لماذا تصاعد التوتر بين أكراد العراق وسوريا؟ - It's Over 9000!

لماذا تصاعد التوتر بين أكراد العراق وسوريا؟

بلدي نيوز  

بدأت العلاقات بين سلطات إقليم كردستان وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" بالتوتر، منذ أواخر العام الماضي، متأثرة بالعلاقة التي تربط الأخيرة بحزب العمال الكردستاني "ب ك ك". ويدعم إقليم كردستان العراق المجلس الوطني الكردي، المؤلف من عدة أحزاب كردية أبرزها الحزب "الديمقراطي الكردستاني" ـ فرع سوريا، بينما يُنظر إلى حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذين تهمين أذرعه العسكرية على "قسد" ويشرف على "الإدارة الذاتية" على أنه نسخة سورية من حزب "العمال الكردستاني"، وهو بذلك يتقاطع مع تركيا الحليف المتميز لأربيل. 

وتتصاعد مؤخرا وتيرة التوترات ما بين حزب العمال الكردستاني وحكومة إقليم كردستان العراق، على إثر حوادث قتل فيها عناصر أمنية من البيشمركة، في وقت يتزايد فيه القصف التركي على المنطقة. 

وخلال الأيام الأخيرة، تعالت أصوات موالية لحكومة إقليم كردستان شمالي العراق، متهمة حزب العمال الكردستاني بالتخطيط لزعزعة استقرار الإقليم، ومطالبة إياه بعدم نقل معركته مع تركيا إلى داخل الإقليم. 

وترى حكومة الإقليم، إن قوات "قسد" منخرطة في الصراع لجانب حزب العمال الكردستاني، وكانت أعلنت وزارة البيشمركة بحكومة الإقليم في منتصف كانون الأول الماضي الأربعاء، إحباط هجوم شنته قوات "قسد" على قواتها بمحافظة دهوك، انطلاقا من داخل الحدود السورية.

وقال وكيل الوزارة سربست لزكين، إن مجموعة مكونة من 50 إلى 60 عنصرا من حزب العمال الكردستاني هاجمت نقطة لقوات البيشمركة في منطقة سحيلا بمحافظة دهوك، على حدود سوريا، بعد فشل 8 من عناصر التنظيم بمحاولة التسلل إلى الإقليم.

وأفاد لزكين، في مؤتمر صحفي، بـ"اندلاع اشتباكات عنيفة بالمدافع الرشاشة بين الجانبين استمرت نحو ساعتين، حيث تمكنت البيشمركة من دحر القوات المهاجمة".

وأوضح أن عناصر المنظمة الإرهابية كانت تسعى إلى احتلال نقطة لقوات البيشمركة على الحدود والتسلل من الأراضي السورية".

وحاولت "قسد" التقليل من حجم الحادثة، بالقول إن "ما جرى لم يتجاوز مسألة سوء تنسيق بين الأجهزة الأمنية على طرفي الحدود، وليس كما رُوّج أنه اعتداء أو تهجم على قوات البيشمركة ونقاط تمركزها". 

وذكر البيان أن محاصرة مجموعة من "الكريلا" - الذراع العسكري لحزب العمال - من قبل "البيشمركة" أدت إلى اندلاع اشتباكات قصيرة بين الطرفين، وحينها تدخلت قنوات اتصال بين "قسد" و"البيشمركة" لإيقاف هذه الاشتباكات، والتنسيق لإعادة مجموعة "الكريلا" بشكل آمن إلى مقراتها.

وألغت "الإدارة الذاتية" ترخيص فضائية "كردستان 24"، التي تبث من إقليم كردستان العراق، بحجة نشر خطاب الكراهية وتأجيج الفتنة والحض على الاقتتال الكردي ـ الكردي، وقبل ذلك بأيام اعتقلت حكومة الإقليم، في 10 حزيران الجاري، جهاد حسن ممثل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في هولير وأعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي مصطفى حسن ومصطفى خليل"، ولم تطلق سراحهم إلى الآن رغم مطالبات "الإدارة الذاتية" المتكررة بذلك. 

وفي آخر المحطات الخلافية، اتهمت إدارة معبر سيمالكا، الذي تديره "الإدارة الذاتية" إدارة معبر فيشخابور المقابل في إقليم كردستان بـ"اتخاذ قرارات منافية للأخلاق وحسن الجوار"، حسبما ذكر بيان صادر عنها، أول من أمس الاثنين. ودعت إدارة معبر سيمالكا سلطات معبر فيشخابور للتراجع عن هذه القرارات التعسفية، مطالبة المسؤولين في إقليم كردستان بالتدخل "لوقف هذه التصرفات والقرارات التعجيزية".

ويطالب معبر فيشخابور بإرسال استمارة تحتوي على جميع معلومات المسافرين، بحسب إدارة معبر سيمالكا، التي تعتبر أن هذه الإجراءات أجبرت المسافرين من المرضى على الانتظار أكثر من أربعة أيام، إضافة إلى رفض قبول الحالات الإسعافية التي كانت تدخل سابقاً إلى إقليم كردستان.

واحتجاجا على ذلك، أغلقت "الإدارة الذاتية" معبر سيمالكا لمدة يوم ثم تراجعت عن القرار يوم أمس الأربعاء وأعادت المعبر إلى العمل، معلنة استمرار الاجتماعات بين مسؤولي المعبر في الطرفين لمناقشة الشروط التي كان فرضها معبر "فيشخابور". 

ويرى مراقبون، إن من أسباب الخلافات بين الطرفين، هو تعثر الحوار الكردي - الكردي السوري بين المجلس الوطني المدعوم من كردستان العراق، وأحزاب الوحدة الوطنية التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي، بتأثير من حزب العمال الكردستاني. 

وبدأت المفاوضات بشكل مكثف بين الجانبين منذ مطلع نيسان 2020، برعاية فرنسية وضغوط أمريكية على الطرفين للتوصل إلى تشكيل إدارة جديدة مشتركة للمنطقة الخاضعة لسيطرة "قسد" شرقي سوريا.

ويختلف الطرفان على ملفات عديدة، تتعلق بعودة قوات البيشمركة السورية إلى مناطق "الإدارة الذاتية" وملفات أخرى سياسية وأمنية وحتى بخصوص التعليم، وتعرضت مكاتب المجلس الوطني لهجمات وعمليات تخريب في مناطق سيطرة "قسد" خلال الأشهر الماضية، بعد تعثر الحوار بين الطرفين، من قبل منظمة الشبيبة الثورية التي تتبع لحزب العمال الكردستاني وتنشط في مناطق سيطرة "قسد". 

وتأسس حزب "الاتحاد الديمقراطي" عام 2003 من قبل أعضاء سوريين في حزب "العمال الكردستاني"، أبرزهم صالح مسلم. وبعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، نشط هذا الحزب في شمال شرقي سوريا، وبات يسيطر اليوم عملياً على ثلث مساحة سورية من خلال "قسد"، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

فيما تأسس المجلس الوطني الكردي في تشرين الأول 2011، في أربيل عاصمة إقليم كردستان شمال العراق، من 15 حزبا وفصيلا من أكراد سوريا، برعاية الرئيس السابق للإقليم مسعود البارزاني.

ومنذ تأسيسه، تعرض المجلس وأعضاؤه لقمع وانتهاكات عديدة من قبل "ب ي د"، تمثلت في حرق وإغلاق مكاتبه واعتقال واختطاف كوادره، واستخدام العنف للتصدي لمظاهرات مؤيدي المجلس.

مقالات ذات صلة

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

أردوغان: لدينا تواصل مستمر مع الإدارة الجديدة في سوريا

تجار هولنديون يبدون رغبتهم لتجديد تجارتهم في سوريا

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

مشروع خط غاز "قطر - تركيا" يعود إلى الواجهة من جديد

أزمة حادة في اليد العاملة بتركيا بعد عودة عدد كبير من العمال السوريين إلى بلدهم

//