بدلاً من قصف سوريا.. على الولايات المتحدة استخدام بوتين لإنهاء الحرب! - It's Over 9000!

بدلاً من قصف سوريا.. على الولايات المتحدة استخدام بوتين لإنهاء الحرب!

Wbur – (ترجمة بلدي نيوز)

مرة أخرى، علت أصوات قوية في الحكومة الأمريكية تحث الرئيس الأمريكي على استخدام ضربات عسكرية لإجبار الدكتاتور الوحشي في سورية على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، حيث قام عشرات من مسؤولي وزارة الخارجية، الذين ضاقوا ذرعاً بانتهاكات النظام السوري المتكررة لاتفاقات وقف إطلاق النار على توقيع مذكرة يشددون فيها على استهداف نظام بشار الأسد.

وكان وزير الخارجية جون كيري محبطاً لأن الرئيس باراك أوباما لم يسمح له بتهديد الأسد باستخدام القوة العسكرية، و يعتقد العديد من مسؤولي وزارة الخارجية بأن الافتقار إلى النفوذ، أدى إلى فشل الجهود الرامية لإيقاف الأسد عن استخدام القوة العسكرية، وفي حين أن العديد من أعضاء المعارضة السورية قاموا بالالتزام بالهدنة، استمرت قوات الأسد في حملاتها الدامية في استعادة السيطرة على الأرض، مفلتة من العقاب لمرة أخرى.

لذلك، تعتقد وزارة الخارجية بأنه قد يكون من المفيد محاكاة ما فعله وزير الخارجية السابق ريتشارد هولبروك في البوسنة، عندما هدد بقصف النظام هناك، ثم قام بالفعل بقصف نظام الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش دافعاً إياه إلى طاولة المفاوضات، باستخدام الضربات الجوية لحلف الناتو، وبعد كل شيء، فقد تم انهاء الحرب هناك بالفعل.

ولكن سوريا الآن والبوسنة قبل 21 عاماً مختلفين جداً في الواقع، إذ لم تكن هناك قواعد عسكرية روسية في البوسنة، في حين أن روسيا لديها قاعدة بحرية وأخرى جوية في سوريا، وتعمل يداً بيد مع جيش الأسد، وليس في مصلحة الولايات المتحدة أن تدخل في معركة مباشرة مع الروس، الذين يقومون باستفزازها بأزيز سفنهم البحرية ودعم الأسد في السيطرة واستعادة السيطرة على الأراضي.

إن روسيا لديها المزيد من المصالح الفعلية في سوريا مما لدى الولايات المتحدة، كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه تاريخ في اتخاذ إجراءات دراماتيكية عندما يتعلق الأمر بكون أحد قواعده العسكرية مهددة ومعرضة للخطر، ففي عام 2014، وأثناء الثورة الأوكرانية، قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم في أوكرانيا، وذلك لحماية قدرتها على الوصول إلى قاعدتها البحرية في سيفاستوبول، القاعدة الصغيرة الأخرى والتي لا تختلف عن تلك القاعدة البحرية لها في طرطوس، سوريا.

لقد قام الديكتاتور الأسد بقتل شعبه باستخدام كل شيء، بدءاً من القنابل البرميلية المتفجرة للأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً، ويجب أن يتم إيقافه، ولكن إرسال الصواريخ لضرب نظامه ليست الطريقة الصحيحة، فنحن لا نريد كسر سوريا، حتى من غير قصد، لأنه وكما جاء في الكلمات الشهيرة لوزير الخارجية السابق كولن باول، "عندما تكسر البلاد، ستملكها"، ولقد كسرنا العراق، وبعد مرور عدة سنوات منذ ذلك، لم يتم إصلاح البلد بعد.

كما ساعدنا في كسر ليبيا، و أصبح هنالك الآن ثلاث حكومات وعدة ميليشيات وتنظيم "داعش"، يتنافسون فيما بينهم على السلطة، وبعد أن نجحنا في إنهاء الحرب في البوسنة، أصبحت الحكومة التي ساعدنا في تكوينها مختلة إلى حد كبير، إننا أفضل في كسر الأشياء من إصلاحها، لذلك دعونا لا نقوم بكسر أي شيء في المقام الأول.

عوضاً عن ذلك كله، دعونا نسأل أنفسنا سؤالا بسيطاً: من يمكن أن يكون مقنعاً للغاية في إنهاء الحرب في سوريا؟ من يرغب جداً بأن يمنحه الغرب المزيد من الاحترام؟ الجواب هو :فلاديمير بوتين.

إن ما يغضب حقا العديد من منافسينا، وكذلك حلفائنا، هو عندما تشارك الولايات المتحدة بنشاط فعلي أو تشجيعي في تغيير أي نظام، إن بوتين بوقوفه الى جانب الأسد، لم يقم بفعل ما قامت به الولايات المتحدة عندما وقفت موقف المتفرج من حسني مبارك، وعندما ضم بوتين شبه جزيرة القرم، قال انه يعكس ما وصفه بالإجراءات غير القانونية لزعماء المعارضة في أوكرانيا، عندما قاموا بالتوصل إلى اتفاق مع الرئيس ثم أطاحوا به لاحقاً، لقد كان لبوتين اتفاق مع أوكرانيا حول استخدام قاعدة سيباستوبول، ولكنه قام بكسر ذلك الاتفاق ضامّاً كل شبه جزيرة القرم، مظهراً بأنه سينتقم ضد تغيير النظام.

ولكنه أثبت أيضاً استعداده للقيام بدور بتحقيق أهداف الولايات المتحدة، على الأقل جزئياً، فقد استهدف مؤخراً تنظيم "داعش" - العدو المشترك في سوريا، و دعا من خلال دبلوماسييه، إلى إعادة عقد فوري لمحادثات السلام.

إن الهدف الرئيسي لبوتين من مثل هذه المحادثات ينطوي على جلب المعارضة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مع نظام الأسد، الأمر الذي لن تقبل به المعارضة، ولكن ومع ذلك، لربما يمكن إقناع بوتين لتليين موقفه من الأسد والتخلي عنه في مقابل تخفيض العقوبات الاقتصادية التي قامت بفرضها كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا بعد ضمها لشبه جزيرة القرم.

إن أوباما غير راغب على الإطلاق بتغيير نظام الأسد باستخدام القوة، ويعتقد أن ذلك ممكن فقط عن طريق المحادثات الدبلوماسية، كما يصرح بأنه متعب من المقياس الوحيد المناسب لواشنطن بحل كل شيء باستخدام القوة العسكرية.

إذاً فقد حان الوقت لفعل ما يجب علينا في سوريا، إن كنا نريد حقاً إيقاف المعاناة في هذا البلد، والتخلص من الديكتاتور السوري... فنحن بحاجة إلى العمل من خلال بوتين، والذي لن يستطيع حقاً مواصلة التدخل العسكري الباهظ في سوريا، في حين أن بلده يعاني من أضرار اقتصادية أكثر يوماً بعد يوم، ويغرق في حالة ركود عامة، وذلك يرجع بشكل كبير إلى العقوبات الاقتصادية التي فرضناها عليه.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//