بلدي نيوز - (عمر يوسف)
مع اقتراب مسرحية "الانتخابات الرئاسية" في سوريا من نهايتها، واستمرار وجود منافسين افتراضيين لرأس النظام بشار الأسد في هذه الانتخابات المعروفة نتائجها سلفا بإعادة تنصيب الأسد في حكم سوريا مجددا رغم الرفض الدولي والشعبي لهذا الحكم، نجد غياب أي موقف جدي وحاسم من إعادة تنصب بشار الأسد.
ومن المفترض أن تتم نهاية المسرحية في 26 من أيار الجاري، وهو التاريخ الذي حدده مجلس الشعب التابع للنظام السوري، في وقت تشهد مناطق سيطرة النظام السورية أزمة اقتصادية خانقة تسببت بارتفاع الأسعار وتردي الحالة المعيشية للسكان.
ورغم رفض المعارضة السورية ووصف الانتخابات بالمسرحية، وتنديد الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي بها، إلا أن السؤال الذي يتبادر للذهن عن عدم تحرك دول العالم التي تناصر الثورة السورية لإزاحة الأسد، لا سيما الولايات المتحدة التي اعتبرت أن الانتخابات لا تمثل الشعب السوري، متحدثة عن عدم دعمها لأي إعادة إعمار في سوريا في ظل نظام بشار الأسد.
وكان ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت قبل أيام قليلة عبر دائرة تلفزيونية، حيث قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن "ما تُسمى بالانتخابات الرئاسية، التي يخطط نظام الأسد لإجرائها في 26 مايو/أيار المقبل، لن تكون حرة ولا نزيهة، بل مزيفة ولا تمثل الشعب السوري".
وأضافت: "وفقا لتكليف أصدره هذا المجلس بالإجماع (تقصد القرار 2254 لعام 2015)، يجب إجراء الانتخابات وفقا لدستور جديد، وتحت إشراف الأمم المتحدة، ويجب على نظام الأسد اتخاذ خطوات لتمكين مشاركة اللاجئين والنازحين في أي انتخابات سورية".
الحارس الأمين
ويعتقد الصحفي السوري أحمد أبو صالح أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، أثبت على مدى عقدين من حكمه لسوريا بأنه الحارس الأمين لحدود إسرائيل، ولن تجد الأخيرة أفضل منه للمحافظة على حالة الهدوء والاستقرار في حدودها الشمالية.
ويضيف أبو صالح لـبلدي نيوز، أن الموقف الأمريكي يرتبط بالموقف الإسرائيلي، واصفا التصريحات الأمريكية حول عدم شرعية الأسد بأنها مجرد استعراض إعلامي للاستهلاك في وسائل الإعلام.
ويرى أبو صالح أن الدعم الروسي والإيراني المستمر، وحالة تقسيم سوريا إلى ثلاث مناطق نفوذ تشهد شبه حالة استقرار عسكري، سوف تكون في صالح استمرار الأسد في حكم سوريا في فترة رئاسية جديدة، مما يعني استمرار معاناة الشعب السوري لمدة غير معلومة.