بلدي نيوز
يعيش اللاجئون السوريون في حالة من القلق والخوف، بعد قرار الحكومة الدنماركية ترحيل نحو 100 منهم إلى مناطق سيطرة النظام السوري تحت ذريعة أن دمشق وريفها أصبحت مناطق آمنة هناك، وفق تقرير لموقع "إن بي آر".
وكانت السلطات الدنماركية قد أصدرت في العام 2019 تقريرًا جاء فيه، أن الوضع الأمني في بعض مناطق سوريا قد "تحسن بشكل ملحوظ"، وقد جرى استخدام هذا التقرير في العام المنصرم كمبرر لبدء إعادة تقييم مئات تصاريح الإقامة الممنوحة للاجئين السوريين الذين يتحدرون من دمشق وريفها.
وقبل فترة جرى إخبار نحو 94 لاجئ بانتهاء تصاريح إقامتهم، مما أدى إلى وفاة أحدهم ويدعى، أكرم البطحيش، جراء أزمة قلبية، والذي أكد ابنه أن والده كان معتقلا سابقا في سجون النظام السوري.
ومن بين المتضررين من القرار الدنماركي الأخير، رضوان جمعة وزوجته هبة الرجلة وأطفالهما الثلاثة، آية (11 عاما) ومحمد (10 أعوام) وليليان (4 أعوام) التي ولدت في الدنمارك.
وكان جمعة قد غادر سوريا في العام 2013 متوجها إلى مصر ومن هناك استطاع أن يصل عبر البحر المتوسط إلى أوروبا قبل أن يختار الدنمارك وجهة نهائية للجوء بسبب ما كان يشاع عن "معاملتها الحسنة للاجئين".
واستطاع لاحقا جمعة أن يلم شمل أسرته التي التحقت به ليقطنوا جميعا في بلدة سكيف، فيما بدأ هو العمل في مطعم بيتزا في بلدة آراهوس التي كانت تبعد مسافة كبيرة عن مكان سكناه.
ويتابع رضوان سرد قصة قائلا: "في الوقت الذي حصل في أقاربنا ومعارفنا في ألمانيا وهولندا ودول أخرى على إقامات دائمة وربما جنسيات وجوازات سفر، كنت أعتقد أن الأمر بات قريبا بالنسبة لنا، لذلك قررت أن انتقل مع أسرتي إلى منطقة أفضل واستئجار منزل قريب من عملي وذلك ليحظى أطفالي بمدرسة أفضل وحيث تستطيع زوجتي متابعة دراستها وتحقيق حلمها في أن تصبح ممرضة".
ويضيف: "نفذت قراري، قبل أن أصدم برسالة من دائرة الهجرة تفيد بصدور قرار بترحيلي إلى سوريا، وكان الأمر أشبه بصدمة قاتلة لي ولأفراد عائلتي لأن عودتنا بمثابة صدور حكم إعدام بحقنا".
واستأنف الزوجان القرار، لكن حياتهما معلقة في الوقت الحالي، إذ لا تزال جدران شقتهما الجديدة عارية من ورق الجدران والستائر، وغرفة المعيشة شبه فارغة.
وتتبع الدنمارك سياسة استقبال متشددة بهدف تحقيق "صفر طالب لجوء"، للتشجع على العودة الطوعية للسوريين ولم تصدر سوى تصاريح إقامة مؤقتة منذ 2015.