خالد العيسى وغسان شبانة.. شهادة تحلّق بجناحين - It's Over 9000!

خالد العيسى وغسان شبانة.. شهادة تحلّق بجناحين

بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)
فرقت الثورة الكثير، وجمعت الكثير.. حيث إنها فرقت ما بين الحق والباطل.
إخوة أشقاء اقتتلوا، وغرباء مختلفون تآلفوا، في ظلها..
واليوم ما الذي يجمع بين خالد العيسى، الشاب اليانع إبن الريف الإدلبي الذي كان نسياً منسياً، وبين علم من أعلام السياسة العربية والدولية، إبن فلسطين، الدكتور غسان شبانة؟..
ربما كان لرحيلهما في اليوم نفسه، الجمعة 24-6-2016 دور في الجمع بينهما، وإن اختلف المكان وتنوعت الأسباب، فالدكتور شبانة قضى في الولايات المتحدة إثر نوبة قلبية، إلا أن مناسبة الزمان والمكان، لا تكون جامعة إلا إن كان المحتفى بهم على قدر كبير من رفعة الشأن وعلو الهمة ونبل المسعى، وكذا كان الراحلان الكبيران، خالد وغسان..
إنه مجلس عزاء عظيم، ذلك الذي ضم آلاف المعزين الصادقين، في عالم افتراضي، لا يجبر صاحبه على النفاق، ولا الحضور الصوري من باب الواجب..
إنه عزاء عظيم، إذ ترى السوريين في شتاتهم ونزوحهم وسكناهم، يتوافدون إلى واجب إجلال وتعظيم الشهيد، الذي ما كان إلا نبض أهله، وصوتهم، وعينهم التي ترصد وتوثق موتهم، حتى بعد موتهم، وها هم الآن يندبون عينهم، خالد العيسى، وكلٌّ يصوّره وكأنه كان عين الثورة، وبعده صار حقاً أن نسألها: قذىً بعينكِ أم بالعين عوّارُ؟..
وما يزيد خالد، شرفاً على شرف، أنه ابن "كفرنبل"، الشوكة التي أوجعت كل من حاول قطاف عنادها، وأنه لم يؤجّر عينه لا لعدو ولا لصديق، بل ظلّ كما يرى، يرصد ما يجب أن يُرصد، ويوثق ما يجب أن يُوثق، فكثر الأعداء، وقلّ النصير، في سوق الحرب التي تحصد رؤوس الفرسان المعاندين، ولو بالغدر!..
وكان مجلس العزاء العظيم، ليكون أعظم، لو أن خالد قضى على يد عدوه وعدونا، إلا أن الحزن اتسع، وصار ممزوجاً بالأسى والحرقة، إذ قضى الشهيد على يد من كان وكنا نظنه مأمون الجانب بالضرورة، وإلا –على جهلنا به حتى اللحظة- لم يكن خالد ليجاوره، فسحقاً لمن خان الجوار وخفر العهد والذمة.
وفي زحمة الموت، الذي صار عنوان المرحلة، لم ينتبه كثير من السوريين إلى فاجعة رحيل علم من أعلام الثورة، وما يزيده بهاء وعلوّاً أنه لم يكن سوري الهوية، بل سوريّ وثوريّ القلب والعقل واللسان.
الدكتور غسان شبانة، مدير العلاقات الدولية في كلية ميريمونت مانهاتن في نيويورك، ابن الخليل الفلسطينية، الذي كان نصيراً للثورة السورية مثل أبنائها، وأكثر، لم يسترح، ولم يهادن، ولم يؤجر صوته، ظل ذلك الخبير الرزين الوازن، الذي ينافح عن الثورة حتى الرمق الأخير..
"رحل إلى ربه حاملاً همّ هذه المنكوبة بجراحها، حارب الظلم والاستبداد والمستبدين بالكلمة الحرة، لم ينحنِ إلا لربه وضميره".. بهذا الفيض من مشاعر الأسى والفخار، نعت خديجة بن قنة، مذيعة قناة الجزيرة، الراحل الكبير غسان شبانة.
ومن منا يمكن أن ينسى ذلك الحضور الساطع بالحق، الذي مهما حاول أن يكون منضبطاً احتراماً لهيبته ومكانته العلمية، كان في كثير من الأحيان ينفلت من رزانة العلم إلى ما يليق بالثائر من الغضب والحنق والصراخ، نعم، فقد كان غسان شبانة موجوعاً بموتنا، وكأنه كان يموت معنا، وها هو فعلاً قد فعلها، فكان أن جمعه الله بخالد، في رحيل واحد، وعزاء واحد، وخلود واحد.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//