل الظروف الدولية المتوترة، وعلى قائمتها إيجاد حلول سريعة في المناطق الساخنة وعلى رأسها سوريا.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//