بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
يسود هدوء حذر في مدينة القامشلي في الحسكة، بعد نحو يومين من الاشتباكات والتوتر بين قوى الأمن الداخلي "الأسايش" وفصائل أخرى تتبع "الإدارة الذاتية"، وميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام، بعد دخول القوات الروسية في وساطة بين الجانيين.
وكانت اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن الداخلي "الأسايش" التابعة "للإدارة الذاتية" وميليشيات الدفاع الوطني التي تسيطر على "حي طيء" داخل مدينة القامشلي، على خلفية مقتل عنصر من "الأسايش" باشتباك اندلع بين الطرفين في شارع الوحدة بسبب محاولات اعتقال أحد قادة "الدفاع الوطني".
وذكرت مصادر إعلامية كردية، إن القوات الروسية تدخلت في وساطة مع "الإدارة الذاتية" نيابة عن "الدفاع الوطني"، حيث تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين بدأ سريانه منذ الساعة الثانية والنصف، بعد منتصف ليلة الخميس، وسادت حالة من الهدوء التام نتيجة توقف الاشتباكات جراء وقف إطلاق النار والذي من المقرر أن يستمر حتى ساعات الظهر من اليوم الخميس.
وقالت مصادر محلية من القامشلي لبلدي نيوز، إن الاشتباكات بين الجانبين دفعت عشرات العائلات من "حي طيء" إلى النزوح إلى أحياء مجاورة في القامشلي أو إلى ريف المدينة.
وأضافت المصادر، أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 3 عناصر من "الدفاع الوطني" وإصابة 9 آخرين، فيما قتل عنصران من المجموعات العسكرية التابعة "لوحدات حماية الشعب الكردية" التي تقود قوات "قسد".
وفي إطار تعليقها على الاشتباكات، اعتبرته الهيئة السياسية في محافظة الحسكة، أن ما ما يحصل بالقامشلي هو "مواجهات عبثيّة.. انعكست آثارها على أهلنا المدنيين في القامشلي وزادت من أعباء الأوضاع المعيشيّة الصعبة التي يعانونها".
وحملت "الهيئة" في بيان، تلقت بلدي نيوز نسخة منه، مسؤولية هذه الأحداث في حي طيء بمدينة القامشلي إلى "الميليشيات المغتصِبة التابعة لمنظومة PKK الإرهابيّة (الإدارة الذاتية التابعة لـ قسد)، ونظام الأسد وميليشيات ما يسمّى الدفاع الوطني والتي خلّفت إصابات في صفوف المدنيين وأدّت إلى إرهاب الأهالي هناك وترويعهم في أيام رمضان وقت الافطار والسحور ما دفع السكان في هذا الحي إلى النزوح هائمين على وجوههم وهم صائمون".
ودعت أهالي المدينة إلى "عدم الانخراط في النزاع الدائر بين هذه الميليشيات، فالطرفان يتبعان لنظام الأسد، والابتعاد عن مواقع الاشتباكات"، معبرة عن تمنياتها بـ"السلامة لجميع المدنيين هناك".
واعتبر القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" صالح مسلم، أن التوتر الحاصل في مدينة القامشلي هو لعبة من روسيا والنظام السوري، هدفه كسب التأييد الشعبي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.
وقال "مسلم" في تصريحات، أمس، "إن الهدف من هذه الهجمات هو ضرب الاستقرار، وقال "سواء كانت هذه الهجمات مفتعلة من روسيا أو من حكومة دمشق، فإنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. إنهما تسعيان إلى بث الفوضى بين الناس وضرب الاستقرار وترهيب الأهالي، ومحاولة إثبات وجودهما. لقد بات الأمر معروفا؛ ستفتعلان المشاكل، ثم تتدخل روسيا، هذا الأمر يتم بشكل متعمد، وهو تصرف لا أخلاقي".
وفي تعليقه على الاشتباكات، رأى الصحفي السوري سامر الأحمد المنحدر من القامشلي، إن الاشتباكات هي "لاستعراض قوى متكرر في منطقة شرق الفرات، ولكن الجديد استخدام السلاح الثقيل وتلكؤ روسيا في إيقاف ما يجري ما أدى لتصاعد الوضع ونزوح للمدنيين".
وأضاف "الأحمد"، في سلسلة تغريدات عبر حسابه في تويتر، أن "قسد" تريد من "التصعيد كسب نقاط قوى جديدة في مفاوضاتها المستقبلية مع النظام و روسيا، وإرسال رسائل إلى حاضنتها الشعبية في القامشلي وبقية المناطق تشير إلى استمرار وجودها في حالة حرب رغم القضاء على داعش، في تنصل منها لاستحقاقات تحسين الوضع الخدمي والمعيشي في المنطقة".
وحذر من أن "استمرار التوتر ونشر دعوات من بعض مناصري قسد لقصف وإبادة حي طيء، مؤشر خطير يهدد السلم الأهلي ويدفع أبناء العشائر لحمل السلاح ومناصرة ميليشيات الدفاع الوطني، على أهل العقل والرأي التدخل لتحييد المكونات في المدينة عن هذا الصراع ووضع حد لحملات التصعيد التي تديرها أجهزة أمن النظام".
الاشتباكات خلال الساعات الماضية بين ميليشيات الدفاع الوطني التابعين لنظام #الأسد والأسايش التابعين لـ #قسد في #القامشلي تأتي استمرارًا لاستعراض قوى متكرر في منطقة #شرق_الفرات، ولكن الجديد استخدام السلاح الثقيل وتلكؤ روسيا في إيقاف مايجري ما أدى لتصاعد الوضع ونزوح للمدنيين.
— Samer Alahmad سامر الأحمد (@samerjrnas) April 21, 2021